معارضون سوريون يطالبون بتحقيق دولي بأحداث سجن صيدنايا

خارطة سوريا / دمشق
ندد حقوقيون وأحزاب سورية معارضة بالأوضاع "المتردية" في سجن صيدنايا العسكري قرب دمشق الذي شهد في الأيام القليلة الماضية تمردا وتضاربت الأنباء والتصريحات بشأن نتائجه، فبينما تقول السلطات إنها سيطرت على الوضع، يؤكد معارضون لها أن العصيان لم ينته وأن عشرات السجناء قتلوا.
 
وفي مؤتمر صحفي عقدوه في لندن الثلاثاء طالب معارضون سوريون بإطلاق مبادرات عربية وإسلامية ودولية بتطويق أحداث سجن صيدنايا وفتح تحقيق حولها ومحاسبة المسؤولين عنها وفتح ما وصفوها بملفات الاعتقال التعسفي والمحاكم الاستثنائية ومحكمة أمن الدولة.
 
ودعا هؤلاء المعارضون وهم من لجنة إعلان دمشق "جميع العقلاء في العالم إلى إبداء تضامن أكبر مع الشعب السوري لكونه يشعر بأن هناك نوعاً من اللامبالاة حيال مشاكله"، وطالبوا شرائح الشعب السوري بـ"الوقوف إلى جانب قضية معتقلي سجن صيدنايا"، الذي اعتبروه مسؤولية وطنية جامعة.
 
واعتبر المعارضون أحداث صيدنايا مفتلعة تريد السلطات من ورائها تلميع صورتها أمام الغرب في قمع التطرف، منتقدين ما أسموه الصمت العربي والدولي حيال تلك الأحداث. 
 
كما دعت اللجنة السورية لحقوق الإنسان المجموعة الدولية للتدخل وإجراء تحقيق حول ما اعتبرته "مجزرة تجري بصمت" تدبرها سلطات الأمن السورية في سجن صيدنايا.
 
وحمل رئيس اللجنة وليد سفور في نفس المؤتمر الصحفي على ما وصفه "الصمت العربي"، وقال "إن الحكومات العربية تتحرك مباشرة للإدانة والشجب إن كان الأمر يوافق هواها، لكن في هذه اللحظة لم تتحرك، مما يعني أن هناك أمراً مريباً للتغاضي عن أحداث سجن صيدنايا".
 
ومن جانبه حذر رئيس حركة العدالة والبناء المعارضة أنس العبدة الدول الغربية من أن "انفتاحها على النظام سيكون على حساب الشعب السوري"، ودعا الدول العربية التي لها سجناء في صيدنايا إلى المطالبة بمعرفة مصيرهم.
 
أما الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين المعارضة زهير سالم فقد اتهم ما وصفها بجهات عليا دون أن يسميها بـ"افتعال أحداث صيدنايا من خلال الإيعاز لعناصر الشرطة العسكرية بالدوس على المصحف الشريف أمام المساجين وتنفيذها بتوقيت مدروس".
 
ومن جانبه حمّل الأمين العام للتيار السوري الديمقراطي المعارض محيي الدين اللاذقاني ما وصفها بـ"الدولة البوليسية مسؤولية تضارب المعلومات حول أحداث سجن صيدنايا بسبب غياب الشفافية في تعاملها مع مثل هذه الأحداث"، واستغرب وقوعها في وقت تستضيف فيه العاصمة السورية أعمال المؤتمر القضائي الأول.
 
روايتان

undefinedوكانت وكالة الأنباء السورية قالت إن السجناء المتمردين محكوم عليهم في قضايا تتعلق بـ"التطرف والإرهاب"، واتهمتهم بـ"الإخلال بالنظام العام" و"الاعتداء على زملائهم" أثناء قيام إدارة السجن بالجولة التفقدية على السجناء.
 
وأضافت الوكالة أن الأمر استدعى التدخل المباشر من وحدة حفظ النظام لمعالجة الحالة وإعادة الهدوء للسجن وتنظيم مضابط بحالات الاعتداء على الغير وإلحاق الضرر بالممتلكات العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين.
 
لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن قال في بيان له إن قوات الأمن قتلت عشرات السجناء في هذا التدخل، ونقل عن شهود عيان قولهم إن مستشفى قرب السجن مليء بالجرحى وإن العصيان ما زال مستمرا.
المصدر : الجزيرة + يو بي آي