سلطات الاحتلال تشدد قبضتها على الصحفيين الفلسطينيين
شددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة الماضية من قبضتها على حرية سفر وتنقل الفلسطينيين الذين يعملون في الصحافة أو في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، وذلك بحجج أمنية واهية.
فقد منعت الحكومة الإسرائيلية التي تسيطر على المعابر الحدودية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، ما لا يقل عن أربعة صحفيين ومصور صحفي وناشط في حقوق الإنسان وجميعهم من سكان الضفة الغربية من مغادرة الأراضي الفلسطينية عبر الأردن للمشاركة في مؤتمرات ومعارض وورش تدريب تعقد في بلدان أوروبية أو عربية.
وكان الصحفي أمين أبو وردة الذي يعمل في وكالة قدس برس أحد هؤلاء قال إن محكمة العدل الإسرائيلية رفضت الاستئناف الذي تقدم به بخصوص منعه من السفر إلى الخارج للمشاركة في دورة صحفية في لندن، وأن قضاة المحكمة عملوا على تثبيت قرار المنع الصادر عن المخابرات الإسرائيلية بحجة وجود ملف سري، وأن السفر إلى الخارج يضر بمصلحة الأمن الإسرائيلي.
أما الناشط في الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن ياسر علاونة فقد احتجزته سلطة جسر اللنبي الإسرائيلية على نهر الأردن لمدة خمس ساعات في قاعة المغادرة، قبل أن يتم إبلاغه بأنه ممنوع من السفر لدواع أمنية، وكان علاونة في طريقه إلى إسبانيا للمشاركة في مؤتمر حول المجتمع المدني وحقوق الإنسان.
وأكد تقرير لوزارة الإعلام الفلسطينية أن أكثر من عشرة صحفيين أجانب وفلسطينيين قتلوا وجرح 304 آخرون خلال تغطيتهم الانتفاضة الفلسطينية المندلعة منذ أكثر من ثلاث سنوات، وذكر صحفيون أن سحب البطاقات الصحفية حرم المراسلين والصحفيين والمصورين من أي تسهيلات أو حماية أثناء تغطيتهم للأحداث وتنقلاتهم لمواقعها.
وإمعانا في التضييق على الصحفيين الفلسطينيين والعرب أعلن مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي أنه قرر وضع شروط قاسية أمام حصول الصحفيين العرب والأجانب على بطاقات صحفية تسهل عملهم داخل الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، وقال مدير مكتب الصحافة الحكومي داني سيمان "كان علينا الأخذ بعين الاعتبار أن هناك من قد يستغل هذه البطاقات لارتكاب هجمات في إسرائيل".
وتواجه إسرائيل حاليا انتقادات محلية ودولية بسبب فرضها إجراءات مشددة على الصحفيين الفلسطينيين ومنعهم من الحصول على التسهيلات اللازمة للحركة والعمل في الأراضي الفلسطينية.
فقد اتهمت منظمة صحفيون بلا حدود إسرائيل باتباع سلوك غير مقبول تجاه الصحفيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأكد مدير مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان الدكتور إياد البرغوثي أن منع الصحفيين والناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان يعتبر انتهاكا فظا لحريات التعبير والنشر والتنقل حسب المواثيق الدولية والتي يفترض في إسرائيل أن تحترمها.