بيروت تنظر في رفع قضية اغتيال تويني إلى مجلس الأمن

-
 
قررت الحكومة اللبنانية بعد اجتماع طارئ لها اليوم الاثنين دعوة مجلس الأمن الدولي للنظر في حادث اغتيال النائب والإعلامي جبران تويني في انفجار عنيف هز المنطقة الصناعية في بيروت الشرقية ذات الأغلبية المسيحية.

وقال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في بيان إلى الصحفيين إنه سيبادر إلى مطالبة مجلس الأمن للنظر في كل قضايا الاغتيالات والتفجيرات التي هزت لبنان وليس فقط حادث اغتيال تويني, مشيرا إلى أن بيروت ستطلب أيضا اتخاذ الإجراءات اللازمة لتشكيل محكمة دولية خاصة للتحقيق بهذه القضية.

كما أشار السنيورة إلى أنه التقى في وقت سابق مع السفراء العرب وممثلي الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن, وبعث برسائل إلى كوفي أنان والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى يدعو فيها إلى مساندة الشعب اللبناني.

وشدد السنيورة على أن التفجيرات المتوالية تجاوزت حدود الاستهداف الشخصي إلى مصير الشعب اللبناني, قائلا "إن المجرمين ماضون في قتلنا واحدا بعد الآخر ولن نرضخ".

وكان وزير الاتصالات اللبناني مروان حمادة قد هدد في وقت سابق بالانسحاب من الحكومة إذا لم يتبن مجلس الوزراء طلب إنشاء محكمة دولية في اغتيال تويني وكل القضايا السابقة بما فيها اغتيال الحريري.

undefined

سوريا تدين
وقد سارعت سوريا إلى إدانة اغتيال تويني, وقال بيان رسمي نقلته الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن توقيت الانفجار الذي وقع في بيروت اليوم يدل على نية لإلحاق الضرر بسمعة دمشق.

وأعرب البيان عن "ألم سوريا لحوادث التفجير والاغتيال المدانة التي تستهدف أمن لبنان واستقراره والسلم الأهلي في ربوعه", مؤكدا أن "من يقف وراء هذه التفجيرات هم أعداء لبنان".

من جانبه اتهم وزير الإعلام السوري مهدي دخل الله ما وصفه بـ"التدخل الأجنبي" في لبنان بزعزعة السلام فيه. وأكد الوزير السوري في تصريحات صحفية أن سوريا "تدين أعمال الإرهاب ولا توافق على هذه الوسيلة بغض النظر عن الاختلاف السياسي مع هذا الشخص أو ذاك".

وتزامن اغتيال تويني مع تقديم تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري القاضي الألماني ديتليف ميليس إلى كوفي أنان على أن يجتمع مجلس الأمن الثلاثاء لمناقشته.

جماعة مجهولة
في هذه الأثناء وبينما تبنت جماعة مجهولة تطلق على نفسها اسم "المناضلون من أجل وحدة وحرية الشام" مسؤولية اغتيال تويني, نفت سوريا التهمة عنها بعد أن اتهمها الزعيم اللبناني وليد جنبلاط الذي كان من أشد منتقدي دمشق والداعين إلى خروجها من لبنان.

وقال جنبلاط في اتصال مع الجزيرة إن "رسالة الأسد وصلت"، في إشارة لتصريحات الرئيس السوري بشار الأسد أمس للتلفزيون الروسي التي قال فيها إن فرض حصار على سوريا سيزعزع استقرار المنطقة بأكملها.

undefined

وأكد زعيم الحزب التقدمي تمسكه برأيه على هذا الصعيد رغم ما قد يمثله من قراءة متعجلة للحادث, مشيرا في الوقت نفسه إلى أن تزامن اغتيال تويني مع تقديم تقرير ميليس بشأن اغتيال الحريري للأمين العام للأمم المتحدة يبعث برسالة واضحة, على حد تعبيره.

الموقف الدولي 
وأدانت الولايات المتحدة بشدة اغتيال تويني ووصفت الحادث بأنه عمل جبان.

كما أكد المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أن الاتحاد سيدعم كل الجهود الحكومة اللبنانية من أجل "وضع حد لمسلسل الاعتداءات" التي تستهدف من أسماهم المتمسكين باستقلال وسيادة لبنان.

من جانبه أدان وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي "بحزم كبير" اغتيال تويني, وقال في بيان نشر في بروكسل خلال اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد إن فرنسا تؤكد تضامنها مع الشعب اللبناني وصداقتها له.

كما أدان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير "بحزم شديد" اغتيال تويني, معتبرا أن هذه الجريمة تهدف إلى "نسف" عملية قيام لبنان حر ومستقل.

المصدر : الجزيرة + وكالات