قارب الكرامة يصل لبنان بعد منع إسرائيل له دخول غزة

وصول سفينة الكرامة الى ميناء صور اللبناني

وصل إلى ميناء مدينة صور في لبنان قارب الكرامة للمساعدة الإنسانية، الذي لاذ بالمياه الإقليمية اللبنانية بعد أن منعته الزوارق الحربية الإسرائيلية من المرور إلى قطاع غزة وصدم أحدها مقدمته وحطم جزءا منها.

وكان القارب قد أبحر مساء الاثنين من ميناء لارنكا القبرصي سعياً لكسر الحصار على القطاع، محمَّلا بثلاثة أطنان من المساعدات والأدوية وعلى متنه 15 من الناشطين والحقوقيين والصحفيين.

ورافقت سفينة من البحرية اللبنانية القارب فور دخوله المياه الإقليمية اللبنانية، بعد أن أصدر الرئيس اللبناني ميشال سليمان في وقت سابق أوامره بإنقاذه، كما احتشد عشرات الأشخاص في الميناء للتضامن مع من كانوا على متنه ومع سكان قطاع غزة.


خطر الموت
وواجه طاقم قارب الكرامة ومن عليه خطر الموت غرقا وأطلق قبطانه نداء استغاثة بعد قرب نفاد وقوده وبدء تسرب المياه إليه.

أحد الزوارق الإسرائيلية اصطدم بقارب الكرامة وحطم جزءا من مقدمته (الفرنسية)
أحد الزوارق الإسرائيلية اصطدم بقارب الكرامة وحطم جزءا من مقدمته (الفرنسية)

وأشار مراسل الجزيرة عثمان البتيري الذي كان على متن القارب بجانب سامي الحاج إلى أن طاقم هذا الأخير مستاء من عدم تمكنه من إيصال المساعدات لأهل غزة، بسبب المضايقات الإسرائيلية.

وفي ما يتعلق ببداية الاعتداء على القارب، أوضح البتيري أن نحو أربعة أو خمسة قوارب حربية إسرائيلية بدأت الليلة الماضية بملاحقة القارب، ووجهت إليه كشافات ضوئية وأطلقت في محيطه قنابل مضيئة، دون أن تحاول الاتصال بالطاقم، أو تطلب منه العودة رغم أنه كان ما زال قريبا من ميناء لارنكا في قبرص، نقطة انطلاقه.

وأوضح البتيري أن القوارب الإسرائيلية بدأت في وقت لاحق تقترب من القارب، ثم فجأة قام أحدها بصدمه بشكل قوي هدد حياة من على متنه، وأحدث خرابا كبيرا في الجانب الأيسر من مقدمته.

ووفقا للمراسل فإن الزوارق الإسرائيلية طلبت بعد ذلك من قبطان القارب العودة لميناء لارنكا، واتهمت من فيه بالقيام بأعمال إرهابية، وأصرت على طلبها رغم إبلاغها بصعوبة ذلك، بسبب الخراب الذي حل بالقارب وتسرب المياه لداخله، وبسبب قرب نفاد الوقود.

وأشار المراسل إلى أن القبطان طلب منهم السماح بالتوجه إلى المياه الإقليمية اللبنانية غير أن الزوارق الإسرائيلية رفضت طلبه، وظلت على موقفها حتى اقترب القارب من المياه اللبنانية.

وأضاف أن القوارب الإسرائيلية اعترضت قارب الكرامة، بينما كان لا يزال في المياه الدولية ولم يكن قد دخل بعد المياه الإقليمية الإسرائيلية أو مياه القطاع.


عمل غير إنساني
وبدورها نقلت وكالة يونايتد برس إنترناشيونال (يو بي آي) عن النائبة السابقة في الكونغرس الأميركي سنتيا ماكني، التي كانت على متن القارب، إنه حاول الدخول إلى المياه الإقليمية لغزة، لكن البحرية الإسرائيلية منعته وأطلقت النار باتجاهه.

سفينة لبنانية رافقت القارب فور دخوله المياه الإقليمية للبنان (الجزيرة)
سفينة لبنانية رافقت القارب فور دخوله المياه الإقليمية للبنان (الجزيرة)

وأضافت "ولحسن الحظ أن الرصاصات الثلاث التي مرت قربي لم تصبني" وأن أفراد الزورق الإسرائيلي وصفوا من كانوا على قارب الكرامة بأنهم "إرهابيون" وطلبوا منهم أن يعودوا من حيث أتوا، واصفة ما قامت به إسرائيل بأنه "عمل غير إنساني ومشين وهو الإرهاب".

أما الجراح البريطاني ديفد هالين، فقال للوكالة نفسها "إنني خجول من موقف حكومة بلادي التي تؤيد الغارات الإسرائيلية".

وردا على ذلك قال بيان عسكري إسرائيلي إن الزورق الحربي اقترب من قارب "الكرامة" لحمله على الرجوع بسبب إعلان غزة منطقة عسكرية مغلقة بعد الهجوم العسكري الذي يجري هناك منذ السبت الماضي.

ومن جهته برر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية بيجال بالمر في تصريحات للجزيرة ما أقدمت عليه الزوارق الإسرائيلية، معتبرا أن هدف قارب الكرامة هو استفزاز إسرائيل بإظهار المساندة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

المصدر : الجزيرة + وكالات