دعوى ضد الأهرام بسبب البابا شنودة

البابا شنودة

الأهرام نشرت مقالا يتهم البابا شنودة بالاستقواء بالخارج (الجزيرة-أرشيف)

محمود جمعة-القاهرة

تقدم رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان الدكتور نجيب جبرائيل ببلاغ إلى النائب العام بمصر ضد رئيس مجلس إدارة صحيفة الأهرام ورئيس تحريرها وأحد المحررين فيها، بسبب نشرها مقالا يتهم البابا شنودة الثالث بالاستقواء بالخارج وإدخال مصطلحات الطائفية والفتنة الطائفية إلى البلاد.

ويتعلق الأمر بمقال للكاتب عبد الناصر سلامة نشر في الأهرام تحت عنوان "أقباط 2010″، أكد فيه سلامة أنه منذ اعتلاء البابا شنودة الثالث عرش الكنيسة المرقسية عام 1971، ظهرت على السطح مصطلحات مثل الفتنة الطائفية، مشيرا إلى خطاب ألقاه شنودة بالإسكندرية عام 1973 دعا فيه إلى طرد من أسماهم الغزاة المسلمين من مصر.

وأثار المقال مسألة قضية وجود أسلحة وذخائر في الكنائس المصرية، متهما الكنيسة بالإعداد المسبق لأحداث العنف الأخيرة في العمرانية بتجميع الناس من خارج القاهرة وتحت إشراف رجال دين، ونقل الآلاف إلى موقع الحدث للاعتداء على المال العام والتخريب وإتلاف واستهداف ضباط الشرطة، معتبرا هذه الأحداث نتيجة طبيعية لتهاون الدولة تجاه الأقباط.

وقال جبرائيل في البلاغ –الذي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه– إنه كمصري وقبطي يتضرر مما نال رمزه الديني، وما أصاب الكنيسة التي ينتمي إليها من اتهامات، ومن ثم تتوافر له صفتا المصلحة والصفة اللازمتان لتقديم البلاغ، معتبرا أن ما ورد في المقال المذكور يشكل أركانا لجريمة البلاغ الكاذب والسب والقذف وتقويض السلام الاجتماعي وإثارة الفتنة الطائفية.

شعار صحيفة الأهرام (الجزيرة نت)
شعار صحيفة الأهرام (الجزيرة نت)

البابا والتطبيع
ورفع جبرائيل بلاغه ضد كل من رئيس تحرير الأهرام أسامة سرايا، ورئيس مجلس إدارتها الدكتور عبد المنعم سعيد، مشيرا إلى أنه إذا صحت هذه الاتهامات التي أوردتها الصحيفة بحق البابا شنودة ورجال الدين المسيحي، فقد وجب احتقارهم في وطنهم.

وفند جبرائيل ما ورد في المقال، مشيرا إلى أن البابا شنودة الثالث هو شخصية وطنية ولا يختلف عليه اثنان في مصر، وأن ما يتحدث عنه أشقاء علماء ومفكرون مسلمون عن وطنية البابا يفوق كثيرا ما يتكلم عنه الأقباط في مصر، لاسيما مناصرته للقضية الفلسطينية واتخاذه قرارا بحظر سفر الأقباط إلى القدس، إيمانا بأن ذهابهم إليها هو لون من ألوان التطبيع مع إسرائيل، التي لا تزال تحتل القدس.

وأكد جبرائيل أن البابا شنودة رفض ولا يزال يرفض استقبال أي مسؤول إسرائيلي، كما رفض مرارا استقبال لجنة الحريات الأميركية، رغم أن كثيرا من المسؤولين ورجال المجتمع المدني قد استقبلوا أعضاء هذه اللجنة، وذكّر بأن الأهرام ما زالت تنشر مقالا أسبوعيا للبابا شنودة، وهو ما اعتبره "تناقضا شديدا".

وأشار جبرائيل إلى ما يتعرض له الأقباط من "تمييز"، وليس كما يدعيه المقال من تهاون الدولة معهم، وذكّر بمطالب الأقباط بإدراج الحقبة القبطية والتاريخ القبطي في المناهج التعليمية، قائلا إنها يربو عمرها على ألفيْ سنة "وما زالت تدرس في وريقات بسيطة في مناهج التاريخ المصري".

وأضاف أن الأقباط يتعرضون للتهميش في قطاعات كثيرة حساسة في الدولة وآخرها البرلمان، حيث لا تتجاوز نسبة تمثيلهم 0.5%.

المصدر : الجزيرة