فتور شعبي في بداية حملة الانتخابات الرئاسية بالجزائر

صورة لـ عبد العزيز بوتفليقة و علي بن فليس

أحمد روابة- الجزائر

تميزت الأيام الأولى من حملة الانتخابات الرئاسية في الجزائر بنوع من الفتور الشعبي في مختلف ولايات الوطن التي انتقل إليها المترشحون الستة لكسب تأييد الناخبين قبل موعد الاقتراع المقرر يوم الثامن من أبريل/ نيسان المقبل.

وتفيد التقارير والأنباء الواردة من الولايات بأن الحملة الانتخابية تعرف فتورا نسبيا مقارنة بالانتخابات الرئاسية السابقة، حيث لوحظ إحجام المواطنين عن حضور التجمعات الشعبية حتى بالنسبة للمرشحين الرئيسيين الذين لم يستطيعوا حشد الأعداد المتوقعة مثلما كان الحال عام 1999.

ويعزو المراقبون هذه اللامبالاة إلى التوتر الذي صاحب التحضير للانتخابات الرئاسية، بداية من الخلاف داخل جبهة التحرير الوطني والحرب الكلامية التي انفجرت بين الرئيس بوتفليقة وخصومه، خاصة رئيس حكومته السابق علي بن فليس, وإلى الاتهامات المتزايدة من المترشحين والطبقة السياسية عن عدم نزاهة الانتخابات ونية السلطة في تزوير نتائجها لصالح بوتفليقة.

يضاف إليها تراجع مترشحين أساسيين مثل رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش واصفا الانتخابات بالمحسومة سلفا لصالح الرئيس بوتفليقة، وإقصاء أحمد طالب الإبراهيمي من الترشيح، وهو أقدر المرشحين على المنافسة الفعلية على الرئاسة.

غير أن هناك من يرجع سبب قلة حماس الجمهور إلى كون الحملة الانتخابية في بدايتها ولا يزال أمام المرشحين من الوقت ما يجعلهم يحركون الجماهير ويجعلونها تتفاعل مع خطابهم الذي اقتصر على انتقاد النظام والسلطة وتبادل الاتهامات المعروفة، دون الدخول في موضوع البرامج والمقترحات البديلة لحد الآن.

فقد بدأ عبد العزيز بوتفليقة جولاته بولاية المدية الواقعة غربي العاصمة والتي عانت كثيرا من أعمال العنف في السنوات العشر الماضية، وفيها عدد من عناصر الجماعات المسلحة الذين استفادوا من العفو الرئاسي في إطار قانون الوئام المدني.

وانتقد بوتفليقة أمام أنصاره خصمه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني علي بن فليس وجناحه في الجبهة واتهمهم بالانحراف، مدافعا عن حلفائه في حركة مجتمع السلم بزعامة أبو جرة سلطاني والتجمع الوطني الديمقراطي الذي يتزعمه رئيس الوزراء أحمد أويحيى.

undefinedمن جانبه اختار بن فليس ولاية البويرة شرقي العاصمة والتي تعرف في بعض أجزائها نشاط تنظيم العروش، ليبدأ منها حملته الانتخابية. ووجه الأمين العام لجبهة التحرير الوطني -المجمدة بقرار قضائي- انتقادا لاذعا للرئيس بوتفليقة متهما إياه بالتآمر على جبهة التحرير واستغلال وسائل الدولة والضغط على أعوان الإدارة لكسب ولاية رئاسية ثانية.

وفي ولاية بومرداس شرقي العاصمة والتي ضربها زلزال 21 مايو/ أيار 2003، افتتح مرشح حركة الإصلاح الوطني سعد عبد الله جاب الله حملته الانتخابية بعقد تجمع جماهيري ركز فيه على ضرورة أن يفرض الشعب الجزائري عبر التصويت التغيير الذي ينشده. ودعا المواطنين إلى التصويت عليه كمرشح للإسلاميين وللمعارضة الحقيقية، لأن المرشحين الذين كانوا في النظام لا يمكنهم -حسب رأيه- أن يقدموا البديل.

أما سعيد سعدي مرشح التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية ذي النزعة الأمازيغية فقد توجه إلى ولاية الشلف غربي الجزائر ليبدأ حملته الانتخابية، مركزا خطابه على انتقاد فترة حكم بوتفليقة التي اعتبرها سفريات لا تنتهي إلى الخارج وإهمالا تاما للشأن الداخلي.

undefinedوإلى أقصى شرق الجزائر بولاية سوق أهراس انتقلت مرشحة حزب العمال لويزة حنون في أول محطة لها، حيث التقت بالمناضلين والأنصار الذين حضروا للتعرف على برنامج أول امرأة جزائرية وعربية ترشح للانتخابات الرئاسية في بلدها.

وكانت حنون وفية لخطابها الناري الذي تنتقد فيه الوضع الاجتماعي الذي يعيشه الجزائريون، وتحمل المسؤولية للسلطة وخياراتها الاقتصادية. وتعد المرشحة بتوقيف الخصخصة، واستعادة الدولة للقطاع العام ومصادر الثروة الوطنية.

أما المرشح المفاجأة ورئيس حزب "عهد 54" علي فوزي رباعين فقد توجه إلى ولاية مستغانم في الغرب الجزائري حيث عقد لقاءه الأول مع الجمهور في إطار الحملة الانتخابية. ولم يتوان المرشح في توجيه الانتقادات القوية لنظام الحكم معتبرا إياه سبب الأزمة. ووعد رباعين "بتنظيف" النظام وهياكل الدولة من الخونة وعملاء الاستعمار في حال فوزه بالرئاسة.
_____________
مراسل الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة