خبر فلسطين

ـــــــــــــــــــــــ
الهجوم الصاروخي على بيت لحم يتسبب في إصابة عشرة فلسطينيين بجروح
ـــــــــــــــــــــــ
الأردن يدعو الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى التدخل لوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية
ـــــــــــــــــــــــ
بيريز: إسرائيل لا تستهدف السلطة ومن الأفضل أن يكون لدينا شخص نلجأ إليه ونحاوره
ـــــــــــــــــــــــ

قصفت الطائرات الإسرائيلية بلدة بيت لحم بالصواريخ وأصابت عشرة أشخاص بجروح، في تصعيد خطير للعمليات الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية والتي أسفرت اليوم عن استشهاد ثمانية فلسطينيين، وسط تنامي الدعوات إلى تدخل دولي لوقف العدوان الإسرائيلي.

فقد أفاد شهود ومسؤولو مستشفى فلسطينيون أن ثلاثة صواريخ إسرائيلية على الأقل أصابت موقعا فلسطينيا في بلدة بيت لحم بالضفة الغربية وتسببت في إصابة عشرة فلسطينيين.  واغلقت المنطقة وهي ضاحية سكنية قرب جامعة بيت لحم. ولم يعرف بعد هدف الهجوم ولم يصدر جيش الاحتلال أي تعليق.

وجاء القصف الإسرائيلي في ختام يوم دام سقط فيه ثمانية شهداء في محاولات لصد توغل الدبابات الإسرائيلية في معظم المدن والبلدات الخاضعة للحكم الذاتي الفلسطيني، وأفاد مراسل الجزيرة في فلسطين أن بلدة بيت لحم تحولت إلى ساحة حرب حقيقية وسقط في المواجهات ثلاثة شهداء في الساعات الأخيرة هم يوسف أبو عبيات (17 عاما) وجوني ثلجية (19 عاما) أثناء خروجه من كنيسة المهد وعائشة أبو عودة (48 عاما) من مخيم عايدة وهي أم لثمانية أطفال

وكان خمسة شهداء قد سقطوا صباح اليوم في مدن طولكرم وقلقيلية وبيت جالا وأوضح المراسل  أن شرطيين فلسطينيين استشهدا أثناء محاولتهما مقاومة التوغل الإسرائيلي في طولكرم، وهما مصطفى الزيتاوي (53 عاما) وماهر أبو حسنة (33 عاما).

وأضاف أن أحد عناصر الأمن الفلسطيني استشهد برصاص الجنود الإسرائيليين في معركة تبادل لإطلاق النار لصد الاجتياح الإسرائيلي في قلقيلية. واستشهد فلسطيني آخر في المدينة يدعى مصطفى نوفل وهو عضو في حركة المقاومة الإسلامية حماس برصاص جنود الاحتلال بينما كان واقفا أمام منزله.وفي بيت جالا بالضفة الغربية التي أعيد احتلالها أمس استشهدت رانية خاروفي (22 عاما) وهي أم لطفلين.

وقال مراسل الجزيرة إن الاحتلال طال ثمانية مدن فلسطينية فـ " الدبابات الإسرائيلية تطوق نابلس من جميع مداخلها وتنتشر الدبابات أيضا في أنحاء مدينة الخليل، وتعيش جنين وضعا مأساويا بعد أن احتلت مداخلها والتلال المشرفة عليها وكذلك الوضع في رام الله وقلقيلية وطولكرم وبيت جالا وبيت لحم".

وأصيب ناشط فرنسي من جمعية ( تضامن فرنسا-فلسطين) بجروح بالرصاص الحي في مخيم للاجئين في الضفة الغربية بحسب ما اعلنت اليوم الجمعية في بيان لها. وأصيب بيار إيف سالينغ في بطنه عندما كان في بيت أحد اصدقائه داخل مخيم عايدة الجمعة واستشهد في البيت نفسه شاب فلسطيني عندما أصيب برصاصة في الراس فيما اصيب فتى فلسطيني آخر يبلغ 12 سنة من العمر بجروح في الرجلين.

واضاف بيان الجمعية أن حياة الناشط الفرنسي الذي اجريت له عملية السبت "ليست في خطر" مؤكدة نقلا عن شهود ان الجيش الاسرائيلي نشر قناصة في الفنادق يطلقون النار عند اي حركة في بيت لحم وأيضا في مخيمات اللاجئين وأن "لا احد يشعر بالأمن حتى داخل البيوت".

تصريحات إسرائيلية
في هذه الأثناء قال وزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين بن أليعازر إنه سيأمر بسحب القوات الإسرائيلية من المدن والبلدات الفلسطينية إذا اتخذ الفلسطينيون "خطوات لمنع هجمات المسلحين".

ونقل عن بن أليعازر قوله في بيان لوزارة الدفاع " إسرائيل ليس لديها أي نية للبقاء في أراضي السلطة الفلسطينية ولن تكون لديها مثل هذه النية". واضاف " في أي مكان يتضح أن السلطة لها نوايا صادقة لإنهاء العنف ومنع الهجمات فان قواتنا ستغادر المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية".

بينما صرح وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريس أن اسرائيل لا تعتزم تدمير السلطة الفلسطينية خلال هجومها الأكبر على المناطق الفلسطينية منذ بدء الإنتفاضة قبل اكثر من عام. معتبرا أن استهداف السلطة سيفتح المجال أمام "الفصائل الراديكالية والمتشددة" لتعمل. وقال " من الأفضل أن يكون لدينا شخص نحدثه ونلجأ إليه.. ما زالت السلطة الفلسطينية تتأثر بضغط من الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي. والمنظمات الأخرى لا تتأثر إلا بضغط من إيران".

دعوات لوقف العدوان
ودعت الحكومة الاردنية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى التدخل السريع من أجل "وضع حد للعدوان الاسرائيلي البشع" ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم الحكومة في بيان أن " الأردن, باعتبارها الرئيس الحالي للقمة العربية, ومنذ تصاعد هذا العدوان الغاشم, يجري مشاورات مكثفة مع الدول العربية للنظر في ما يمكن عمله على وجه السرعة وتحديد افضل السبل لوقف هذا العدوان الدموي الذي يتعرض له شعب فلسطين".

وانتقد المتحدث الرسمي بشدة العمليات العسكرية الإسرائيلية حيث اكد أن "ما يجري في الضفة الغربية ومدنها تطور خطير وعدوان إجرامي بشع على الشعب الفلسطيني غير مبرر على الاطلاق ويجب وضع حد له على الفور". محذرا من أن استمرار هذه العمليات سيكون له اضرار خطيرة على مجمل الاوضاع في المنطقة وسيؤدي الى مزيد من العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ودعا رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو برلوسكوني رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون إلى "الاعتدال" من اجل التوصل في اسرع وقت ممكن إلى تسوية مع الفلسطينيين. وجاء في بيان لرئاسة مجلس الوزراء الايطالي أن بيرلسكوني اجرى اليوم محادثة هاتفية مطولة مع شارون .. ودعاه إلى الاعتدال من اجل التوصل في اسرع وقت ممكن إلى علاقات سلمية بين الشعبين واطلاق عملية التنمية الاقتصادية في المنطقة".

السلطة تلجأ لمجلس الأمن
وكانت السلطة الفلسطينية أعلنت في وقت سابق أنها قررت التوجه إلى مجلس الامن الدولى لمناقشة التصعيد العسكرى الاسرائيلي واحتلال اسرائيل لمدن فلسطينية بالضفة الغربية .

وقال نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "إن السلطة الفلسطينية تجري مشاورات مكثفة وعاجلة من اجل دعوة مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة لمناقشة التصعيد العسكري الاسرائيلي واحتلال مدن فلسطينية خاصة في الضفة الغربية".

واتهم  ابو ردينة حكومة أرييل شارون بتحدى الإدارة الأميركية حيث ردت على البيان الاميركي الذي دعاها لوقف اعمال التوغل بمزيد من عمليات التوغل والاقتحام في الضفة الغربية خاصة الاقتحام اليوم في مدينتي قليلية وطوكرم بالضفة الغربية.
وأكد وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث أن اتصالات دبلوماسية واسعة تجرى حاليا في محاولة "لإيجاد مخرج من الوضع الحالي الصعب جدا". وأضاف أن "ما تقوم به إسرائيل هو شن حرب, ولكنها ستنسحب في النهاية".
 

عرفات يتهم
من جهته اتهم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات حكومة إسرائيل بأنها تضرب بعرض الحائط كل المبادرات السياسية، وقال للصحافيين بعد اجتماعه في غزة مع المبعوث الروسي إلى الشرق الاوسط أندريه فدوفين "قلت ان هناك خطة اعلنها الجيش الاسرائيلي واعلنها شارون وركز عليها موفاز ووزير الدفاع لتنفيذ خطة (اليورانيم) أي جهنم. هاجموا كل المدن في الضفة اضافة لما يقومون به في غزة ضاربين بعرض الحائط كل المبادرات السياسية بما فيها تقرير (ميتشل) وتفاهمات (تينيت) والاتفاقات الموقعة بيننا وبينهم".

المصدر : غير معروف