موريتاني بغوانتانامو يكلم أهله بالفيديو

زينب بنت أربيه
 
أمين محمد-نواكشوط

نظمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر صباح اليوم بالعاصمة الموريتانية نواكشوط لقاء بين السجين الموريتاني بـمعتقل غوانتانامو محمدو ولد صلاحي وعائلته، في أول اتصال من نوعه بالصوت والصورة حيث كانت اللقاءات التي نظمت في السابق بالصوت فقط.
 
ومكنت المكالمة 16 فردا من عائلة ولد صلاحي من بينهم والدته وأشقاؤه من اللقاء معه مدة نحو ساعة عبر الموقع الإلكتروني إسكايب، ولكن بشكل انفرادي لكل شخص، وهي أول مرة تشاهد فيها عائلة ولد صلاحي ابنها المعتقل بغوانتانامو منذ نحو تسع سنوات.
 
ولم يسمح للصحفيين بحضور المكالمة، ولا بتصوير العائلة أثناءها، وقال أفراد الأسرة للجزيرة نت عقب المكالمة إن ابنهم بدا في صحة جيدة، وحالة نفسية ومعنوية عالية، وإن تأثر مرارا، ودمعت عيناه خلال حديثه مع ذويه.
 
وذكرت والدته مريم بنت بوبكر أن رؤية ابنها لأول مرة منذ "اختطافه من بين يديها" قبل نحو تسع سنوات قد أزالت عن قلبها جبلا من الهموم، وطمأنتها على صحته، وقالت إنها تأمل أن تكون هذه الخطوة مقدمة للإفراج عنه.
 
وأضافت أن "ولدها طمأنها على أنه يمارس عباداته بشكل عادي، وأنه صام رمضان، وكان يختم قراءة القرءان الذي يحفظه عن ظهر قلب في أغلب أيام الشهر الفضيل".
 
أما شقيقه حمود ولد صلاحي فقال للجزيرة نت إن المقابلة تركزت أساسا على الأمور العائلية ولم تخرج عنها تقريبا، وذلك طبقا لما يشبه التفاهم الضمني مع الصليب الأحمر، وذكر أن شقيقه المعتقل بدا في صحة جيدة، ولم يتغير شكله منذ اعتقاله، وظهر في زي مدني وليس بالزي البرتقالي الذي يلبسه سجناء غوانتانامو. 

undefined


سابقة

بدوره قال مندوب اللجنة الدولية للصليب الأحمر خضر الطري للجزيرة نت إن الصليب الأحمر سعيد بإتمام هذه المكالمة بالصوت والصورة التي تنظم لأول مرة بين سجين في غوانتانامو وعائلته منذ إنشاء هذا السجن، وكشف أن منظمته ستقوم خلال الفترة القادمة بتنظيم 20 محادثة بالفيديو بين سجناء في غوانتانامو وذويهم من جنسيات مختلفة.
 
وأضاف أن إجراء مثل هذا النوع من المحادثات يمر عبر عدة مراحل من بينها إبلاغ سلطات السجن (الحكومة الأميركية) التي وافقت من حيث المبدأ على مثل هذا النوع من المحادثات، ثم أخذ موافقة السجناء أنفسهم، ثم موافقة الأهالي.
 
وكشف أن بعض السجناء رفضوا المشاركة في مثل هذه المكالمات، في حين رحب بها آخرون، مشيرا إلى أن المعتقل الموريتاني الآخر أحمد ولد عبد العزيز لا يزال من الرافضين للمشاركة، وأشار إلى أن الصليب يتواصل معه كغيره من المعتقلين عبر الرسائل العادية.
 
وكان محمدو ولد صلاحي قد اعتقل في نوفمبر/تشرين الثاني 2001 بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، وسلمه نظام الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع للسلطات الأميركية وظلت الأجهزة الأمنية الموريتانية تتكتم على مصيره، وتؤكد لذويه أنه موجود لديها، وبعد نحو سنة ونصف وصلت إلى أهله رسالة منه عبر الصليب الأحمر تؤكد أنه موجود في سجن غوانتانامو.
 
أما السجين الموريتاني الآخر بالمعتقل الأميركي أحمد ولد عبد العزيز فقد اعتقل بباكستان عام 2002، وثالث المعتقلين هو سيدي محمد الملقب سيدي آمين الذي اعتقل كذلك بباكستان، ثم أفرج عنه قبل نحو سنتين وسُلّم للسلطات الموريتانية التي أخلت سبيله.
المصدر : الجزيرة