وفد تشادي إلى الخرطوم وجهود ليبية لتهدئة التوتر

EPA/ Chadian soldiers in no-mans-land between the border of Chad and Sudan, just outside Tine, Tuesday, January 27, 2004. Since March over 100,000 people have fled into Chad

استقبل وزير الخارجية التشادي أحمد علامي السفير السوداني في نجامينا عبد الله الشيخ ليعرب له عن "أسف" حكومته بشأن الاشتباك الذي وقع الاثنين بين جيشي البلدين داخل الأراضي السودانية، وذلك في وقت بدأت ليبيا فيه جهود وساطة لتهدئة التوتر بين الجانبين إثر احتجاج الخرطوم وتوعدها برد صارم على هذه الانتهاكات.
 
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في الخارجية التشادية قوله إن بلاده سترسل إلى الخرطوم وفدا برئاسة علامي الأسبوع المقبل لتوضيح الموقف.
 
وقد استدعت الخارجية السودانية السفير التشادي في الخرطوم، وأبلغته احتجاجها الشديد على انتهاك القوات التشادية للأراضي السودانية وقتلها جنودا سودانيين في ولاية غرب دارفور.
 
وطلبت الوزارة من الدبلوماسي التشادي "توضيحا مكتوبا" من حكومته عن ما جرى وأعلنت أن الخرطوم "تحتفظ بحقها بالرد على هذا الانتهاك الخطير في الوقت والمكان المناسبين".
 
كما استدعت الوزارة السفيرين الليبي والإريتري لإطلاعهما على ما وصفتها بالخروقات التي ارتكبتها السلطات التشادية لاتفاق تطبيع العلاقات الذي انعقد بطرابلس في فبراير/شباط الماضي.
 
وقال السفير علي الصادق الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية في تصريحات صحفية، إن الهدف من استدعاء السفيرين الليبي والإريتري هو توضيح الأمر لهما لما يقوم به بلداهما من جهود في تهدئة الوضع بين نجامينا والخرطوم.
 
من جانبه وصف مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني هذه الأحداث بأنها تطور خطير, وحذر من أنها ستؤدي إلى تصعيد التوتر بين البلدين. وقال إن السودان ملتزم باتفاق طرابلس وعدم الاعتداء على دولة مجاورة إلا في حال الدفاع عن النفس.

وساطة ليبية

علي التريكي في مهمة وساطة بين الخرطوم ونجامينا (الجزيرة-أرشيف)
علي التريكي في مهمة وساطة بين الخرطوم ونجامينا (الجزيرة-أرشيف)

وفي إطار الجهود الدبلوماسية لاحتواء التوتر الجديد بين البلدين يتوجه اليوم  أمين شؤون الاتحاد الأفريقي بالخارجية الليبية إلى السودان وتشاد حاملا رسائل من الزعيم معمر القذافي لتهدئة التوتر بين البلدين والعمل على حقن الدماء.

 
وقالت وكالة الأنباء الليبية إن علي التريكي سيتابع تنفيذ الالتزامات التي قطعها البلدان على نفسيهما في اتفاق طرابلس للسلام الذي تم توقيعه في 8 فبراير/شباط الماضي.
 
وأعرب التريكي عن ثقته الكبيرة بالرئيسين السوداني عمر حسن البشير والتشادي إدريس ديبي لتدارك الموقف والعودة إلى السلام والحوار، كما أعرب عن انزعاج بلاده من التدهور السريع في العلاقات بين السودان وتشاد بعد قمة طرابلس. 
 
توضيح تشادي
وقد أقرت تشاد أمس بأن مواجهات جرت بين قواتها والجيش السوداني الاثنين، لكنها نفت حدوث أي هجوم متعمد، مؤكدة أنها مارست حقها في ملاحقة متمردين تشاديين واتهمت قوات الخرطوم بـ"حماية خطوطهم الخلفية".
 
وقال المتحدث باسم الحكومة التشادية حور مجدي موسى دومغور إنه بعد معارك وقعت الاثنين مع المتمردين التشاديين شرقي البلاد "اضطرت قواتنا لعبور الحدود السودانية مستخدمة حقها في ملاحقة المتمردين المعترف به بموجب القانون الدولي".
 
وأضاف في مؤتمر صحفي أن قوات الدفاع والأمن التشادية فوجئت بمواجهة مباشرة مع القوات المسلحة السودانية "المنتشرة لتأمين الخطوط الخلفية للمهاجمين".
 
undefinedلكن متحدث باسم المتمردين نفى ما قاله الجيش التشادي بأنه كان يتعقب متمردين من الوفاق الوطني التشادي عندما توغل في الأراضي السودانية، مؤكدا أن المتمردين لم ينكفئوا في أي وقت إلى الجهة الأخرى من الحدود.
 
وأوضح البساطي صالح أن الجيش التشادي قام بعد المعارك في أمدجيريما "بدلا من تعقبنا بالتوجه مباشرة شرقا نحو السودان، مشيرا إلى أن الجيش كان يعلم "وذهب عن قصد وليس لملاحقتنا".
 
وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع السودانية أن سبعة عشر جنديا سودانيا قتلوا وجرح أربعون آخرون داخل الأراضي السودانية إثر الهجوم الذي شنه الجيش التشادي.
المصدر : الجزيرة + وكالات