الأمن المصري يمنع تظاهرة لأنصار أيمن نور

الأمن المصري يمنع تظاهرة لأنصار أيمن نور

المتظاهرون رددوا شعارات مناهضة للحكومة المصرية (الجزيرة نت)


محمود جمعة-القاهرة
 
منع الأمن المصري أنصار حزب الغد من التظاهر احتجاجا على رفض محكمة مصرية ثاني التماس بالإفراج الصحي عن زعيم الحزب المعارض أيمن نور الذي يقضي عقوبة بالسجن خمس سنوات بتهمة تزوير توكيلات تأسيس حزبه.
 
وقال رئيس الحزب الحالي المنتخب إيهاب الخولى للجزيرة نت إن العشرات من أنصار نور حاولوا تنفيذ مظاهرة سلمية أمام مكتب نور بميدان طلعت حرب وسط القاهرة مساء الثلاثاء، لكن الأمن الذي انتشر مبكرا في المنطقة أوصد باب العقار الذي يضم مكتب نور, ومنع المحتجين من التظاهر, ما دفعهم للتظاهر عبر شرفات المكتب، مرددين شعارات مناهضة للحكومة وللرئيس المصري حسني مبارك.
 
وقررت محكمة القضاء الإداري الثلاثاء رفض ثاني طلب لنور -الذي يعانى مرض السكر وضغط الدم وآلاما في القلب- بالإفراج الصحي عنه. واعتبرت أن حالته الصحية تسمح بقضاء باقي مدة العقوبة داخل السجن. لكنها طالبت بنقله إلى أحد المستشفيات خارج السجن ليتلقى علاجا متخصصا.
 
موسى رئيسا
كما أصدرت لجنة شؤون الأحزاب المصرية في اليوم ذاته قرارا باعتبار موسى مصطفى -الذي قاد انشقاقا داخل حزب الغد ضد جبهة نور- رئيسا لحزب الغد، وصرف 250 ألف جنيه دعما للحزب برئاسته.
 
وقال الخولي إن قرار لجنة شؤون الأحزاب بالتزامن مع رفض الإفراج الصحي عن نور "يؤكد نية الحكومة القضاء على الحزب، بتصفية زعيمه في السجن، واختطافه لصالح النظام بتسليمه لأشخاص يعرف الجميع حقيقة ولائهم جيدا".
 
وتعليقا على تزامن ما سبق مع زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى مصر، قال رئيس حزب الغد "لا علاقة لزيارة رايس بالقرارين السابقين، مشددا على أن تدخل واشنطن في قضية نور أضر به وبموقفه، وأن واشنطن حاولت استغلاله كورقة ضغط على القاهرة لتحقيق مصالحها السياسية في المنطقة".
 
جميلة إسماعيل طالبت بإطلاق سراح زوجها (الجزيرة نت)
جميلة إسماعيل طالبت بإطلاق سراح زوجها (الجزيرة نت)

وأكدت جميلة إسماعيل زوجة نور ونائبة رئيس حزب الغد للشؤون الإعلامية أن التقارير الطبية "أظهرت أن صحة زوجها آخذة في التدهور فضلا عن أنه لا يتلقى الرعاية الطبية الكافية".

 
وقالت جميلة تعقيبا على قرار المحكمة، "سنستأنف الحكم ومع ذلك من الواضح الآن أنه مهما كانت قوة التقارير الطبية فإنه لا علاقة لها بالقرار، القرار في يد الرئيس مبارك".
 
تشكيك بالنزاهة
من جهته رفض رئيس جمعية تنمية الديمقراطية نجاد البرعي التشكيك في نزاهة القضاء المصري خاصة في قضية نور. وقال للجزيرة نت إنه "رغم حزني الشديد لقرار المحكمة، لكن علينا عدم التشكيك بقضائنا النزيه, فالقاضي اعتمد على تقرير الطب الشرعي لتقييم حالة نور الصحية وليس تقرير فريق الدفاع".
 
وأضاف أن "نور يدفع ضريبة النضال، وعليه ألا يسعى مجددا لنيل إفراج صحي أو عفو رئاسي ربما يفقده دعم وتعاطف الشارع المصري معه، خاصة أنه سيخوض معركة لملمة حزبه بعد انتهاء سجنه".
 
وانتقد البرعي تدخل لجنة شؤون الأحزاب في الخلافات السياسية داخل الأحزاب وانحيازها لأطراف بعينها, مؤكدا رفضه قرارها اعتبار موسى مصطفى رئيسا لحزب الغد. وقال "الجميع يعلم أن نور هو الرئيس الشرعي للحزب حتى سجنه، والآن فإن رئيسه هو إيهاب الخولي الذي انتخبه أعضاء الحزب ديمقراطيا".
 
وعقب هزيمة نور في انتخابات الرئاسة عام 2005 التي حل فيها ثانيا بعد الرئيس مبارك، انشق عليه بعض قياديي الحزب بزعامة النائب الأول لرئيس الحزب آنذاك موسى مصطفى. وقال المنشقون الذين شكلوا جبهة جديدة سموها "شرفاء الغد"، إنهم عزلوا نور، وذلك قبل صدور الحكم بسجن نور في قضية التوكيلات التي يقول أنصاره إنها "لفقت له كذبا لإقصائه عن الحياة السياسية".
 
ووصف رئيس جمعية تنمية الديمقراطية الضغوط الأميركية على مصر للإفراج عن نور بأنها "مجرد حملة علاقات عامة باهتة تهدف واشنطن بها إلى إبراء ذمتها أمام العالم من القضية", معتبرا أن "أميركا والأطراف الأوروبية هي التي ورطت نور منذ البداية وعليها الآن أن ترفع يدها عن قضيته وتبتعد إن كانت تريد صالحه".
المصدر : الجزيرة