البشير يؤكد من دارفور رفضه الرضوخ لـ"أعداء السودان"

الرئيس السوداني في دارفور للمرة الأولى بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية (الجزيرة)

بدأ الرئيس السوداني عمر البشير اليوم زيارة لولاية شمال دارفور جدد خلالها انتقاده لقرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله بدعوى تورطه في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وقال إن من يتحدثون الآن عن العدالة هم المجرمون الحقيقيون.

واعتبر البشير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس الأميركي السابق جورج بوش والكثير من قادة الغرب هم المجرمون الحقيقيون متسائلا عن السبب في عدم محاكمة إسرائيل والولايات المتحدة دوليا عما قامتا به في فلسطين والعراق وغيرهما.

وأمام مؤتمر جماهيري حاشد، وجه الرئيس السوداني انتقادات حادة إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية لويس مورينو أوكامبو وتعهد مجددا بعدم الخضوع للمحكمة أو تسليم أي مواطن سوداني لها.

وجدد البشير التأكيد على أن طرد بعض منظمات الإغاثة كان بسبب اتخاذها العمل الإنساني ذريعة للتجسس موضحا أن هناك أكثر من مائة منظمة إنسانية ما زالت تعمل بالسودان، ومؤكدا أن على هذه المنظمات وكذلك القوات المشتركة التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي أن تحترم القانون السوداني وإلا فستطرد.

ووصل البشير إلى الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور صباح اليوم، في حين أكد مسؤولون حكوميون أن أوامر طرد المنظمات "لا رجعة فيها" وأنه ثبت بالدليل تعاونها مع المحكمة الجنائية الدولية، وأوضح وكيل وزارة الخارجية مطرف صديق أن وكالات الحكومة ستغطي البرامج التي تركتها منظمات الإغاثة المطرودة.

لكن تلك المنظمات نفت هذه التهم وحذرت من أن إيقاف برامجها سيكون له أثر مدمّر على مئات الآلاف من السودانيين في إقليم دارفور علما بأن الغرب يؤكد أن ستة أعوام من القتال أدت إلى إجبار نحو 2.7 مليون شخص على النزوح من ديارهم.

البشير يحيي وفود الجنوب الذين قدموا لتأييده (الفرنسية) 
البشير يحيي وفود الجنوب الذين قدموا لتأييده (الفرنسية) 

انتقادات للغرب
وكان البشير قد وجه انتقادات شديدة للغرب خلال تجمع بالخرطوم أمس لحشود قادمة من جنوب السودان لكن ذلك تزامن مع نداءات من الحزب الحاكم في الجنوب الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي، لحكومة الخرطوم بالتراجع عن قرارها بطرد منظمات الإغاثة.

ونقلت رويترز عن يين ماثيو المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان أن طرد منظمات الإغاثة سيكون له تأثير مدمر على عشرات الآلاف من النازحين من دارفور.

لكن مستشار الرئيس السوداني أكد من جانبه أن الخرطوم لديها وثائق تؤكد ضلوع هذه المنظمات في تخريب وتهديد الأمن القومي السوداني، موضحا أن المنظمات -التي طردت وعددها 13 منظمة- هي من بين 118 منظمة لا تزال تعمل بكل حرية وشفافية في السودان.

دعم عربي
من جهة أخرى تعهد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى -عقب مباحثات أجراها في الخرطوم مع البشير- بدعم الجامعة للرئيس السوداني وقال إن هناك جهودا دبلوماسية تقودها الجامعة، لتدارك تداعيات قرار المحكمة الجنائية الدولية.

يأتي ذلك في حين قال وزير الدولة بالخارجية السودانية علي كرتي إن بلاده ترفض دعوة مصر إلى عقد مؤتمر دولي بشأن الأزمة بين السودان والمحكمة الجنائية، وقال إن مثل هذا المؤتمر يعني تدويل قضية السودان وقضية دارفور.

وكانت مصر قد دعت على لسان وزير خارجيتها أحمد أبو الغيط إلى عقد مؤتمر دولي لبحث التحديات التي يتعرض لها السودان، في حين قال متحدث باسم الخارجية المصرية إن موقف القاهرة يؤكد أن أي حوار من هذا القبيل ينبغي أن تشارك فيه الحكومة السودانية.

المصدر : الجزيرة + وكالات