أطفال بتركيا رسموا الأقصى عشقاً

فعالية أيام الأقصى تلقى صدى خارج محضن انطلاقتها في أول تجربة بمدينة كهرمان مرعش
فعالية "أيام الأقصى" للأطفال في عامها الرابع بمدينة كهرمان مرعش التركية (الجزيرة)

خليل مبروك–كهرمان مرعش (تركيا) 

بالريشة والألوان، عبر أكثر من 75 طفلا عربيا وتركيا عن ارتباطهم بمدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك في فعالية "أيام الأقصى لرسوم الأطفال" التي أقيمت في تركيا للعام الرابع على التوالي.

وبقدر ما أظهرت الرسومات براءة المشاركين وعفويتهم، عكست تفاصيلها نضجهم وتعلقهم بهذه المدينة المقدسة، وكأن كلاً منهم هو الطفل الذي قالت عنه فيروز يوماً إنه "في سن العشرين".

ويتطلع بيت فلسطين للشعر وثقافة العودة -الذي نظم الفعالية بالتعاون مع جمعية إيثار ومكتبة كاراجا أولان التركية العامة بمدينة "كهرمان مرعش"- إلى تكرار تجارب العمل المشترك لتثبيت الثقافة المقدسية وغرسها بصدور الأجيال الصاعدة.

ويعول المنظمون على الفعاليات الثقافية في بناء جيل جديد يحمل مشروع القدس كثقافة عابرة للحدود تتجاوز القضايا القُطرية والهموم المحلية، إلى قضية إجماع تصوغ "الأيدي الصغيرة" قواعدها العامة.

تعلق الأطفال بالأقصى انعكس في الاهتمام بتفاصيل قبة الصخرة
تعلق الأطفال بالأقصى انعكس في الاهتمام بتفاصيل قبة الصخرة

قرائن ودلالات
وتلقى المنظمون أولى رسائل الأمل بانضمام العشرات من جنسيات مختلفة للمشروع الذي خصص للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سبعة و12 عاماً، حتى أصبحت صورة قبة الصخرة هي اللغة العالمية الجامعة بين أطفال يتحدثون عدة لغات.

أما القفزة التالية في تنفيذ أيام الأقصى، فتمثلت بخروج فعالياته من مدينة إسطنبول حاضنة نشاطه في السنوات الثلاث الماضية إلى كهرمان مرعش في الجنوب التركي.

ويسجل سمير عطية رئيس بيت فلسطين للشعر وثقافة العودة نقلةً أخرى التي اتصلت بمضمون الرسومات التي ارتبطت في أول عامين بموضوع "النكبة" لكنها تحولت منذ الموسم الثالث إلى تعريف أكثر دقة بالمسجد الأقصى وقبة الصخرة.

واعتبر في حديثه للجزيرة نت نجاح المشروع بعيداً عن (البيئة الإسطنبولية) الحيوية تأكيداً على تجذر موضوع القدس لدى الشعوب الحاضنة للقضية، بغض النظر عن مواقع وجودها.

ويوضح عطية أن اختيار كهرمان مرعش جاء أيضاً باعتبارها من المحافظات الحاضنة للأطفال السوريين اللاجئين من مآسي حرب الشام.

وقال "أردنا تقديم رسالة اعتزاز واهتمام فلسطينية بهؤلاء الأطفال الذين ما زالوا ببساطةٍ يحبون القدس رغم آلامهم".

لكنه أشار إلى أنه ما زال على المؤسسات الثقافية أن تبذل الكثير من العمل، للتوسع في نشر الاهتمام بالقدس على صعد الجغرافيا والبعد الزمني والمناهج التعليمية التي تبنى عليها الأجيال.

أما بدر الدجى سنتلي وهو من فريق الإشراف على الفعالية، فأكد أن الهدف منها هو "تذكير الجيل القادم بأن الأقصى خاصة وفلسطين عامة قضية كل مسلم".

الفعالية هدفت لربط الأطفال العرب والأتراك في تركيا بالمسجد الأقصى
الفعالية هدفت لربط الأطفال العرب والأتراك في تركيا بالمسجد الأقصى

تجربة للتكرار
وتفتح كهرمان مرعش ذراعيها للنشاط المقدسي، وفق ما يقول بلال أوغلو المدير العام لمكتبة "كاراجا أولان" الذي أكد أن قضية القدس مهمة لكل تركي، وأن المكتبات الثقافية التركية مستعدة لعقد الفعاليات المرتبطة بالأقصى.

من جهتها، قالت ريما حمود مديرة القسم العربي للأطفال بمكتبة كاراجا أولان أن برنامج الرسم أخرج الأطفال والمشرفين عليهم من أوجاعهم إلى الحلم بتحرير القدس.

بدوره، دعا علي أحمد المدير العام لجمعية "إيثار" لتكامل الجهود الداعمة للقدس في كافة المجالات، مؤكداً استعداد الجمعية لتكرار الفعاليات التي تصب في هذا الإطار.

وكانت فعاليات "أيام الأقصى" للرسم -التي استمرت يومي الثلاثاء والأربعاء- قد شهدت تقديم كلمات للمؤسسات المنظمة حول أهداف الفعالية، وأهمية غرس القيم المقدسية في نفوس الأطفال.

كما شهدت عرض فيلم قصير بعنوان "أطفال الأقصى" بينما قدم الرسام الفلسطيني علاء اللقطة عرضاً تدريبياً على رسم قبة الصخرة سبق افتتاح ورشة الرسم.

وتم خلال الفعاليات توزيع كتاب الفن التعليمي "لفلسطين أنتمي" بينما كرم بيت فلسطين للشعر المؤسسات الراعية والشريكة وطاقم العاملين في الفعاليات.

المصدر : الجزيرة