#أنقذوا_إسراء… حملة للإفراج عن أسيرة مقدسية جريحة

القدس.فلسطين. أنقذوا إسراء حملة لإنقاذ الأسيرة الجريحة إسراء جعابيص.هبة أصلان.الجزيرة نت
تعنّت الاحتلال دفع عائلة إسراء -للمرة الثانية في ثلاثة أعوام- إلى إطلاق حملة لإنقاذ ابنتها (مواقع التواصل)

هبة أصلان-القدس

ثلاثة أعوام مضت وجراح الأسيرة الفلسطينية إسراء جعابيص ابنة بلدة جبل المكبر جنوب القدس، تأكل جسدها الذي يزداد وضعه سوءا مع استمرار اعتقالها وهي تعاني من حروق التهمت نحو 60% من جسدها ومنعتها من تلبية حاجياتها اليومية الأساسية داخل المعتقل.

وتمنع مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي عائلة إسراء من إدخال الأدوات التي تعين ابنتهم في معتقلها، بعد أن ذاب جلد يديها والتصق ببعضه، فتجدها لا تقوى على تسريح شعرها، أو الاستحمام، أو غسل أسنانها وارتداء ملابسها، أو الأكل دون مساعدة زميلاتها في الأسر.

تصف شقيقتها منى كيف تضم إسراء يديها الذائبتين لتحمل الملعقة وتحاول أن تعتمد على نفسها عند تناول الطعام الذي -نتيجة لعدم قدرتها على التحكم بيديها- يسقط أكثر من نصفه قبل أن يصل إلى فمها، خاصة أن شفتها السفلى هي الأخرى ذابت بفعل النيران.

وتشرح شقيقتها عن محاولاتها العديدة لإدخال كأس زجاجية تستطيع إسراء التحكم بها وحملها، لكن إدارة السجون لم تسمح إلا بإدخال كأس بلاستيكي لم يسمح باستبدالها بواحدة جديدة منذ سنتين ونصف.

نيران تلتهم الجسد
والتهمت النيران جسد إسراء (32 عاما) يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول 2015، عندما أطلق جنود الاحتلال عند حاجز عسكري النار على مركبتها التي كانت تنقل بداخلها أسطوانة غاز اشترتها لمنزلها، لكنها انفجرت وحرقت جسد "إسراء" قبل أن تُعتقل وهي جريحة.

وتستدعي حروق إسراء وآلامها إجراء مجموعة عمليات جراحية، وهو أمر ترفضه إدارة سجون الاحتلال بحجة أن المطلوب عمليات تجميلية.

وتفند شقيقتها أقوال إدارة السجون، مؤكدة أن إسراء تحتاج إلى عمليات تفك التصاق الأذنين بالرأس، والتصاق الأصابع، وعملية تساعدها على التنفس الذي تقوم به عبر الفم.

كما تعاني إسراء من حكة قوية نتيجة الجفاف الذي أصاب جلدها المحروق، وظهرت التقيّحات والدمامل على أجزاء واسعة منه، خاصة حول الأذنين وخلف الرقبة، بالإضافة إلى اليدين اللتين صارت تظهر عظامهما مع مرور الوقت.

تعنت إدارة السجون دفع عائلة إسراء -للمرة الثانية خلال ثلاثة أعوام- إلى إطلاق حملة لإنقاذ ابنتها وإطلاق سراحها أولا، أو تقديم العلاج اللازم لها داخل المعتقل.

حملة ذاتية
وأطلقت العائلة حملة #أنقذوا_إسراء الإعلامية، في محاولة منها للفت النظر وتحريك الرأي العام الفلسطيني والعربي والعالمي باتجاه الضغط على حكومة الاحتلال من أجل إطلاق سراحها أو معالجتها.

ويتفاوت التفاعل مع الحملة التي تشرف عليها شقيقتها منى من مدينة إلى أخرى، وهذا ما يلفت إليه الشاب أحمد الدرك بصفته أحد القائمين على الحملة، حيث يشير إلى التفاعل الكبير في مدينة طولكرم التي ينتمي إليها، بينما يصف هذا التفاعل بالخجول في مدن مثل رام الله والقدس وبيت لحم.

وبحسب أحمد فإن إحدى أهم المشاكل التي تمنع الحملة من الانتشار بالشكل الذي يليق بحجم معاناة أسيرة جريحة، تتمثل في غياب التفاعل عند فئات بعينها كالشخصيات القيادية والكتاب والمثقفين.

أما محمود دردساوي -وهو أحد نشطاء الحملة من الأردن– فيبدو أكثر سعادة بحجم التفاعل مع الوسم الخاص بالحملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المرئية وبعض الإعلاميين الذين يحظى المحتوى الخاص بهم بآلاف المتابعات.

تفاوت في حجم التضامن مع إسراء جعابيص على شبكات التواصل الاجتماعي (الجزيرة)
تفاوت في حجم التضامن مع إسراء جعابيص على شبكات التواصل الاجتماعي (الجزيرة)

تعنت الاحتلال
وتجابَه هذه الحملة بتعنت إدارة مصلحة سجون الاحتلال بشأن علاج إسراء المحكومة بالسجن 11 عاما. وبحسب محاميها طارق برغوث، فإن الخلاف مع الإدارة يكمن في اعتبارها أن ما يحتاجه جسد إسراء المحترق لا يتعدى عمليات التجميل.

ويحذر المحامي برغوث من أن استمرار اعتقال إسراء في هذه الظروف قد يوصل إلى نتائج أو "مصيبة" لا تحمد عقباها، مشيرا إلى أن الخيارات المتاحة حاليا للإفراج عنها تتمثل في ضغط من قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية الذي قد يؤدي إلى العفو عنها من قبل رئيس دولة الاحتلال.

أما السيناريو الثاني المحتمل فهو أن تشكل لجنة خاصة داخل مصلحة السجون تنظر في طلب عائلة إسراء الإفراج عنها، وقد توصي -إن شكلت- بأن حالة الأسيرة لا تسمح لها بالبقاء داخل المعتقل.

وحتى تحقق الحملة أهدافها، تستمر إسراء في العيش مع آلامها، ويبقى وحيدها معتصم (10 أعوام) ينتظر خروجها وعودته إلى حضنها، وهو المحروم من رؤيتها لعدم حصوله على تصريح بدخول القدس وزيارة والدته في سجنها.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي