مداهمات في سامراء ومصرع جندي أميركي ببغداد

واصلت قوات الاحتلال الأميركي بمشاركة 2500 جندي حملة دهم وتفتيش واسعة النطاق في مدينة سامراء الواقعة على بعد 120 كلم شمال غرب بغداد لليوم الثالث على التوالي، بدعوى البحث عن عناصر يشتبه بوقوفها وراء عدد من الهجمات ضدها.

وحاصر لواءان من القوات الأميركية سامراء وعزلوا المدينة عن العالم الخارجي بينما قام جنود من لواء ثالث بعمليات تفتيش من منزل إلى منزل. وداهم الجنود المتاجر أيضا.

وأعلنت هذه القوات أنها اعتقلت 12 عراقيا أمس من أصل 29 يجري البحث عنهم بعد يوم من اعتقال 78 من المشتبه بهم بينهم من ادعت أنه قائد خلية مسلحة. كما أضافت أنها اعتقلت ثلاثة آخرين في مدينة بعقوبة على بعد 65 كلم شمال بغداد.

ويقول مسؤولون أميركيون إن نحو 1500 عراقي يشاركون في أعمال المقاومة المسلحة ضد قوات الاحتلال متواجدين في سامراء.

وفيما يعد أول هجوم يسفر عن مقتل جندي أميركي بعد اعتقال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين أعلن ناطق عسكري أميركي أن جنديا قتل وأصيب آخر بجروح في كمين مسلح استهدف دوريتهم في بغداد. ووقع الهجوم في حي الكرادة الليلة الماضية، وأصيب في الهجوم مترجم عراقي.

وفي مدينة الموصل بشمال بغداد أصيب ثلاثة جنود أميركيين في هجومين منفصلين وقعا أيضا مساء أمس وفق ما قالت الشرطة العراقية. وقالت قوات الاحتلال الأميركي إنها قتلت ثلاثة من المهاجمين وجرحت رابعا في تبادل لإطلاق النار في الموصل أمس.

مظاهرة مؤيدة لصدام

undefinedوفي تطور آخر تظاهر نحو ألف شخص اليوم في بلدة الحويجة غرب مدينة كركوك وهم يطلقون النار في الهواء تعبيرا عن تأييدهم للرئيس المخلوع صدام حسين.

وسار المتظاهرون ومعظمهم من الرجال ومن طلبة الجامعة وهم يرفعون صورا لصدام ويهتفون بشعارات مؤيدة له وللمقاومة حتى "طرد المحتل". وقد جرت التظاهرة وسط تواجد أمني مكثف للشرطة العراقية وانفضت بسلام أمام مبنى القائمقامية.

وكان شرطي عراقي قتل أمس بعد أن فتح مسلحون النار عليه، في أعقاب مظاهرات مؤيدة لصدام في الموصل أصيب خلالها تسعة أشخاص بعد أن أطلقت القوات الأميركية النار على المتظاهرين.

وفي مثال على العنف قتل مسؤول في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق. وقال ممثل للمجلس إن مهند الحكيم قتل بالرصاص بالقرب من منزله في إحدى ضواحي بغداد بعد تلقي تهديدات بالقتل من مؤيدي صدام.

وفي حادث منفصل هاجم حشد غاضب في مدينة النجف على الزليمي وهو مسؤول بحزب البعث قام بدور في سحق ثورة الشيعة بعد حرب الخليج عام 1991 وقتلوه.

محاكمة صدام
من جانبه أكد مجلس الحكم الانتقالي في العراق أن صدام حسين ما زال معتقلا في بغداد ولم ينقل إلى خارج العراق.

undefined

وقال الرئيس الحالي لمجلس الحكم عبد العزيز الحكيم الموجود حاليا في لندن إن صدام يجب أن يحاكم أمام محكمة عراقية خاصة.

وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أمس أن المحكمة العراقية ستأخذ في الاعتبار المعايير الدولية للقضاء وأنه سيكون بمقدور مراقبين دوليين الإشراف على إجراءات المحاكمة.

وكان المجلس قد أعلن في وقت سابق أن صدام حسين موجود في معتقل لدى القوات الأميركية في منطقة بغداد الكبرى وسيحاكم محاكمة علنية في العراق مع أعوانه والمقاتلين الأجانب، نافيا الأنباء التي أشارت إلى نقل صدام لقطر.

بوتين ينتقد
وفي موسكو انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجددا الاحتلال الأميركي للعراق، مؤكدا أن اللجوء إلى القوة في الخارج دون تفويض من الأمم المتحدة "لا يمكن اعتباره عادلا ولا مبررا".

وقال بوتين الذي كان يرد عل أسئلة مواطنيه على التلفزيون مباشرة "لا نريد هزيمة الولايات المتحدة في مكافحتها الإرهاب الدولي لأننا شركاءها في هذه الحرب".

وأضاف "لكن في العراق الأمر مختلف فلم يكن هناك إرهابيون من عهد صدام حسين.. وعليه فإن اللجوء إلى القوة في الخارج طبقا للقانون الدولي لا يمكن أن يتم دون قرار من مجلس الأمن".

المصدر : الجزيرة + وكالات