الاحتلال يصعد بنابلس ويستخدم المدنيين دروعا بشرية

 قوات الاحتلال تشن حملة دهم من منزل إلى منزل في مخيم بيت عين الماء (الجزيرة نت)

تواصل قوات الاحتلال عملية واسعة النطاق في مخيم بيت عين الماء في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية الذي اقتحمته فجرا. وقد استشهد مقاوم من كتائب الشهيد أبو علي مصطفى التابعة للجبهة الشعبية خلال تصدي أفراد المقاومة الفلسطينية للقوة الإسرائيلية المقتحمة، فيما اعترف جيش الاحتلال بمصرع أحد جنوده وجرح آخر خلال الاشتباكات.

 
وأكد شهود عيان لمراسل الجزيرة نت في نابلس عاطف دغلس أن قوات الاحتلال اتخذت من المواطنين دروعا بشرية في عملية اقتحامها، كما اتخذت منازل المواطنين ثكنات عسكرية لها، واحتجزت المصلين داخل أحد المساجد ، وداهمت مساجد أخرى وعاثت فيها فسادا.
 
ونقل المراسل عن الشهود قولهم إن جنود الاحتلال يقومون بعمليات اعتقال جماعية للشبان واقتيادهم إلى جهة مجهولة.
 
وطبقا لهؤلاء الشهود فإن قوات الاحتلال تعمل على إثارة الرعب بين المواطنين، وتقوم بإدخال كلاب كبيرة الحجم لتفتيش المنازل، ومن ثم يدخلوا إلى المنزل ويطلقون النيران في تلك المنازل، ويعيثوا فيها فسادا.
 
وفي هذا السياق قال محافظ نابلس جمال محيسن للجزيرة إن استخدام الدروع البشرية سياسة إسرائيلية ممنهجة ومخالفة للقوانين الدولية.
 
وأشار إلى أن جنود الاحتلال "جبناء" يستخدمون هذه الطرق في الاعتداء
والدخول من بيت إلى بيت، مما يؤدي إلى فزع الأطفال بشكل كبير، موضحا أن الاعتداءات مستمرة حتى الآن، وربما تتصاعد بعد تكبد الإسرائيليين خسائر.
 
وكانت المحكمة الإسرائيلية العليا اعتبرت تصرفات الجيش الإسرائيلي باستخدام المدنيين دروعا بشرية غير قانوني، ورغم إعلان قوات الاحتلال احترامها لقرار المحكمة إلا أن الفلسطينيين ومنظمات حقوق الإنسان أكدت استمرار الجيش الإسرائيلي باستخدامه المدنيين دروعا بشرية خلال عملياته في المناطق المكتظة بالسكان.
 
حظر تجول

جنود الاحتلال منعوا الطواقم الطبية من الدخول للمخيم لإنقاذ المصابين (الجزيرة نت)
جنود الاحتلال منعوا الطواقم الطبية من الدخول للمخيم لإنقاذ المصابين (الجزيرة نت)

ويفرض الاحتلال حظرا للتجوال في المخيم بعد منعه سيارات الإسعاف والصحفيين من دخوله.

 
وذكر شهود أن أربعين آلية وجرافة عسكرية تشارك في عملية التوغل في المخيم البالغ عدد سكانه خمسة آلاف، كما تنفذ قوات الاحتلال عمليات اقتحام المنازل عبر تفجير فجوات وفتحات في جدران المنازل المتجاورة لتجنب السير في الأزقة والاشتباكات مع المقاومين.
 
وقد تبنت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى وسرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي تفجير عبوة ناسفة كبيرة بقوات الاحتلال أثناء اقتحامها للمخيم.
وقد توعدت كتائب أبوعلي مصطفى بالثأر لشهيدها محمد خالد (17 عاما) والسير على خطاه حتى تحرير الأرض من الاحتلال.
 
من جانبه دان رياض المالكي وزير الإعلام في حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية ما تقوم به إسرائيل من عمليات وصفها "بالممنهجة" داخل المخيم والأراضي الفلسطينية.
 
وقال في حديث لمراسل الجزيرة نت إن "هذا يأتي لضرب القيادة الفلسطينية، وإيجاد شرخ كبير بينها وبين شعبها لزعزعة العلاقة القوية بينهم وإضعاف شخصية المفاوض الفلسطيني بين شعبه".
المصدر : الجزيرة + وكالات