مثقفون سودانيون ومصريون يحذرون من انفصال الجنوب

F: Leader of rebel Sudan People's Liberation Army (SPLA) John Garang (L) shakes hands with Sudanese Vice President Osman Ali Taha, next to Kenyan Foreign minister Kalonzo Musyoka (C), 05 September 2003 during a break in their talks aimed at relaunching Sudan's stalled peace process in the Kenya Rift Valley town of Naivasaha, 90km from Nairobi. Civil war erupted in 1983 and has since claimed at least 1.5 million lives and displaced four million people.

محمود جمعة ـ القاهرة

بعد أن تجنبت القمة العربية الخوض فى تفاصيل المسألة السودانية وكان حظ السودان من بيان القمة مجرد فقرة مقتضبة تعلن التضامن معه، وفيما تتواتر أنباء عن اقتراب التوصل إلى اتفاق بين الحكومة السودانية وحركة جون قرنق، تنادى عدد من المفكرين السودانيين والمصريين إلى عقد لقاء فكرى بالقاهرة للبحث فى مستقبل الأوضاع فى السودان.


فقد ناقشت ندوة بمركز الدراسات الإستراتيجية بالأهرام ومركز الدراسات السودانية بالخرطوم مستقبل السودان في ظل تطورات عملية السلام.

وأكد الباحثون المشاركون في الندوة على أهمية التوصل إلى اتفاق سلام بين الحكومة ومتمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان كخطوة أولى لحل الأزمة السودانية، إلا أنهم حذروا من نواقص هذا الاتفاق الثنائي الذي يتعامل حسب رأيهم مع جزء واحد من المشكلة ولا يتطرق إلى مناطق صراع أخرى في البلاد.

الدكتور فاروق أبو عيسى الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب وأحد قادة التجمع الوطني السوداني المعارض أكد أن الاتفاق الذي سيتم هو وقف للحرب وليس بداية للسلام.

واعتبر أن الاتفاق المتوقع إبرامه تحت مظلة منظمة الإيغاد لن يحل المشكلة مؤكدا ضرورة مشاركة جميع الأطراف في معالجة الموقف من خلال رؤية شاملة. لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن الاتفاق سيكون محل ارتياح من الجميع لأنه يعد شيئا أفضل مما هو قائم حاليا وهو سيخلص السودان من الوضع المأزوم الراهن.

سلام أميركي
وأكدت الدكتورة أماني الطويل الباحثة في الشأن السوداني للجزيرة نت أن اتفاق السلام المزمع التوقيع عليه سيكون سلاما ذا ملامح أميركية لأنه لابد أن يلبي حزمة المصالح الأميركية في شرق أفريقيا وليس في السودان فحسب.

وترى الباحثة أن انفراد واشنطن بالوساطة يجعل الاتفاق غير متوازن وأن ما تسرب من بنود الاتفاق يشير إلى تنازلات كبيرة من قبل الحكومة السودانية، وهذا يعني أن السلام المنشود لن يلبي حاجة المواطن السوداني بقدر ما يلبي مصالح الأطراف الخارجية.

حمل السلاح
بينما رأى الكاتب المتخصص في الشأن السوداني حمدي رزق أن حكومة الخرطوم وضعت نسقا بأن تتفاوض مع من يحمل السلاح وبالتالي أصبح الطريق واضحا، فكل من يريد اقتسام السلطة أو الاستقلال والحكم الذاتي عليه أن يرفع السلاح.


undefinedوأوضح رزق للجزيرة نت أن الجنوب استن سنة فرفع السلاح وحصل على قسمة السلطة والثروة، ودارفور رفعت السلاح فحصلت على وعود بقسمة السلطة والثروة، فلماذا لا يثور الشرق والغرب؟

أما مدير مركز الدراسات السودانية الدكتور حيدر إبراهيم فيرى أن الاتفاق وإن جاء عن طريق الضغوط الدولية إلا أنه يلبي في الوقت ذاته حاجة ذاتية، فالقوى المتحاربة أنهكت ولم تعد قادرة على مواصلة القتال والعالم في مناخ دولي يلفظ الحروب ويريد إنهاء بؤر التوتر.

وقال للجزيرة نت إنه إذا كان الاتفاق يتيح للجنوب حق تقرير المصير خلال السنوات الست القادمة فإنه يضع الكرة في الملعب السوداني.

وأضاف إبراهيم "إذا لم نستطع أن نحافظ على الوحدة وحدث الانفصال، فإن السودانيين يصبحون المسؤولين الوحيدين عن ضياع السودان والإبقاء على دولة قومية يصبح ذلك بمثابة عقاب مستحق لكل من فرط في الوحدة".
______________
مراسل الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة