أنان يلوح بمساءلة الحكومة السودانية بشأن دارفور

United Nations Secretary General Kofi Annan speaks to the media outside the Security Council 28 July 2006 at UN headquarters in New York about the situation in Lebanon.
 
اتهم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الحكومة السودانية بالفشل في حماية المدنيين بدارفور من "أعمال القتل والاغتصاب والدمار". وحذر من إمكانية مساءلتها فرديا أو جماعيا لعدم حماية مواطني الإقليم.
 
وفي تصريحات أدلى بها في نيويورك قال أنان إن المجتمع الدولي عرض المساعدة، ولكن حكومة الخرطوم رفضت ذلك برفضها قوات لحفظ السلام من الأمم المتحدة. محملا الحكومة السودانية مسؤولية عدم تمكين المجتمع الدولي من المساعدة في حل الأزمة المتفاقمة بدارفور.
 
ونفى الأمين العام للأمم المتحدة أن تكون المنظمة الدولية قد أخفقت في دارفور.
وكان المتحدث باسم أنان قد حذر مجددا من خطورة تدهور الوضع بدارفور وعواقبه على بلدان المنطقة. وقال ستيفان دوجاريك في بيان إن أنان "يشعر بقلق عميق من تدهور الوضع  في دارفور وعواقبه على المنطقة، بما في ذلك تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى".
 
وأكد دوجاريك أن أكثر من ثمانين ألف شخص قد اضطروا إلى الفرار من منازلهم، بينهم 50 ألفا في دارفور و30 ألفا في تشاد.
 
وأفاد المتحدث أن مئات من المدنيين بينهم نساء وأطفال ومسنون قد قتلوا، وقال "ثمة معلومات مقلقة جدا عن عمليات اغتصاب جماعي وانتهاكات أخرى تتنافى مع حقوق  الإنسان".
 
وكشف أن موظفين بوكالات إنسانية في دارفور وتشاد يتعرضون يوميا لهجمات، مشيرا إلى أن العشرات منهم سرقت سياراتهم مما يؤثر على عمل تلك الوكالات "التي تساعد حوالي 3.4 ملايين شخص" بالمنطقة.
 
موقف الخرطوم

دارفور.. السلام الصعب (تغطية خاصة)
دارفور.. السلام الصعب (تغطية خاصة)

وردا على تصريحات أنان قال المتحدث باسم الخارجية السودانية علي الصادق إن الأمم المتحدة مسؤولة أولا وأخيرا على التصعيد في دارفور، وليست الحكومة السودانية.

 
واتهم الصادق في تصريح للجزيرة أنان بإضاعة وقت طويل في الاستماع إلى دول معروفة -رفض أن يسميها- لم يكن لديها حل لمشكلة دارفور، مشيرا إلى أنه كان بإمكان الأمين العام للأمم المتحدة الاستماع للحكومة السودانية المعنية الرئيسية بالأمر.
 
وأوضح أن الخرطوم طرحت على الأمم المتحدة أنواع المساعدات التي تحتاجها في دارفور لكن المنظمة الدولية قالت إنها ليست على استعداد لتقديم مثل تلك المساعدات، مما اضطر الحكومة للجوء إلى الاتحاد الأفريقي، مؤكدا أن حكومته تعمل كل ما في وسعها وفق الإمكانيات لحل الأزمة في دارفور.
 
مبعوث أميركي
في تطور آخر يصل غدا السبت إلى الخرطوم مجددا مبعوث الولايات المتحدة الخاص للسودان أندرو ناتسيوس، في مسعى لإقناع الحكومة بقبول قوة دولية مختلطة للمساعدة في تهدئة العنف بدارفور.
 
وقال ناتسيوس إن السبب الرئيسي للزيارة هو مواصلة حث حكومة الخرطوم على قبول قوة مشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور للمساعدة على إنهاء الأزمة.
 
وتأتي زيارة المسؤول الأميركي في حين تراجعت حدة المواجهات بين المتمردين بدارفور وبين قبائل يقول المتمردون إنها تلقى دعما كبيرا من الحكومة بعد معارك شرسة جرت بينهما الأيام الماضية.
 
وقد هددت حركة تحرير السودان أمس مجددا بالعودة إلى الحرب في دارفور متهمة الحكومة بخرق اتفاق السلام الذي وقعته معها بأبوجا في مايو/أيار الماضي.
المصدر : الجزيرة + وكالات