تباين بلبنان حول اعتقال بكري

أنس بن صالح

تباينت المواقف والتفسيرات في لبنان لخلفيات اعتقال الداعية عمر بكري فستق بعد صدور حكم غيابي بالسجن المؤبد بحقه بتهمة "تنفيذ أعمال إرهابية".

وترى أطراف محسوبة على الحركة الإسلامية في لبنان أن خلفيات ذلك الاعتقال تكمن بمواقف بكري المؤيدة لحزب الله، خاصة فيما يتعلق برفض المحكمة الدولية التي تحقق في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وفي مساندته لخيار المقاومة وللتقارب مع سوريا.

وقال الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي بلال شعبان في تصريح لمراسل الجزيرة في لبنان أنس بنصالح إن هناك الكثير من علامات الاستفهام حول توقيف بكري الذي اتهم تيار المستقبل بتهميش قطاعات من السنة.

في المقابل ترى أصوات من التيار السلفي أن توقيف بكري كان ينبغي أن يتم منذ مدة طويلة، واعتبرت أن الظروف السياسية التي مر بها البلد لم تكن تسمح بذلك، ولفتت إلى أن رفضه الاعتراف بالقضاء اللبناني وبالقرار الصادر عنه كان سببا مباشرا في توقيفه.

وذهبت أوساط في تيار المستقبل إلى القول بأن مواقف بكري الأخيرة لا تعكس قناعة سياسية بقدر ما كانت مجرد محاولة لاستباق قرار القضاء بحقه والاستجارة بحزب الله.

وقال عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل مصطفى علوش في حديث للجزيرة إن بكري عندما رأى أن اعتقاله أصبح وشيكا بدأ يتخذ مواقف في الاتجاه المعاكس ويوحي بأن هذه المواقف هي سبب اعتقاله.

"
عمر بكري نفى تهم القتل والتخريب الموجهة إليه وندد بالحكم الصادر بحقه، ولم يستبعد وجود ما سماها دوافع سياسية وراء الحكم
"

تهم ونفي
وجاء اعتقال بكري أمس الأحد من طرف عناصر من فرع المعلومات التابع لقوى الأمن الداخلي في منطقة أبي سمرا بطرابلس بموجب أحكام صدرت الخميس الماضي بحق 47 شخصا بينهم بكري، تتراوح بين السجن ثلاثة أشهر والسجن المؤبد.

وقال مصدر قضائي لبناني إن هؤلاء الأشخاص ينتمون إلى جماعة مسلحة تهدف إلى "القتل والتخريب" و"مساعدة إرهابيين في التنقل وتزويدهم بالأسلحة لقتل المدنيين والجنود".

ونفى عمر بكري -وهو من أصل سوري ويحمل الجنسية اللبنانية- التهم الموجهة إليه، وندد بالحكم الصادر بحقه. ولم يستبعد وجود ما سماها دوافع سياسية وراء الحكم.

وكانت السلطات البريطانية أبعدت الداعية الإسلامي عن أراضيها في 2005 بعد هجمات وقعت في لندن أودت بحياة 56 شخصا، وقالت وقتها إنها تشتبه في صلته بتنظيم القاعدة. وكان بكري قد أشاد علنا بمنفذي هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة.

وبعد إبعاده من بريطانيا التي عاش فيها عشرين سنة (1986-2005) انتقل بكري (50 عاما) إلى لبنان، لكنه أوقف بمجرد وصوله ثم أفرج عنه دون توجيه أي تهمة إليه. وكان عمر بكري قد التحق في شبابه بجماعة الإخوان المسلمين، وفي 1983 أسس جمعيته الخاصة "المهاجرون إلى جدة" التي حلت رسميا في 2004.

المصدر : الجزيرة + وكالات