خطوط سفر وحواجز للفلسطينيين تتجاوز القدس

بعد أن كان السائق الفلسطيني يجتاز القدس في التنقل بين مدينة رام الله شمالا ومدينتي بيت لحم والخليل جنوبا، فإنه منذ اتفاق أوسلو يضطر لسلوك طرق بديلة تتجاوز المدينة وتتخللها عدة حواجز محيطة بالقدس.

وترافق مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة في حلقة "المستوطنات آفة تنخر بالاقتصاد الفلسطيني" ضمن برنامج "الاقتصاد والناس" رياض الشويكي أحد سائقي التاكسي في سفر من مدينة رام الله وسط الضفة إلى الخليل جنوبا، وبدل أن تستغرق الرحلة نصف ساعة عبر القدس تستغرق ساعتين في أحسن الأحوال بعيدا عن المدينة.

ففي شمالي القدس يحول حاجز قلنديا الذي يفصلها عن رام الله دون دخول المدينة لغير سكانها، مما يضطر المسافرين إلى الخليل للاتجاه يسارا ليجدوا حاجزا آخر في منطقة جبع على بعد عدة كيلومترات شمال شرق القدس، وهناك تصطف طوابير السيارات ويخضع ركابها للتفتيش والتدقيق في هوياتهم.

بعد طول انتظار يمضي السائق في طريقه شرق القدس مرورا ببلدة حزما التي يغلقها الاحتلال بين الحين والآخر بالمكعبات الإسمنتية والبوابات الحديدة مما يتسبب في اكتظاظ مروري نتيجة وجود حاجز حزما العسكري المؤدي إلى القدس.

وإلى الشرق من القدس يواصل السائق طريقه نحو بلدة العيزرية شرق القدس حيث الاكتظاظات المرورية وغياب القانون نظرا لغياب أجهزة الأمن الفلسطينية.

وبعد عدة كيلومترات يأتي حاجز "الكونتينر" المقام على أراضي بلدة السواحرة شرق القدس، وهو شريان الحياة الوحيد لمدن جنوب الضفة الغربية والذي يربطها بمدن الوسط والشمال، وهنا قد يتسبب إغلاق بوابة الحاجز في تكدس آلاف السيارات على الجانبين.

وبعيدا عن القدس وخارج بيت لحم يمضي الشويكي كسائقي آلاف السيارات الفلسطينية يوميا طريقه نحو الخليل جنوبا، متجاوزا القدس وفي شوارع ضيقة تتضح فيها الفروق بين الشوارع التي يسلكها المستوطنون وتلك المخصصة للفلسطينيين.

واستثمرت إسرائيل مبالغ طائلة لإقامة شبكات طرق تربط المستوطنات في الضفة مع بعضها البعض، وتربطها أيضا بالمدن التي أقامتها بالأراضي المحتلة عام 1948 بهدف تجنيب المستوطنين سلوك تلك الطرق التي يسلكها الفلسطينيون والتي هي أقل جودة وإمكانيات وكثيرة الحواجز، وقد دفعت القدس الثمن الأكبر.

المصدر : الجزيرة