الصحافة اليمنية في مرمى الحبس والمنع مجددا

محكمة ونيابة امانة العاصمة في اليمن
استهلت الأسرة الإعلامية في اليمن العام الجديد بإيقاع الحبس والمنع، إذ نزل حكم قضائي أمس الاثنين كالصاعقة على رؤوس الصحفيين ويقضي بإيقاف صدور أسبوعية "الحرية" عاما كاملا وبالسجن سنتين مع النفاذ في حق رئيس تحريرها عبد الكريم صبرة والكاتب عبد القوي قباطي سنتين.
 
نقابة الصحفيين اعتبرت أن هذا الحكم "جائر وغير مسبوق في تاريخ الصحافة اليمنية منذ قيام الجمهورية اليمنية بنظامها السياسي الديمقراطي الذي يقوم على ضمان الحق في التعبير عن الرأي ويؤسس لاحترام الحريات الصحفية باعتبارها واحدة من أهم ركائز الممارسة الديمقراطية".
 

ويبدو أن مسارعة سلطات الأمن لإلقاء القبض على الصحفي صبرة ومحاصرة منزله لتنفيذ الحكم القضائي، أصاب الوسط الصحفي بـ" الصدمة"، خاصة مع مطالبة النقابة للسلطات بمنح رئيس تحرير "الحرية" مهلة لاستكمال إجراءات التقاضي التي يكفلها الدستور قبل تطبيق الحكم القضائي.

مؤشر خطير

ويرى الأمين العام لنقابة الصحفيين اليمنيين حافظ البكاري أن هذا الحكم يحمل مؤشرا خطيرا بشأن مستقبل حرية الصحافة باليمن ويدخل في "إطار مسلسل الانتهاكات الخطيرة والأحكام القضائية المغلظة والاستدعاءات الجماعية للنيابة التي تمارس على الصحفيين".
 
وأشار البكاري في تصريح خاص بالجزيرة نت إلى أن نقابة الصحفيين ستبذل كل ما في وسعها لحماية الحقوق والحريات الصحفية، موضحا أن ثمة إجراءات مشروعة ستقوم بها النقابة في الأيام القادمة للتعبير عن الرفض للانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون اليمنيون.
 
من جانبه اعتبر المحامي جمال الجعبي أن استمرار مواصلة ملاحقة الكتاب والصحفيين بسبب آرائهم هو "استهداف لحرية الرأي والتعبير".
 

وصرح الجعبي للجزيرة نت أن هذه القضية تحتاج لوقوف منظمات المجتمع المدني ضد هذه الانتهاكات والبحث عن صيغ لتعديل قانون الصحافة والمطبوعات في اتجاه ضمان عدم استخدام الوسائل الجنائية في قضايا الرأي.

عام الانتهاكات

ويعتقد الصحفيون أن عام 2004 كان أسوأ الأعوام على الصحافة اليمنية، حيث تعرض خلاله عشرات الصحفيين للملاحقة والمطاردة والاختطاف وصدرت في حقهم أحكام بالسجن وإغلاق الصحف.
 
وبلغت تلك الانتهاكات أوجها باختطاف وكيل نقابة الصحفيين المنتخب سعيد ثابت ومحاكمته بتهمة نشر خبر عن محاولة اغتيال تعرض لها نجل الرئيس وقائد الحرس الجمهوري العقيد أحمد علي عبد الله صالح في مارس/آذار الماضي.
 
كما زج برئيس تحرير أسبوعية "الشورى" أوائل سبتمبر/أيلول الماضي في السجن المركزي بصنعاء بعد الحكم عليه بالحبس عاما كاملا بتهمة "مساندة حسين بدر الدين الحوثي والإساءة العلنية لرئيس الجمهورية علي عبد الله صالح".

المصدر : غير معروف