بشارة: خرجت كرها ولن أعود الآن

عزمي بشارة _ المؤتمر الدولي لجرائم الإبادة الإسرائيلية

عزمي بشارة: الظروف التي دعت إلى الخروج من الوطن ما زالت قائمة (الجزيرة-أرشيف)

دعا المفكر العربي عزمي بشارة للمحافظة على الهوية القومية لتماسك الشعب الفلسطيني وعلى ضرورة العمل من أجل فرض حل "الدولة لجميع مواطنيها"، معتبرا أن حل الدولتين ليس سوى إسقاط للحقوق الفلسطينية.

وقال في مقابلة شاملة مع مجلة الآداب اللبنانية إنه يتوق إلى العودة إلى وطنه ولكنه لا يرى أفقا في الوقت الحالي "لأن الظروف التي دعت إلى الخروج من الوطن ما زالت قائمة، بل تفاقمت".

وقال إن التهم الأمنية التي يواجهها اليوم خارجة عن قواعد المعركة السياسية القضائية الممكنة في النضال السياسي، وبالتالي لا تترك له مجالا للبقاء.

واعتبر أن بقاءه في الخارج ليس خيارا، وأضاف "في اعتقادي أن ما ينتج من تسليم نفسي في هذه الظروف ضرر يصيب الحركة الوطنية، وهو غباء".

ورأى أن خروجه أعطى الفرصة للتجمع الوطني الديمقراطي الذي كان يقوده بأن يستمر وللمؤسسات بأن تنمو، موضحا أن "جدلية الأمور وصيرورتها أثبتتا أن الحركة الوطنية ليست حركة مشخصنة".


"
الهوية العربية ضرورية لتماسك المجتمع أمام الأسرلة، وضرورية على المستوى الداخلي لأن البديل ليس هوية قومية أخرى، بل هويات طائفية أو عشائرية
"

الهوية ضد الأسرلة
ونبه بشارة إلى أن الهوية العربية ضرورية لتماسك المجتمع أمام "الأسرلة"، وضرورية على المستوى الداخلي لأن البديل ليس هوية قومية أخرى، بل هويات طائفية أو عشائرية.

واعتبر أن عرب الداخل امتداد تاريخي للشعب الفلسطيني على الأرض نفسها، مما "قاد إلى التعامل مع قضية فلسطين كقضيتنا لا كقضية لها أصحابها الآخرون فنقبل بما يقبلون".

وأضاف بشارة متحدثا عن حزبه "ما ميز أسلوبنا كان قرارنا التواصل مع العالم العربي كعرب لا كإسرائيليين، ومن دون إذن إسرائيل، وهذا يكسر كل ما بنوه في خمسين عاما، وكان أحد أسباب شدة الغضب الإسرائيلي علينا".

وأوضح بشارة أن المساواة التي طالب بها لا تعني أن يتفضل الإسرائيليون على الفلسطينيين بمساواة يقابلونها بولاء، كما كان الطرح السائد لفكرة المساواة.


الحلول المطروحة
بدأ الحديث عن الحلول بالحكم الذاتي الذي رفضه بشارة، معتبرا أنه مجرد حدود تحددها الدولة لمواطنيها في مجالات تختارها وفي حدود تسمح بها مثل أي بلدية.

واعتبر أن قيام دولة فلسطينية في الضفة والقطاع لا يعني شيئا، لأنه بديل لحق العودة ولأن تلك الدولة لن تكون دولة فلسطينية و"إنما دولة الفلسطينيين".

وقال إن ما يريده ويطرحه على الإسرائيليين هو أن تكون الدولة لجميع المواطنين، مما يعني تفكيك الصهيونية، وهو ما لا يتم إلا بالنضال المتواصل.

وأكد على رفض الاندماج، والإصرار على الهوية القومية، ومواصلة العلاقات مع الدول العربية.

ويرى بشارة أن على الشعب المناضل تحت الاحتلال وفي الشتات أن يقدم برنامجا إستراتيجيا ديمقراطيا يتمثل في الدولة الديمقراطية العلمانية الفلسطينية، مؤكدا أن ذلك ليس حلا تفاوضيا، ولن يتم التوصل إليه من خلال التفاوض مع إسرائيل.

ويعتقد بشارة أن الوقت قد حان لإعادة إنتاج حراك فكري سياسي، يبدأ من الأساسيات التي ضاعت في التفاصيل وفي تشوه السياسة العربية القطرية، ولإنتاج "الفكرة العربية" بأدوات ديمقراطية وعلى أساس العدالة الاجتماعية.

المصدر : الصحافة اللبنانية