سوريا تتهم إسرائيل باغتيال قيادي حماس في دمشق


اتهمت السلطات السورية إسرائيل باغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عز الدين صبحي الشيخ خليل في دمشق, وحملتها المسؤولية الكاملة عن هذا العمل "الإرهابي".
 
وقال بيان نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن السلطات الإسرائيلية "خطت خطوة خطيرة بإقدامها على اغتيال المواطن الفلسطيني عز الدين شيخ خليل المقيم في سوريا وذلك بتفجير سيارته".
 
وأضاف البيان أن "هذه العملية الإرهابية تشكل تطورا خطيرا تتحمل إسرائيل مسؤوليته, حيث تؤكد نواياها في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة بينما تبذل جهود دولية وإقليمية لتخفيف حدة التوتر فيها".
 
وجاء الموقف السوري بعد أن نفى عضو المكتب السياسي في حماس محمد نزال أن تكون الحركة اتخذت قرارا بضرب أهداف إسرائيلية في الخارج, مؤكدا أن "موضوع نقل دائرة الصراع باعتباره سياسة عامة للحركة مازال قيد الدراسة ولا يمكن القول بأنه تم أخذ قرار بهذا الصدد".
 
وكانت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس هددت في بيان نشر في قطاع غزة اليوم, بنقل دائرة الصراع مع إسرائيل إلى خارج فلسطين. وجاء في البيان أن "العدو الصهيوني هو من فتح بابا جديدا للصراع بنقل المعركة إلى خارج فلسطين وعليه أن يتحمل نتائج أفعاله".
السلطة تدين
undefinedمن جهتها أدانت السلطة الفلسطينية اغتيال الشيخ خليل, مؤكدة أن نقل عمليات الاغتيالات خارج الأراضي الفلسطينية يعني توسيع دائرة العنف والفوضى والتطرف.
 
وقال وزير شؤون المفاوضات في السلطة الفلسطينية صائب عريقات إن العنف لن يجر إلا العنف, مشيرا إلى أن نقل الاغتيالات واستمرارها في الخارج يعني توسيع دائرة العنف والفوضى والتطرف.
 
ولم يصدر عن إسرائيل أي إعلان رسمي بالمسؤولية عن العملية، إلا أن وزير الأمن العام بالإنابة جدعون عيزرا لم يخف فرحته باغتيال خليل لكنه نفى معرفته أي شيء عن العملية. وقالت مصادر رسمية إسرائيلية إن العملية تكتيك جديد لمحاربة فصائل المقاومة الفلسطينية، وتأتي في وقت تتصاعد فيه الضغوط الأميركية على دمشق.

 
وكانت إسرائيل هددت باستهداف كوادر حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى التي تتخذ من دمشق مقرا لها، كما كرر رئيس الوزراء أرييل شارون مؤخرا طلبه من سوريا إغلاق مكاتب تلك المنظمات.
 
تفاصيل الحادث
undefinedواستشهد خليل إثر انفجار عبوة ناسفة مزروعة تحت مقعد السائق في سيارته. وقال شهود عيان إن الانفجار وقع لدى تشغيل خليل محرك السيارة.
 
ووصف أحد سكان المنطقة اللحظات الأخيرة قبيل وقوع الحادث مشيرا إلى أن خليل ألقى التحية عليه كما يفعل كل يوم ثم توجه إلى سيارته وركبها ومن ثم قرع جرس الهاتف النقال الذي بحوزته وعندما تلقى المكالمة سمع الانفجار.
 
وقد أصيب في عملية الاغتيال أيضا ثلاثة من المارة الذين صادف الحادث وجودهم بجوار السيارة.
 
تجدر الإشارة إلى أن عز الدين خليل من مواليد غزة عام 1962 ويحمل شهادة البكالوريوس في أصول الدين وهو أب لولدين، ويوصف بأنه من الجيل المؤسس لحركة حماس.
 
وكانت إسرائيل قصفت في أكتوبر/تشرين أول الماضي -في أول هجوم على الأراضي السورية منذ ثلاثين عاما- ما قالت إنه معسكر للمقاومة الفلسطينية في مخيم للاجئين الفلسطينيين قرب دمشق، وذلك ردا على عملية فدائية بمدينة حيفا الشمالية أسفر عن قتل 19 شخصا.
 
وكانت سلطات الاحتلال أبعدت الشهيد الشيخ خليل مع 400 آخرين إلى مرج الزهور في لبنان عام 1992، لكنه لم يعد مع الذين عادوا إلى قطاع غزة لأسباب وصفها متحدث باسم الحركة بأنها أمنية دون إعطاء تفاصيل إضافية.
 
وشنت إسرائيل على مدى الأعوام السابقة حملة لاغتيال قياديي حماس كان أكثرها دموية هذا العام عندما اغتالت مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين وخليفته الدكتور عبد العزيز الرنتيسي. وسبق ذلك اغتيالها للقيادي إسماعيل أبو شنب 2003، كما حاولت اغتيال رئيس المكتب  السياسي للحركة خالد مشعل في 25 سبتمبر/أيلول عام 1997 في الأردن.
المصدر : وكالات