موريتانيا تتعهد بتحرير الإعلام المرئي

epa01798640 Mauritanian Junta leader and presidential election candidate General Mohamed Ould Abdel Aziz talks to media after he cast his ballot at a polling station in Nouakchott, Mauritania 18 July


أمين محمد–نواكشوط
 
أعلن الرئيس الموريتاني عزمه على تحرير المجال السمعي البصري لإتاحة الفرصة أمام القنوات الفضائية الخاصة في بلاده، بعد أن ظل المجال محتكرا لعقود من الزمن من قبل الفضائية الحكومية الوحيدة في البلد.
 
وقال محمد ولد عبد العزيز إن إصدار مرسوم بهذا الشأن سيكون في مايو/أيار أو يونيو/حزيران القادمين، وهو أول إعلان رسمي بهذا الخصوص بعد أن اشتدت المطالبات من قبل الأوساط الإعلامية والسياسية بتحرير هذا المجال، في ظل الانتقادات اللاذعة للتلفزيون العمومي بتهميش المناوئين السياسيين.
 
وكانت أحزاب الأغلبية الحاكمة قد أوصت في ختام أيام تشاورية عقدتها قبل نحو شهرين بتحرير هذا المجال، وبالسماح بإطلاق قنوات خاصة، وإذاعات حرة.
 
وجاءت تصريحات ولد عبد العزيز أثناء زيارة مفاجئة قام بها الثلاثاء للتلفزيون الحكومي الوحيد في البلاد، وخلال اجتماع له مع طاقمه، انتقد بشدة أداء وسائل الإعلام العمومية في بلاده بما فيها التلفزيون وقال إنها تعودت على "التطبيل والتزمير" للرئيس والحكومة دون أدنى مبرر.
 
وأشار الرئيس إلى أنه هو وحكومته لا يريدون هذا النوع من الإعلام، محذرا من أنه إذا لم يحسن التلفزيون من أدائه، ويهتم بمشاكل المواطنين بدل التصفيق للرئيس وحكومته، والاكتفاء ببث المناظر الطبيعية، فإن الغالبية الساحقة من المواطنين سيهجرونه، خصوصا بعد السماح بإنشاء قنوات خاصة.
 
تثمين
وقد ثمنت نقابة الصحفيين الموريتانيين الخطوة، وقال أمينها العام المختار السالم أحمد سالم في اتصال مع الجزيرة نت إنه قرار جيد، وتعتبر النقابة أنه خطوة إيجابية تأتي لتعزيز المكاسب الصحفية، والحريات الإعلامية في البلد.
 
وأوضح أن نقابته كثفت في الشهور الأخيرة من تحركاتها واتصالاتها الهادفة لتحقيق هذا الهدف، حيث التقت بولد عبد العزيز نفسه الذي وعدها بإصدار القانون المنظم للمجال السمعي البصري بسرعة، كما اتصلت بالبرلمانيين، واتفقت معهم على تشكيل فريق لمناصرة القضايا الصحفية، وللدفع بتحرير القطاع السمعي البصري.
 
وشدد على أنه من الضروري أن تسرع الحكومة في إصدار المراسيم الخاصة بهذا القانون، لأن وضعية البلد لم تعد مقبولة خصوصا بالنظر إلى محيطه الإقليمي الذي تنتشر فيه القنوات الخاصة بشكل غير محدود، وكذا أيضا بالنظر إلى أن الفضاء المحلي مغزو بشكل هائل بالقنوات الفضائية الخارجية، في غياب أي منتج محلي فضائي.
 
جدير بالذكر أن وفدا أوروبيا زار موريتانيا قبل نحو شهرين طالب الحكومة الموريتانية بالإسراع في تحرير المجال السمعي البصري، واعتبر ذلك جزءا لا يتجزأ من الحرية الإعلامية المطلوبة.
المصدر : الجزيرة