قرية المعلمات.. الخبرة في خدمة المجتمع المقدسي

القدس.فلسطين.قرية المعلمات المقدسيات2.هبة أصلان الجزيرة نت.
بدأت فكرة تأسيس جمعية المعلمات مع 13 معلمة من المتقاعدات (الجزيرة)
هبة أصلان-القدس

تنبهت المعلمة المقدسية فاتنة الفتياني إلى غياب النوادي التربوية والاجتماعية الفاعلة في مدينة القدس، فلزمتها منذ أن كانت معلمة في إحدى مدارس المدينة فكرة تأسيس تجمع للمعلمات، وخاصة المتقاعدات منهن، فبدأت مسيرة الجمعية مع 13 معلمة.

وبالفعل تأسست جمعية قرية المعلمات في القدس عام 2006 واضعة نصب عينيها رؤية تربوية اجتماعية ترتقي بالمجتمع المقدسي.

سعت الجمعية غير الربحية إلى تقديم خدمات تثقيفية وتوعوية وخيرية متطورة من خلال برامج ومبادرات شاملة.

وسخرت مديرتها خبرة أربعين عاما في سلك العمل التربوي بمدارس القدس لخدمة الجمعية، وتحقيق رسالتها وأهدافها التي من بينها رفع مستوى الوعي والمساهمة في تحقيق غايات التعليم في المدينة المحتلة وتحسين مخرجاته، وتوفير الدعم المالي للطلبة المقدسيين.

معلمات متقاعدات
تضم الهيئة الإدارية للجمعية سبع معلمات متقاعدات، وثمانين عضوة في هيئتها العامة، جميعهن من المعلمات المتقاعدات والعاملات وسيدات المجتمع المقدسي
.

قرية المعلمات جمعية نسوية تقدم خدمات اجتماعية وتعليمية في القدس على أيدي معلمات متقاعدات (الجزيرة)
قرية المعلمات جمعية نسوية تقدم خدمات اجتماعية وتعليمية في القدس على أيدي معلمات متقاعدات (الجزيرة)

خطت الجمعية أولى خطواتها في أرض العمل التوعوي والخيري والتطوعي من مكتب متواضع وسط مدينة القدس، مبادرة بتنظيم حفلات الإفطار والغداء الخيري، وبيع الأشياء المستعملة من ملابس وقطع أثاث وأدوات مطبخ وتحف منزلية.

والمردود المادي لهذه الفعاليات البسيطة أسهم في بناء قاعدة مالية لانطلاق النشاطات والفعاليات الأضخم بحجم مستفيدين أكبر، فبدأت بحملات الحقائب المدرسية التي توزع بشكل سنوي على الطلبة المحتاجين، وتنظيم حملات التوعية والتثقيف في المدارس وخاصة تلك التي عزلها الاحتلال خلف جدار الفصل.

وتعدّ المختبرات العلمية المتنقلة وصندوق الطالب من أهم إنجازات جمعية المعلمات. ويستفيد من الصندوق سنويا ما بين 150 و200 طالب مقدسي أغلبهم من طلبة الجامعات، وتجمع أمواله من المتبرعين من داخل القدس وخارجها، وأعضاء الهيئة العامة، أو من طلاب قدامى استفادوا من الجمعية وقرروا أن يردوا الجميل.

ولم تكتف قرية المعلمات المقدسية بدعم جوانب الحياة التعليمية في المدينة المحتلة، بل كان للأسر المحتاجة ولكفالة اليتيم من عملها نصيب، وفي هذا الجانب تنفذ الجمعية حملات شتوية تقدم خلالها أدوات التدفئة والأغطية للعائلات المستورة، وكذلك الحال خلال الأعياد، إلى جانب توزيع الطرود الغذائية ثلاث مرات في السنة.

تؤمن إدارة الجمعية بأهمية المرأة عضوا فاعلا في المجتمع وعنصرا أساسيا في التربية، فتقدم التدريبات التوعوية للأمهات، بالإضافة إلى دورات فنون الطهو، وإدارة المشاريع الصغيرة، والتصنيع والبستنة وإعادة التدوير للملابس القديمة.

هذه الإنجازات تتم في ظروف صعبة تعيشها مدينة القدس، لكن إيمان القائمات عليها بأهمية الاستمرار جعلهن لا يعتمدن على الدعم الخارجي القليل أصلا، لذلك لم يبخلن بتغطية بعض التكاليف من أموالهن الخاصة.

فاتنة الفتيانة تنبهت إلى غياب النوادي التربوية والاجتماعية الفاعلة فبادرت لفكرة تأسيس جمعية المعلمات (الجزيرة)
فاتنة الفتيانة تنبهت إلى غياب النوادي التربوية والاجتماعية الفاعلة فبادرت لفكرة تأسيس جمعية المعلمات (الجزيرة)

مسؤوليات مضاعفة
ليست المشاكل المالية وحدها تؤرق إدارة القرية، بل مجمل العملية التعليمية في مدينة القدس، والتي تواجه سياسات أسرلة وتهويد من قبل أذرع الاحتلال الإسرائيلي المختلفة، وخاصة المُدارة من قبل بلدية الاحتلال بالمدينة
.

في عملها، اعتمدت الجمعية التميز والابداع ومواكبة التطور والمسؤولية الاجتماعية قيما تنتهجها، لذلك أخذت على عاتقها مهمة المساهمة في التوثيق والأرشفة من خلال برنامج حفظ التراث وتعزيز الانتماء للوطن.

وتحقيقا لهذا الهدف، أصدرت الجمعية ثلاثة كتب توثيقية، أولها "رائدات" في مجال التربية والتعليم، الذي صدر بنسختين توثقان الواقع التعليمي للقدس بمراحلها المختلفة، بالإضافة إلى سرد لقصص مربيات مقدسيات ساهمن في نهضة التعليم بالمدينة المحتلة.

أما الإصدار الثالث "مدارس القدس" فيوثق تاريخ مدارس القدس من العهد المملوكي وحتى الانتداب البريطاني لفلسطين، وجميع الكتب من إعداد المربية المقدسية سمية الخالدي.

المصدر : الجزيرة