عباس يتهم حماس بالتهرب

صورة محمود عباس في كلمة من جنين
 عباس: همنا الأعظم إنهاء الظلامية وإمارة الظلام بغزة (الجزيرة)
 عباس: همنا الأعظم إنهاء الظلامية وإمارة الظلام بغزة (الجزيرة)
 
هاجم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشدة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقال إنها تختلق الذرائع للتهرب من اتفاق المصالحة الوطنية، لكن الحركة ردت بهجوم مماثل فقال ممثلها في لبنان إن كلام عباس مليء بـ"الافتراءات".
 
وقال عباس خلال حفل افتتاح مبان جديدة في الجامعة الأميركية بجنين، إن حماس تتذرع بتأجيل تقرير غولدستون للتهرب من المصالحة التي كان من المقرر التوقيع عليها في القاهرة في الخامس والعشرين من الشهر الحالي.
 
وأضاف "همنا الكبير والأعظم هو استعادة وحدتنا الوطنية وإنهاء الانقلاب الأسود الذي وقع في قطاع غزة وإنهاء الظلامية وإمارة الظلام التي يحاولون بناءها هناك على أنقاض أبنائنا"، مضيفا "هم مرتاحون بإمارتهم الظلامية لأنهم جلسوا فيها باسم حركة الإخوان العالمية".
 
وتابع "نقول لهم هذا الانقلاب يجب أن ينتهي بأي سبيل باستثناء القوة.. ليست شيمتنا أن نطلق النار على أهلنا.. بدأنا المقاومة قبلهم والقواعد الثابتة لها بدأت من هنا في جنين". ودعا حماس إلى "الاحتكام مجددا لصندوق الاقتراع الذي سبق أن أعطاكم الشرعية" متسائلا "هل أنها (حماس) تؤمن بالديمقراطية إذا كانت لصالحها وتنكرها إذا خشيت أن تنقلب ضدها".
 
وحول العدوان الإسرائيلي على غزة أوضح عباس أن السلطة الفلسطينية حذرت حماس "قبل العدوان الغاشم" من أن الجيش الإسرائيلي يستعد للهجوم ومن أن "مجزرة تهدد شعبنا فطالبناهم بتمديد التهدئة لكننا لم نجد تجاوبا فاتصلنا بمكتبهم في دمشق لإقناعهم بأنهم مقبلون على معركة لا جدوى منها وعليهم تمديد الهدنة لكنهم لم يأبهوا لتحذيراتنا".
 

"
قادة حماس اختبؤوا تحت الأقبية خلال العدوان وهربوا إلى سيناء بسيارات الإسعاف وتركوا شعبهم في غزة يذبح
"
عباس

هربوا إلى سيناء


وانتقد الرئيس الفلسطيني قادة حماس قائلا إنهم "اختبؤوا تحت الأقبية خلال العدوان وهربوا إلى سيناء بسيارات الإسعاف وتركوا شعبهم في غزة يذبح" متسائلا "عن أي مقاومة وممانعة يتحدثون؟".
 
وقال عباس "أريد الرد على وصف جاء على لسان أحد مسؤولي حماس الذي قال "المتواطئون".. لو كنا كذلك لما حذرناهم مما يجري من تخطيط للعدوان على غزة" وأضاف أن "كل ما يهمهم هو أن تبقى حماس موجودة وأن تكون الحركة بعافية وخير حسب تصريحاتهم".
 
وبشأن عملية السلام قال "نحن مع السلام العادل ومع المفاوضات لكن ليس بأي ثمن.. فلا مفاوضات من غير توقف كلي للاستيطان وبالذات في القدس.. أرضنا معروفة نريدها لنبني عليها دولتنا المستقلة ولن نساوم في ذلك".
 
وأبدى عباس إصرارا على تحقيق المصالحة قائلا "نحن طلاب وحدة وطنية وسنسير مع المصالحة حتى اللحظة الأخيرة، نقول لهم (في إشارة لحماس) وللعرب وللشقيقة مصر نحن مع الوحدة الوطنية دون أي تحفظات لأنها أثمن من كل التحفظات التنظيمية والفئوية".
 
ذريعة غولدستون
وتابع "اليوم أعلنا أننا سنذهب لأجل ذلك للقاهرة ونعرف أنهم يخترعون الذرائع وآخرها ذريعة تأجيل تقرير غولدستون الذي رفضته حماس في البداية بداعي أن من أشرف عليه يهودي وصهيوني ثم عادت لتندد بتأجيل مناقشته".
 
وقال إن "التقرير لم يسحب ولم يسقط وإنما أجل فحسب، كل ما في الأمر أنه عندما ذهبنا بقضية التقرير إلى مجلس حقوق الإنسان بجنيف وقدمنا مشروعا وطنيا لم يحصل على الأغلبية ولم تقبله الدول العظمى، فقدمت أميركا مشروعا دون المستوى المطلوب يدين الجانب الفلسطيني ولا يدين إسرائيل فآثرنا التأجيل".
 
وأضاف أنه بعد ذلك "قامت الدنيا ولم تقعد لدى حماس ولدى فضائياتها والفضائيات التي تدعمها وهي مليئة كلها بالأكاذيب والمهاترات بأننا أضعنا القضية". وتساءل في هذا السياق "هل هم مع التقرير أم ضده؟ ما المطلوب منا؟ عندما يجيبونا سنجيبهم".
 
وتزامنت كلمة عباس مع تصريحات لأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه في مؤتمر صحفي عقده في رام الله وصف فيها قناة الجزيرة بأنها بوق مخلص لحماس، حسب تعبيره.
 

حمدان: عباس تجاوز الحدود الدنيا
حمدان: عباس تجاوز الحدود الدنيا

أسرف في الكذب


وفي أول رد على اتهامات عباس قال ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان "سأرد بما يقول المثل الشعبي الفلسطيني "إللي استحوا ماتوا"، معتبرا أن محمود "عباس تجاوز حدود اللياقة وأسرف في الكذب وتجاوز الحدود الدنيا لسفلة القوم" على حد وصفه.
 
وتابع في تصريحات للجزيرة "يؤسفني أن يخرج من يحسب على أنه رئيس ليتكلم بهذه الافتراءات والمستوى السوقي.. كان أولى أن يتحدث عن الأقصى الذي يتعرض لحملة تهويد وحفر للأنفاق".
 
وأضاف "كان عليه أن يهجم على (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو الذي قال أمس إنه يحشد كل الجهود لإسقاط تقرير غولدستون كي تمر الجريمة، وكان عليه أن يصب هجومه على الإسرائيليين الذين قالوا إن أبا مازن (عباس) أجل النظر في التقرير تحت وطأة التهديد بأن يفضح دوره في العدوان على غزة".
 
وأوضح أن "قول عباس إن حركة التحرير الفلسطيني (فتح) بدأت المقاومة منذ سنة 1965 حقيقة، لكن الحقيقة أيضا أنه لم يحمل مسدسا في حياته ولم يطلق النار أبدا على إسرائيل وهذا باعترافه، وحتى عندما يتحدث عن مفاوضات فهو يؤكد أنه لا يملك حتى القدرة على إدارة معركة سياسية".
 
وأضاف القيادي بحماس في إشارة إلى اتهام عباس لقادة حماس بالهرب إلى سيناء خلال العدوان على غزة "من يجيب على ذلك حق إجابة هو الجانب المصري، لأننا لسنا نحن من يهرب من منازلنا بملابسنا الداخلية عندما نحاصر ولسنا نحن من سلمنا قادة مقاومين من فتح والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سجن أريحا في صفقة مع الإسرائيليين" معتبرا أن محمود "عباس يكذب محاولا الاستخفاف بعقول الشعب الفلسطيني".
المصدر : الجزيرة