النفيسي يدعو السعودية لوضع حد لنفوذ إيران بالعراق

د. عبد الله النفيسي في محاضرته ضمن مهرجان الدوحة الثقافي ( الجزيرة)


دعا المفكر والكاتب السياسي عبد الله النفيسي السعودية للتدخل بالعراق لوضع حد لما أسماه بالنفوذ الإيراني هناك، وبهدف إعادة التوازن بين مختلف أطياف الشارع العراقي.

وقال النفيسي في تصريحات للجزيرة ضمن فقرة "ضيف المنتصف" إن إيران امتلكت نفوذا واسعا في العراق من خلال دعمها المالي لعشرات المنظمات الشيعية الموجودة في كل أنحاء البلاد.

وطالب السعودية "بوصفها الحاضن التاريخي والشرعي للسنة ولمكانتها الإقليمية بأن تقدم دعما مماثلا للسنة وأن تسهم على الأقل بحماية مساجدهم" مشيرا إلى أن تركيا بإمكانها المساهمة في هذا الدور.

واستبعد النفيسي أن تتمكن دول الجوار العراقي من لعب دور مؤثر في تهدئة الأوضاع في العراق، طالما ظل التوازن معدوما في هذا البلد، معتبرا أن تولي الشيعة للوزارات الرئيسة في العراق ومنح السنة وزارات "غير مؤثرة" أحد أهم مؤشرات انعدام التوازن.

المالكي والجعفري
وفيما يتعلق بالتأثير المتوقع الذي ستحدثه حكومة الرئيس العراقي المكلف نوري المالكي، رأى النفيسي أنه لا فرق بين هذه الحكومة وسابقتها التي كان يترأسها إبراهيم الجعفري، مشيرا إلى أن كلا الرجلين –المالكي والجعفري- ينتميان إلى ذات المدرسة الحزبية، التي قال إن عمرها يصل إلى 30 عاما.

undefinedلكن النفيسي رأى أن أمام المالكي تحديا كبيرا يتمثل بما أسماه "معالجة وتهذيب أرث كبير من المخالفات والانتهاكات مارستها حكومة سلفه".

وفيما يتعلق بعلاقة السياسة الإيرانية بانسحاب القوات الأميركية من العراق، رأى المفكر السياسي الكويتي أن الولايات المتحدة تستخدم إيران فزاعة لإقناع دول المنطقة بأن وجود القوات الأميركية يوفر حماية للعديد من الأنظمة السنية فيها.

تواطؤ
ولمح النفيسي إلى وجود ما يشبه التواطؤ والمؤامرة بين الشيعة العراقيين المدعومين من إيران والقوات الأميركية، مشيرا إلى أن القيادات الشيعية في العراق طلبت من أتباعها عدم المشاركة في مقاومة الاحتلال الأميركي، "وكأنها تقول للقوات الأميركية، قوموا أنتم بدور الحكومة العراقية "الشيعية" بتهدئة الأمور لمدة سنة ونصف أو سنتين ريثما نتمكن من ترتيب أمورنا ونتولى مهامنا بنفسنا".

undefinedورأى النفيسي أن الإدارة الأميركية وجدت في الشيعة كتلة موحدة، قادرة إلى حد بعيد على السيطرة على قطاعات واسعة من الشارع العراقي، وبالتالي التخفيف من حدة المواجهة للقوات الأميركية في العراق، ما يساعد إدارة البيت الأبيض في إقناع العالم بأنها رسخت الديمقراطية والهدوء في العراق.

وفيما يتعلق ببرنامج إيران النووي قال النفيسي إن الخوف الذي تظهره الدول الخليجية غير مبرر، مؤكدا أن طهران تسعى للتهدئة، وأن السياسة الإيرانية تقوم دائما على أساس التصعيد العلني، بينما تلجأ للتهدئة وتقديم التنازلات في الخفاء.

ومن وجهة نظر النفيسي فإن الولايات المتحدة مستفيدة أيضا من توتير أجواء المنطقة، من خلال تصعيد وتضخيم الأزمة الإيرانية النووية، لأن ذلك يصب في مصلحة أميركا، حيث يساعدها بإقناع دول المنطقة بضرورة إبقاء قواتها بينهم لحمايتهم.

المصدر : الجزيرة