عباس يقيل حكومة هنية ويعلن الطوارئ وحماس ترفض

Hamas militants gather getting ready to deploy close to the pro-Fatah Preventative Security headquarters for the whole of the Gaza Strip in Gaza City,

أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس ثلاثة مراسيم، أقال بموجبها رئيس الوزراء إسماعيل هنية وحكومته، وأعلن حالة الطوارئ في أراضي السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأمر بتشكيل حكومة تنفذ حالة الطوارئ.
 
وبرر الأمين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم في بيان تلاه أمام الصحفيين هذه المراسيم بما حدث من "محاولة انقلابية عسكرية ضد الشرعية الفلسطينية وانتهاك القانون الأساسي الفلسطيني وقانون السلطة الفلسطينية" من قبل "مليشيات خارجة على القانون" في قطاع غزة.
 
وأشار المتحدث إلى أن عباس سيعمل على العودة إلى الشعب من خلال انتخابات عامة مبكرة "عندما تسمح الظروف بذلك". وتأتي هذه الخطوة إنفاذا لما أوصت به اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير خلال اجتماعها في رام الله اليوم.
 
وقد اتصلت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس اليوم هاتفيا بالرئيس الفلسطيني لتعرب له عن دعمها. وردا على سؤال قبل اجتماعها مع وزير خارجية باراغواي عما إذا كانت اتصلت هاتفيا بعباس قالت رايس "نعم فعلت".

رد حماس
undefinedوفي أول رد فعل من حركة حماس على هذه القرارات رفض المتحدث باسمها سامي أبو زهري المراسيم الرئاسية واعتبرها ليس لها أدنى قيمة عملية ووصف القرارات بأنها "عربدة قانونية".

 
وقال أبو زهري ي تصريح للجزيرة إن حماس فوجئت بقرارات رئيس السلطة التي وصفها بأنها استجابة من الرئيس محمود عباس لإملاءات أميركية. 
 
وأوضح أن هذا الإجراء يؤكد أن الرئاسة وحركة فتح "غير معنيتين بتطويق الأحداث". وأضاف أبو زهري أن إسماعيل هنية يظل رئيسا للحكومة حتى إذا حلها الرئيس، لأنه بموجب القانون تتحول الحكومة الحالية إلى حكومة تصريف أعمال، مشيرا إلى أنه لا يوجد في القانون أي شيء اسمه حالة الطوارئ.
 
كما اعتبر وزير الحكم المحلي محمد البرغوثي أن هذا القرار أدخل الأزمة الفلسطينية في مأزق جديد، وأشار في تصريح للجزيرة إلى أن هذه المراسيم تصب الزيت على النار. مؤكدا أن الوضع لا يحتاج مثل هذه القرارات وإنما إلى توافق.
 
سيطرة على غزة

undefinedوتأتي قرارات الرئيس عباس بعد أن سيطرت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس على معظم وأبرز المقار الأمنية في قطاع غزة، وأوشكت على بسط سيطرتها التامة على جميع أرجاء القطاع بعد معارك طاحنة أوقعت 20 قتيلا على الأقل و100 جريح اليوم.
 
وأعلن متحدث باسم القسام سيطرة الجناح العسكري لحماس مساء اليوم على مجمع السراي للأمن الوطني في مدينة غزة الذي يعتبر الأكبر في القطاع. وكان المقر من بين ثلاثة مقرات مازالت تسيطر عليها قوات الأمن الموالية لفتح في القطاع ومن بينها المقر الرئاسي المحاصر.
 
وقد أكد الجناح العسكري لحماس إعدام سميح المدهون قائد كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح في غزة. كما أفادت الأنباء بأن إذاعة صوت فلسطين التابعة لفتح قد توقفت عن البث إثر انفجار وقع في مكاتبها في غزة.
 

ووصف أبو زهري ما حدث اليوم بأنه "تحرير ثان" للقطاع مما أسماهم "قطعان العملاء" بعد تحرير أول من "قطعان المستوطنين". وبرر الخطوة بأن حماس كانت مضطرة لاتخاذها بعدما "فشلت كل الوساطات لوقف الجرائم من هذه الفئة".
 
وفي الضفة الغربية هاجم مسلحون من جماعات منبثقة عن فتح وعلى رأسها كتائب شهداء الأقصى عشرات المقار والمؤسسات التابعة لحماس في أنحاء متفرقة من الضفة، خاصة في مدن رام الله وجنين ونابلس.
 
كما شنت أجهزة الأمن الفلسطينية حملات دهم واعتقلت عشرات النشطاء من حماس في كل من جنين وبيت لحم وأريحا.
 
شهداء
وفي خضم القتال الداخلي استشهد أربعة فلسطينيين من أسرة واحدة بينهم ثلاثة أطفال وجرح آخران إثر سقوط قذيفة إسرائيلية في توغل لقوات الاحتلال قرب رفح جنوبي قطاع غزة.
 
كما استشهد ناشطان بكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح برصاص الاحتلال في قلقيلية وطولكرم شمال الضفة الغربية أثناء عملية توغل بمنطقتين.

المصدر : الجزيرة + وكالات