إعلان الدوحة

نحن قادة الدول العربية المجتمعون في الدورة الحادية والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في الدوحة عاصمة دولة قطر يوم 3 ربيع الآخر 1430 هجرية الموافق 30 مارس/آذار 2009 م.
 
وبعد الدراسة العميقة للوضع العربي الراهن والظروف المحيطة به، والعلاقات العربية، والتحديات التي تواجه الأمة، والمخاطر التي تحيق بالأمن القومي العربي، والتهديدات الجدية التي تواجه عملية السلام في الشرق الأوسط، وأخذًا في الاعتبار التحولات الجارية في النظام الدولي وانعكاساتها على المنطقة العربية، وما تمثله المتغيرات الجارية من تحديات جسيمة على النظام الإقليمي العربي، ومن بينها الأزمة الاقتصادية العالمية.
 
وتأكيدا منا على التزامنا بالأهداف والغايات الواردة في ميثاق جامعة الدول العربية والمعاهدات والاتفاقيات المكملة له، وعزمنا على تنفيذها بما يضمن تماسك الأمة، ويحقق رفاه شعوبها، وتأكيدًا لتمسكنا بالمبادئ النبيلة التي تضمنها ميثاق منظمة الأمم المتحدة من أجل عالم يسوده السلم والأمن، ويتسم بالحرية والعدل والمساواة.
 
وانطلاقًا من مسؤوليتنا القومية في الارتقاء بالعلاقات العربية نحو أفق أرحب والعمل على تمتين أواصرها بما يحقق المصالح العليا للأمة، وتطلعاتها ويحفظ أمنها القومي، ويصون كرامتها وعزتها،
 
ُنعلن ما يلي:
– التزامنا بالتضامن العربي، وتمسكنا بالقيم والتقاليد العربية النبيلة، وصون سلامة الدول العربية كافة واحترام سيادتها وحقها المشروع في الدفاع عن استقلالها الوطني ومواردها وقدراتها. ومراعاة نظمها السياسية وفقًا لدساتيرها وقوانينها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
 
– نشدد على تسوية الخلافات العربية بالحوار الهادف والبناء ونعمل على تعزيز العلاقات العربية وتمتين عراها ووشائجها، والحفاظ على المصالح القومية العليا للأمة العربية.
 
– ندعو إلى مواصلة الجهود الرامية إلى تطوير وتحديث منظومة العمل العربي المشترك وتفعيل آلياتها والارتقاء بأدائها، بما يمكننا من إيجاد سياسات فاعلة لإعادة بناء المجتمع العربي المتكامل في موارده وقدراته وبما يتلاءم والتحديات الجديدة في المرحلة المقبلة، ومواكبة المستجدات التي قد تطرأ على المستويين الإقليمي والدولي.
 
– نتوجه بتحية إكبار وإجلال للشعب الفلسطيني في مقاومته الباسلة لمواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، ونؤكد على دعم صموده ومقاومته لهذا العدوان، وإدانتنا الحازمة للعدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة، ومطالبتنا بوقف الاعتداءات الإسرائيلية وتثبيت وقف إطلاق النار، ورفع الحصار الجائر عن قطاع غزة وفتح المعابر كافة، والتأكيد على تحميل إسرائيل المسئولية القانونية والمادية عما ارتكبته من جرائم حرب وانتهاكات للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ومطالبتنا المجتمع الدولي بملاحقة المسؤولين عن تلك الجرائم وإحالتهم إلى المحاكم الدولية.
 
– نعرب عن دعمنا الكامل للجهود العربية لإنهاء حالة الانقسام في الصف الوطني الفلسطيني وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، ومطالبتنا لجميع الفصائل الفلسطينية التجاوب مع هذه الجهود بما يكفل تحقيق المصالحة الوطنية المنشودة، وبما يضمن وحدة الأراضي الفلسطينية جغرافيًا وسياسيًا ، ونجدد دعمنا للسلطة الوطنية الفلسطينية، واحترام المؤسسات الشرعية للسلطة الوطنية الفلسطينية المنبثقة عن منظمة التحرير الفلسطينية، بما في ذلك المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب.
 
– نطالب بوقف السياسات الإسرائيلية أحادية الجانب، وإجراءات فرض الأمر الواقع على الأرض، بما في ذلك الوقف الفوري لكافة النشاطات الاستيطانية وإزالة جدار الفصل العنصري، وعدم المساس بوضع القدس الشريف والمحافظة على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.
 
– نؤكد على عدم قبول التعطيل والمماطلة الإسرائيلية وهو الأمر الذي استمر عبر حكومات إسرائيلية متعاقبة، كما نؤكد على ضرورة تحديد إطار زمني محدد لقيام إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها تجاه عملية السلام والتحرك بخطوات واضحة ومحددة نحو تنفيذ استحقاقات عملية السلام القائمة على المرجعيات المتمثلة في قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام وكذلك مبادرة السلام العربية.
 
– نؤكد على ضرورة التوصل إلى حل عادل للصراع العربي الإسرائيلي في إطار الشرعية الدولية، وعلى أن السلام العادل والشامل في المنطقة لن يتحقق إلا من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والانسحاب من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، بما في ذلك الجولان العربي السوري المحتل حتى خط الرابع من حزيران/يونيو 1967، وما تبقى من أراض محتلة في جنوب لبنان، مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر، والتوصل إلى حل عادل ومتفق عليه لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، ورفض كافة أشكال التوطين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
 
– نؤكد على تضامننا مع السودان، ورفضنا لقرار الدائرة التمهيدية الأولى للمحكمة الجنائية الدولية بشأن فخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير، ودعمنا للسودان الشقيق في مواجهة كل ما يستهدف النيل من سيادته وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه، ورفضنا لكل الإجراءات التي تهدد جهود السلام التي تبذلها دولة قطر في إطار اللجنة الوزارية العربية الأفريقية وبالتنسيق مع الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والتي نؤكد دعمنا وتأييدنا لها من أجل إحلال السلام في دارفور.
 
– يشيد مؤتمر القمة العربية بالخطوات التي تحققت في العراق على طريق الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية ونبذ الطائفية واستقرار العملية السياسية بمشاركة كل مكونات الشعب العراقي.
 
– نعرب عن ترحيبنا بالاتفاق الذي تم بين الإخوة في الصومال وانتخاب شيخ شريف أحمد رئيسًا لجمهورية الصومال وتشكيل حكومة انتقالية صومالية وبرلمان صومالي انتقالي، ونؤكد على تضافر الجهود العربية لتقديم كافة أشكال الدعم لجمهورية الصومال.
 
– عدم الاعتراف بنتائج الاستفتاء الذي أجرته فرنسا في 29/3/2009 حول اندماج جزيرة مايوت القمرية وتحويلها إلى مقاطعة فرنسية، واعتبار الإجراءات التي تتخذها فرنسا بموجب نتائج هذا الاستفتاء غير قانونية وباطلة ولا ترتب حقًا ولا ُتنشئ التزامًا.
 
– نعرب عن الأمل في أن تتجاوب الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة والمساعي العربية لإيجاد حل لقضية الجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى من خلال المفاوضات الجادة والمباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
 
– نؤكد مجددًا على إدانتنا للإرهاب بكافة أشكاله وصوره وأيا كان مصدره ومهما كانت دوافعه ومبرراته، وعلى ضرورة العمل على معالجة جذوره وإزالة العوامل التي ُتغذيه.
 
– نطالب المجتمع الدولي العمل على إخلاء منطقة الشرق الأوسط من جميع أسلحة الدمار الشامل، وخاصة الأسلحة النووية، واتخاذ خطوات نحو إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط بما يدعم السلام والأمن الدوليين، وإلزام إسرائيل بالتوقيع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وإخضاع جميع منشآتها وأنشطتها النووية لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
 
– نؤكد على الحق المشروع للدول العربية في السعي للحصول على التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية في كافة المجالات التي تخدم برامجها التنموية وتدعم اقتصاداتها وتنوع مصادر الطاقة لديها.
 
– نشيد بالجهود المتواصلة التي تبذلها الدول العربية من أجل تعميق ممارسات الإدارة الرشيدة، وتطبيق مبدأ الشفافية والمسؤولية، والمساءلة والمشاركة الشعبية، كما نؤكد عزمنا على متابعة الإصلاحات السياسية والاجتماعية في المجتمعات العربية بما يضمن تحقيق التكافل الاجتماعي والوئام الوطني والسلم الأهلي.
 
– ندعو إلى تكثيف الحوار بين الثقافات والشعوب وإرساء ثقافة الانفتاح وقبول الآخر ودعم مبادئ التآخي والتسامح واحترام القيم الإنسانية التي تؤكد على حقوق الإنسان، وتعلي كرامته وتصون حريته.
 
– نرحب بنتائج وقرارات القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي عقدت في الكويت خلال الفترة من 19-20 يناير 2009م، ونؤكد عزمنا على متابعة وتنفيذ نتائجها بما يخدم العمل العربي الاقتصادي المشترك، ويسهم في تنمية المجتمعات العربية.
 
– نؤكد سعينا المتواصل لإنجاز الاتحاد الجمركي، تمهيدًا لإقامة سوق عربية مشتركة وتأمين المصالح الاقتصادية العربية المشتركة وصيانة المكتسبات العربية على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، بما يعزز الاقتصادات العربية، ويسهم في التخفيف من الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية، وتنمية الشراكة وزيادة الاستثمار المتبادل وإقامة المشروعات الإنتاجية المشتركة.
 
– نطالب المجتمع الدولي العمل على تضافر الجهود وتعزيز التعاون الوثيق بين دوله والمشاركة الفاعلة في الجهود العالمية الرامية إلى تنفيذ الأهداف التنموية للألفية واستئصال الجوع والفقر، ومضاعفة الدعم المالي للدول الأقل نموًا، لتضييق الفجوة في مستويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية بين الدول الغنية والدول الفقيرة.
 
– نؤكد على أهمية التنشئة الاجتماعية القويمة للطفل العربي، وإبراز هويته الوطنية عبر تطوير منظومة قيمية تنشئ الطفل العربي على الوعي بهويته، وتغرس فيه اعتزازه بوطنيته وانتمائه إلى عروبته وفخره بها وبتراثها وأمجادها وإسهامها في تطوير الحضارة الإنسانية.
 
– ندعو إلى إتاحة الفرص أمام الشباب لتمكينهم من المشاركة الفاعلة في حياة المجتمع، وتوفير فرص العمل لهم، وإذكاء الشعور الوطني وتعزيز انتمائهم للحضارة والهوية العربية.
 
– نشدد على إيلاء اللغة العربية اهتمامًا خاصًا باعتبارها وعاء الفكر والثقافة العربية ولكونها الحاضنة للتراث والثقافة والهوية، والعمل على ترسيخها وتطوير مناهج تعليمها لتواكب التطور العلمي والمعرفي المتسارع في العالم.
 
– نتوجه بخالص الشكر وبالغ التقدير إلى حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر على إدارته الواعية لأعمال القمة، وتوجيه مداولاتها، ونعرب عن ثقتنا التامة في أن رئاسته للعمل العربي المشترك ستشهد المزيد من الإنجازات والتطوير وترسيخ التضامن العربي لما فيه خير الأمة العربية وصلاح أمرها، وذلك بما عرف عنه من حكمة وخبرة وحرص على التضامن العربي.
 
– كما نعرب عن امتناننا العميق لدولة قطر وشعبها المضياف على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وعلى التنظيم المحكم لاجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الحادية والعشرين. ونقدر عاليًا المشاورات المكثفة التي تم إجراؤها مع الدول العربية لتأمين نجاح القمة وعقدها في أفضل الظروف وأيسرها.
 
– ونعرب عن خالص الشكر للجهود المتواصلة التي يبذلها معالي السيد/ عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية للنهوض بالعمل العربي المشترك.
ـــــــــــــــــ
المصدر: موقع جامعة الدول العربية
المصدر : الجزيرة