إسرائيل تبرئ طاقم دبابة قتل مصورا من رويترز بغزة

REUTERS/Reuters cameraman Fadel Shana films in Rafah camp in the southern Gaza Strip in this February 4, 2008 file photo. A Reuters cameraman was killed
 
برأت تل أبيب طاقم دبابة قتل مصورا لوكالة رويترز وثمانية مدنيين فلسطينيين بقطاع غزة قبل أربعة أشهر. وأغلق جيش الاحتلال تحقيقا في الحادث باعتبار أن الجنود تصرفوا بما وصفه بالمناسب وأنهم لن يواجهوا أي إجراءات قانونية.
 
وقال المتحدث باسم الحكومة مارك ريغيف إن التحقيقات أظهرت أن العلامات على سيارة المصور فضل شناعة وسترته الواقية، لم تكن واضحة لطاقم الدبابة.
 
وقال المحامي العام بالجيش أفيهاي ميندلبليت في رسالة بعثت إلى رويترز الثلاثاء إن القوات لم تتمكن من رؤية ما إذا كان شناعة يحرك كاميرا أم سلاحا، ولكن كان لديها ما يبرر إطلاق قذيفة الدبابة التي قتلته وثمانية فلسطينيين آخرين تتراوح أعمارهم بين 12 و20 عاما.
 
وكتب ميندلبليت "على ضوء استنتاج منطقي توصل إليه طاقم الدبابة
وقادته يفيد بأن هذه الشخصيات معادية وتحمل جسما من المرجح أن يكون
سلاحا، فإن القرار بإطلاق قذيفة على الأهداف كان سليما". لكن في نفس الوقت اعتبر مقتل الصحفي أثناء عمله بنيران إسرائيلية مأساة.
 
وصور شناعة (24 عاما) دبابتين متمركزتين على بعد نحو 1.5 كلم من
المكان الذي كان يقف فيه لعدة دقائق، قبل أن تلتقط الكاميرا الخاصة به لقطة لدبابة تطلق قذيفة انطلقت منها آلاف الأسهم.
 
وكان المصور وعامل الصوت معه يرتديان سترات واقية زرقاء كتب
عليها وعلى السيارة (صحافة) و(TV) لكن جيش الاحتلال زعم أن قواته لم تتمكن من رؤية هذه العلامة، في حين أشار صحفيون في غزة إلى أنهم نادرا ما يرون نشطاء من المقاومة الفسطينية يرتدون سترات واقية.
انزعاج رويترز
undefinedوأعربت رويترز عن انزعاجها الشديد للنتيجة التي توصل إليها التحقيق الإسرائيلي، ووصفت ذلك بتقييد حرية الإعلام في تغطية الصراع.
 
وقال مدير التحرير العالمي للوكالة ديفد شليسنغر "إنهم سيبدون كمن يقر وجهة النظر بأن نصب أي آلة تصوير في موقع يمكن أن يجلب ردا قاتلا".
 
وبعثت رويترز إلى ميندلبليت الخميس عددا من الأسئلة تشمل سؤالا محددا
بشأن سبب استبعاد الجنود احتمال أن يكون شناعة مصورا صحفيا، ولماذا لم يشر وقوفه على مرأى من الدباباتين لعدة دقائق أنه ليس لديه نوايا معادية؟ كما أنه إذا كان طاقم الدبابة قد شعر بالقلق لكنه كان غير متأكد كان يمكنه التحرك بضعة أمتار ليتوارى قليلا.
 
وفي نيويورك قال جويل كامبانيا من لجنة حماية الصحفيين إن هذه النتائج
تعني أن صحفيا لديه كاميرا مهدد بخطر التعرض لإطلاق النار، ولا يوجد ما يمكن فعله.
 
واعتبر كامبانيا أن هذا غير مقبول "من الصعب التصديق أن جيش الدفاع الإسرائيلي اتخذ كل الاحتياطات اللازمة لتجنب إيذاء المدنيين كما هو متوجب عليه في ظل القانون الدولي".
 
من جانبها قالت جمعية المراسلين الأجانب بإسرائيل إن "الجيش ملزم بالتعرف بوضوح على أهدافه قبل إطلاق النار وبخاصة المناطق التي فيها مدنيون وصحفيون، إن مجرد الشك في احتمال نشوب معركة لا ينبغي أن يكون كافيا لتبرير استخدام القوة الفتاكة الهائلة".
 
وأعربت الجمعية عن أملها ألا تتحول النتائج التي توصل إليها الجيش الإسرائيلي إلى تفويض مفتوح لإطلاق النار، دون التأكد من الهدف "وهو ما يعوق على نحو كبير من قدرة وسائل الإعلام على تغطية الصراع".
المصدر : وكالات