أسامة بن لادن

FILE - This undated file photo shows al Qaida leader Osama bin Laden in Afghanistan. After U.S. Navy SEALs killed Osama bin laden in Pakistan in May 2011, top CIA officials secretly told lawmakers that information gleaned from brutal interrogations played a key role in what was one of the spy agency’s greatest successes. CIA director Leon Panetta repeated that assertion in public, and it found its way into a critically acclaimed movie about the operation, Zero Dark Thirty, which depicts a detainee offering up the identity of bin Laden’s courier, Abu Ahmad al- Kuwaiti, after being tortured at a CIA “black site.” As it turned out, Bin Laden was living in al Kuwaiti’s walled family compound, so tracking the courier was the key to finding the al-Qaida leader. (AP Photo/File)

أسامة بن لادن جهادي سعودي قاتل في أفغانستان، وشارك بقوة في معركة جلال آباد، وبعد هزيمة الروس عاد إلى وطنه فضاق به ذرعا، فطوّف في الآفاق وأسس تنظيم القاعدة الذي تبنى هجمات هزت العالم وآلمت الأميركيين، وبعد أكثر من عشر سنوات تمكنت قوة أميركية خاصة من قتله، فدفن في البحر، تاركا دويا هائلا وجدلا واسعا.

المولد والنشأة
ولد أسامة بن لادن عام 1957 في الرياض بالسعودية لأب من أصل يمني وأم دمشقية.

وكان والده -محمد عوض بن لادن- قد جاء إلى جدة من حضرموت عام 1930، ولم تمض إلا سنوات قليلة حتى تحول "محمد عوض" من حمال في مرفأ جدة إلى أكبر مقاول إنشاءات في السعودية، وفي عام 1969 شارك في إعادة بناء المسجد الأقصى بعد الحريق الذي تعرض له، كما شارك في التوسعة الأولى للحرمين الشريفين.

توفي الوالد عندما كان أسامة في التاسعة من العمر، فنشأ نشأة عادية وتزوج وهو ابن 17 عاما من أخواله في الشام.

الدراسة والتكوين
أكمل مراحل دراسته كلها في جدة، وأتم دراسته الجامعية في علم الإدارة العامة والاقتصاد وتخرج في جامعة الملك عبد العزيز.

تنظيم القاعدة
بدأت علاقة أسامة بأفغانستان منذ الأسابيع الأولى للغزو الروسي في 26 ديسمبر/كانون الأول 1979، حيث شارك مع المجاهدين الأفغان ضد الغزو الشيوعي وكان له حضور كبير في معركة جلال آباد التي أرغمت الروس على الانسحاب من أفغانستان.

وقد أسس هو ومعاونوه "سجل القاعدة" عام 1988، وهو عبارة عن قاعدة معلومات تشمل تفاصيل كاملة عن حركة المجاهدين العرب قدوما وذهابا والتحاقا بالجبهات.

بعد الانسحاب السوفياتي من أفغانستان عاد ابن لادن إلى السعودية وعلم بعد فترة من وصوله أنه ممنوع من السفر، وظن أن السبب هو الانسحاب الروسي وتفاهم القوى العظمى، فنشط في إلقاء المحاضرات العامة.

ولم تكتف وزارة الداخلية السعودية بمنعه من السفر بل وجهت إليه تحذيرا بعدم ممارسة أي نشاط علني، لكنه بادر بكتابة رسالة نصح إلى الدولة، قبيل الاجتياح العراقي للكويت.

غادر ابن لادن السعودية عائدا إلى أفغانستان ثم اتجه إلى الخرطوم عام 1992، وفي نهاية العام نفسه صدر أمر بتجميد أمواله، ثم تحول إلى قضية ساخنة على جدول أعمال المخابرات الأميركية، فسحبت الحكومة السعودية جنسيته عام 1994.

العودة إلى أفغانستان
خلال إقامته في السودان وقعت أحداث الصومال واليمن وانفجار الرياض، فتعرض السودان لضغوط كبيرة من أميركا ودول عربية لإخراج بن لادن أو تسليمه، فخرج هو ورفقاؤه إلى أفغانستان.

ومنذ أن وصل هناك بدأت الأحداث تتوالى  بشكل درامي من انفجار الخبر إلى استيلاء طالبان على جلال آباد إلى محاولة خطفه هو شخصيا إلى بيان الجهاد ضد أميركا الذي أصدره في نوفمبر/تشرين الثاني 1996.

وتسارعت الأحداث ونسبت إلى بن لادن وأعوانه أغلب حوادث التفجير التي حدثت في العالم، وأصبح بن لادن العدو اللدود لأميركا.

اتهامات أميركا لابن لادن
– التآمر على قتل جنود أميركيين كانوا في اليمن في طريقهم إلى الصومال عام 1992.

– قيام شبكة بن لادن -بمعاونة مصريين- بمحاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في أديس أبابا بأثيوبيا عام 1995.

– قيام جماعة الجهاد الإسلامي المصرية التي لها علاقة بشبكة بن لادن بتفجير السفارة المصرية في باكستانعام 1995 وقتل ما يزيد على 20 مصريا وباكستانيا.

– تآمر جماعة بن لادن على تفجير طائرات أميركية في الباسيفيك، وقتل البابا.

– قيام أتباع بن لادن بتفجير مبنى الجنود الأميركيين في الرياض عام 1995.

– إصدار إعلان الحرب على الولايات المتحدة عام 1996.

– تصريح بن لادن عام 1998 "لو استطاع أحد قتل أي جندي أميركي، فهو خير له من تضييع الوقت في أمور أخرى".

– في فبراير/شباط 1998 أعلنت الجبهة الإسلامية العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبيين التابعة لشبكة بن لادن نيتها مهاجمة الأميركيين وحلفائهم، بما في ذلك المدنيون في أي مكان من العالم.

– في سبتمبر/أيلول 2001 اتهمت الولايات المتحدة بن لادن بتدبير الهجمات التي وقعت على مركز التجارة العالمية ومبنى البنتاغون، وراح ضحيتها نحو ثلاثة آلاف وأدت إلى خسائر اقتصادية تقدر بأكثر من 150 مليار دولار.

ضرب السودان
في 20 أغسطس/آب 1998 ضربت الولايات المتحدة الأميركية عددا من المرافق التي يعتقد أنها تستخدم من قبل شبكة بن لادن، وشملت الأهداف ستة معسكرات تدريب تابعة للقاعدة، ومصنعا للأدوية في السودان كانت الاستخبارات الأميركية تشك في إنتاجه مكونات أسلحة كيماوية، لكنها اعترفت بعد ذلك أن الهجوم على المصنع حدث بناء على معلومات مغلوطة.

بعد هجمات سبتمبر/أيلول 2001 الشهيرة وضعت إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة على رأس المطلوبين، وراحت تدك ما تعتقد أنه قواعد لتنظيم بن لادن في أفغانستان، وتغيرت منذ ذلك التاريخ أوضاع سياسية وعسكرية كثيرة ليس في أفغانستان وحدها ولكن في الكثير من دول العالم أيضا.

وفي 10 سبتمبر/أيلول 2002 سمع صوت بن لادن من خلال شريط  بثته قناة الجزيرة يمدح منفذي هجمات سبتمبر مما اعتبره الكثيرون دليلا واضحا على مسؤوليته عن التفجيرات باعتباره العقل المدبر والجهة الممولة.

الوفاة
في 2 مايو/أيار 2011 أعلن الرئيس باراك أوباما أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قتل في هجوم قامت به وحدة أميركية خاصة داخل باكستان، وقال -في تصريح مقتضب- إن الأمر تم بعد معركة عنيفة، وإن التعاون مع باكستان ساعد في قتل الرجل.

وقد أكد مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية السابق ليون بانيتا في كتاب أصدره بعنوان "حروب جديرة بالمجازفة" عام 2014، أن بن لادن دفن في البحر مكبلا بالحديد.

المصدر : الجزيرة