لاجئو القدس بعد سبعين عاما.. أين هم وكم عددهم؟

هبة أصلان-القدس

سبعة عقود مرت على التهجير القسري الجماعي للفلسطينيين من أراضيهم، نكبة بدأت في مايو/أيار عام 1948، وشردت أكثر من 750 ألف فلسطيني، أملوا بالعودة بعد أسبوع أو اثنين، لكن غربتهم طالت، وحقهم بالعودة لم يتحقق حتى يومنا هذا.

أدت النكبة وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى تهجير أهالي 774 قرية ومدينة فلسطينية، وتدمير 531 قرية، بعد أن اقترفت العصابات الصهيونية 70 مجزرة وأبادت قرى كاملة عن بكرة أبيها.

وكان نصيب القدس من النكبة أن هجر أهالي 38 قرية وخربة كان يقدر عدد سكانها في حينها ما بين 75 و78 ألف نسمة، حسب المؤرخ مصطفى كبها، إضافة إلى ما بين 18 و20 ألف نسمة هم أهالي أحياء غربي القدس الأربعة، وهي البقعة والطالبية والقطمون والحي الألماني.

لجوء قسري
ينتمي السواد الأعظم من لاجئي مدينة القدس إلى قرى عين كارم "3689 لاجئا"، ولفتا "2958 لاجئا"، والمالحة "2250 لاجئا"، وبيت محسير "2784 لاجئا"، الذين تشتت شملهم إما باللجوء الداخلي إلى شرقي القدس أو القرى المحيطة بها، كما حدث مع أهالي القسطل الذين لجؤوا إلى بلدة العيزرية شرقا، أو أهالي الولجة وبيت ثول وقالونيا الذي انتقلوا في البداية للعيش في حارة الشرف
.

كذلك، تشتت اللاجئون المقدسيون في مخيمات اللجوء في الضفة الغربية، في مخيم قلنديا شمال القدس، والأمعري والجلزون بمحافظة رام الله، أو في مخيمات الدهيشة والعزة بمحافظة بيت لحم، وعدد منهم لجأ إلى الخليل أو إلى مخيمات اللجوء في الشتات. 

اليوم لا توجد أرقام تفيدنا كم أصبحت أعداد أهالي قرى مدينة القدس المهجرين، لكن تشير آخر إحصائية للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أن أعداد اللاجئين الفلسطينيين عموما قد تضاعفت 9.1 مرات منذ النكبة، مليون و980 ألف منهم يعيشون إما في الضفة الغربية بما فيها القدس أو في غزة.

ويطلعنا سامي مشعشع، الناطق الرسمي باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأنروا"، على وجود 110 آلاف لاجئ فلسطيني من القدس وضواحيها فقط مسجلون في سجلات المنظمة الدولية.

ومعظم اللاجئين يقطنون في مخيم شعفاط البالغ عدد سكانه من اللاجئين 14.887 نسمة، بينما يعيش فيه فعليا وبسبب الهجرة الداخلية ما يزيد عن 23 ألف نسمة، في حين يعيش نحو 14 ألفا بمخيم قلنديا.

ويعيش اللاجئون في المخيمات عموما أوضاعا معيشية صعبة، أهمها وبحسب سامي مشعشع، هشاشة البنية التحتية، فالمخيمات بنيت لتكون محطة مؤقتة قبل العودة.

هذه الهشاشة ومنذ سنوات لم تعد تحتمل التزايد الطبيعي للسكان، فأعداد اللاجئين تزايدت. كما حصلت هجرة داخلية لغير اللاجئين إلى داخل المخيمات، والجميع يعيش على مساحة المخيمات الأساسية التي لم تتواز مع الزيادة السكانية، مما اضطرهم إلى البناء العمودي الذي يفتقر إلى المقومات الهندسية، الأمر الذي ولد اكتظاظا سكانيا.

مشاكل متراكمة
يقول الناطق الرسمي باسم الأنروا إن قدرة المنظمة الدولية أمست تصطدم مع المشاكل التي تعانيها المخيمات، فالاكتظاظ السكاني، مثلا، ولد مشاكل اجتماعية واقتصادية صعبة جدا، وأصبحت المخيمات مستنقعا للعنف والآفات، خاصة مع انتشار البطالة وارتفاع معدلات الفقر والفقر المدقع
.

ومن تلك المخيمات على سبيل المثال لا الحصر، مخيم شعفاط، وهو مخيم اللاجئين الوحيد داخل حدود بلدية الاحتلال بالقدس، وأسس عام 1965 على 100 دونم استأجرتها الأونروا لإيواء 3500 لاجئ طردوا من حارة الشرف داخل البلدة القديمة بالقدس.

اليوم وبعد سبعين عاما على النكبة، يعيش في المخيم ما يزيد عن 23 ألف نسمة، حوالي 15 ألف منهم لاجؤون، وإن تضاعفت مساحة المخيم لكنه لم يعد قادرا على استيعاب المزيد، فيه ثلاث مدارس ومركز صحي وحيد، وقد خنقه الاحتلال بالمستوطنات وجدار الفصل العنصري وحاجز عسكري.

المصدر : الجزيرة