"عُش" مبادرة شبابية مقدسية للتحرر من الضغوط

كرفان عش في أول ظهور له في قرية عمواس المهجرة (الجزيرة نت)
"عُش" مبادرة شبابية تجمّع حولها المبادرون من شباب القدس (الجزيرة)

أسيل جندي-القدس

"الشباب المقدسي بحاجة لتفريغ موجه لطاقاته حتى يتحرر من الضغوط التي تحيط به من كل الاتجاهات ويشعر أنه منتج وقادر على التغيير"، بهذه الكلمات عبّرت الشابة المقدسية ملاك الشويكي (25 عاما) عن سعادتها بمبادرة "عُش للثقافة والحياة" التي أطلقتها مع مجموعة من شباب القدس مؤخرا.

"عُش" هو عبارة عن كرفان (غرفة متنقلة) يجول به سبعة عشر شاب وشابة مقدسية قرى القدس ومحافظات الضفة الغربية ومناطق الداخل المحتل، وذلك بهدف نشر معلومات عن المناطق المهمشة والمهجرة في فلسطين.

كما يشتمل على تنظيم فعاليات ثقافية أخرى كمناقشة أفلام وكتب وتنظيم المسابقات والألعاب الترفيهية والاستماع لعازفين مختلفين في ربوع الطبيعة الفلسطينية.

وفي حديثها للجزيرة نت، بدت ملاك الشويكي منفعلة لفخرها بولادة هذه المبادرة التي عمل فريقها على إنجازها خلال الشهور الأربعة الماضية. وقالت إنها تمكنت من الانضمام لمشروع "حراك" الذي تنفذه مؤسسة الرؤيا الفلسطينية بعد إجراء مقابلة معها، ومنذ خاضت الدورات التدريبية شعرت بأنها وجدت المكان المناسب لتفريغ طاقتها كشابة مقدسية متحدية الظروف المختلفة.

ملاك الشويكي: نخطط لإحياء فلسطين بفعاليات شبابية توعوية وترفيهية (الجزيرة)
ملاك الشويكي: نخطط لإحياء فلسطين بفعاليات شبابية توعوية وترفيهية (الجزيرة)

حلم يتحقق
كانت انطلاقة "عُش" الأولى في شهر رمضان المبارك حيث نظمت جولة في قرية عمواس المهجرة لعشرات المشاركين الذين انتظرهم الكرفان في نهاية جولتهم ليتناولوا الإفطار الرمضاني على أرض القرية، ثم أقيمت أمسية ثقافية وفنية قبل المغادرة.

وعن الفعالية الأولى، قالت الشويكي "عندما وصلنا عمواس ورأينا العش بانتظار المشاركين والطاولات والكراسي من حوله.. لم نصدق أن حلمنا تحقق، آمنا بهذه الفكرة وكانت مجرد حبر على ورق، والآن تحقق حلم جميل للشباب المقدسي سيجعلنا نفتخر به أينما حللنا".

طارق فرحات (23 عاما) هو أحد القائمين على مبادرة "عُش" يقول عن سبب تسميتها بهذا الاسم إن الطيور تجمع أغصان وقش أعشاشها من أماكن مختلفة، وهكذا عشنا سيزور كل فلسطين ويأخذ من كل قرية ومخيم ومدينة غصنا نضيفه لأغصان العش المقدسي.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت "نخطط لإحياء فلسطين بفعاليات شبابية توعوية وترفيهية لننشر الثقافة الفلسطينية لأبناء الوطن كله ونلم شملنا باجتماعنا مع أهلنا بالداخل المحتل والضفة الغربية ونعرف أكثر عن بعضنا بعضا".

مشاركون في فعالية مبادرة
مشاركون في فعالية مبادرة "عش" بقرية عمواس المهجرة قرب القدس (الجزيرة)

وأكد فرحات أن عدد القائمين على المبادرة ليس كافيا لإحياء فعالياتها، معربا عن أمله في انضمام متطوعين شباب إلى "عُش" ليتمكنوا من التنقل به دون معيقات.

ومن المفترض أن يشارك كرفان "عُش" في الماراثون الذي يقام اليوم الجمعة من قرية لفتا إلى قرية قالونيا المقدسيتين المهجرتين، وسيوزع القائمون على المبادرة بطاقات تعريفية عن قرى القدس المهجرة للمشاركين.

وعن محتويات الكرفان، قال فرحات إنه مجهز بمطبخ صغير يمكنه تلبية طلبات المشاركين في الفعاليات، ويحتوي على طاولات ومقاعد تكفي لستين شخصا، وجهز أيضا بمعدات صوت وإنارة كافية لتنظيم الفعاليات المسائية.

مدير مشروع "حراك" في مؤسسة الرؤيا الفلسطينية أسامة أبو عرفة قال إن "عُش" تحول من مبادرة إلى مشروع بعد استحسان الفكرة والموافقة على دعمها من المشروع ومؤسسة الرؤيا بالإضافة لمجموعة البهاء الشبابية.

أبو عرفة: كل من آمن بـ
أبو عرفة: كل من آمن بـ"عُش" يعمل حاليا على تطويره (الجزيرة)

مشروع حراك
وفي تلخيصه لمشروع "حراك" الذي انبثقت منه المبادرة، قال إنه انطلق مطلع عام 2016 بتنفيذ من مؤسسة الرؤيا الفلسطينية وتمويل من الاتحاد الأوروبي بهدف خلق قيادة شابة في القدس قادرة على المطالبة بالحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يكفلها القانون الدولي الإنساني، ويحتضن المشروع 240 شابا وشابة مقدسية يسكنون في أحياء القدس المختلفة سواء تلك الواقعة داخل الجدار العازل أو خارجه.

ويخضع الشباب لدورات بواقع 120 ساعة تدريبية تتعلق بالمهارات الحياتية والاتصال والتواصل ومهارات العرض، ثم يتعمقون أكثر في الواقع السياسي لمدينة القدس والهوية الفلسطينية، والبحث العلمي النوعي والكمي والمناظرات، بالإضافة لتطوير وتنفيذ المبادرات، وبعد تقسيم الشباب لمجموعات خرجت مبادرة "عُش" المجتمعية التي تختص بالتثقيف والترفيه، ومبادرات أخرى سيتم الإعلان عنها لاحقا.

وحسب أبو عرفة فإن كل من آمن بـ"عُش" يعمل حاليا على تطويره، في وقت يعمل فيه الفريق القائم عليه الآن على وضع اللمسات الأخيرة على أربع أمسيات قادمة "للعش" ستكون بمثابة فعاليات تجريبية يمكن تعديلها، ليرتكز المشروع لاحقا على قاعدة صلبة يفتخر الجميع أنه أطلق بأنامل شبابية مقدسية.

المصدر : الجزيرة