هل تعود الحياة إلى أمانة القدس؟

المركزي الفلسطيني يختتم اجتماعاته مساء اليوم
المجلس المركزي الفلسطيني قرر الاثنين إعادة تشكيل مجلس أمانة العاصمة (الجزيرة)
ميرفت صادق-رام الله

بعد أكثر من نصف قرن على تأسيسها، يتوجه الفلسطينيون إلى تفعيل "أمانة القدس"، وهي أول مجلس بلدي منتخب للمدينة تم تشكيله عام 1963 وحلّته سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعد احتلالها بالكامل عام 1967.

وقرر المجلس المركزي الفلسطيني في ختام اجتماعاته بمدينة رام الله الليلة الماضية إعادة تشكيل مجلس أمانة العاصمة عبر صيغة ديمقراطية تمثيلية مناسبة ومتوافق عليها وطنياً.

وسبق القرار في الجلسة الأولى أمس الاثنين تمرير أعضاء المركزي بالإجماع توصية بإعادة تشكيل الأمانة التي تتخذ من العاصمة الأردنية عمّان مقرا لها منذ حلها الاحتلال الإسرائيلي بعد حرب 1967.

بلدية ظل
وقالت عضوة المجلس التشريعي عن محافظة القدس جهاد أبو زنيد إن موضوع إعادة تشكيل "أمانة القدس" طرح كبند للنقاش في جلسة المجلس المركزي، "ولكن اتفق على بحث آلياته في اجتماع خاص لاحقا
".

وأوضحت أن عددا من أعضاء المجلس اقترحوا دعوة ألفي شخصية مقدسية لانتخاب مجلس جديد لأمانة العاصمة، سواء في البلاد أو في العاصمة الأردنية عمان، حيث مقرها الحالي.

جهاد أبو زنيد: تشكيل أمانة القدس سيحال إلى اجتماع خاص لاحقا (الجزيرة)
جهاد أبو زنيد: تشكيل أمانة القدس سيحال إلى اجتماع خاص لاحقا (الجزيرة)

وقالت النائبة المقدسية للجزيرة نت إن الأمانة الجديدة ستقوم بمهمة "بلدية ظل" مع وجود بلدية للاحتلال في القدس، وتنفذ كل ما للمجالس البلدية من مهام لخدمة السكان، على أن يتوفر لها ميزانية واضحة.

وتنظر السلطة الفلسطينية إلى أنشطتها في القدس كعمل سيادي في المدينة التي تنظر إلى شقها الشرقي بما فيه البلدة القديمة والمسجد الأقصى؛ كعاصمة للدولة الفلسطينية.

وفي الجلسة الافتتاحية للمجلس المركزي التي حملت عنوان "القدس عاصمة فلسطين" وجاءت ردا على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، أعلن الرئيس محمود عباس رفضه مقترحات عربية بإعلان بلدة "أبو ديس" عاصمة للفلسطينيين، وقال إن "القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية".

وقال عضو المجلس المركزي والقيادي في الجبهة الشعبية من القدس عمر شحادة إن التوجه إلى إعادة تشكيل أمانة القدس قد يكون "معنويا"، لكنه اعتبره خطوة مهمة لتوحيد مرجعيات العمل الفلسطيني المتعددة لمنظمة التحرير والسلطة وحركة فتح والمؤسسات غير الحكومية في القدس وضواحيها تحت مظلة واحدة.

وأضاف أن من شأن هذه الخطوة -في حال تنفيذها- أن تضع خطة عمل شاملة للقدس تستجيب للاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية، ويناط بها حماية المقدسات وتعزيز قطاعي الإسكان والصحة لتثبيت صمود المقدسيين في مدينتهم.

وتابع شحادة أن الاحتلال لن يسمح بنشاط لبلدية فلسطينية في القدس، لكن وجودها يشكل استمرارية لواقع السيادة الفلسطينية التي كانت موجودة على الأرض قبل احتلال عام 1967، ويثبت أن التغييرات التي أحدثها الاحتلال في الواقع الإداري والسكاني مخالفة للقانون الدولي.

 شحادة: من شأن هذه الخطوة أن تضع خطة عمل شاملة للقدس (الجزيرة)
 شحادة: من شأن هذه الخطوة أن تضع خطة عمل شاملة للقدس (الجزيرة)

وحسب المصادر التاريخية، فقد تشكلت أمانة القدس عام 1963 برئاسة أمينها روحي الخطيب الذي سبق أن عيّنته الحكومة الأردنية في منصب رئيس مجلس المدينة عام 1959 قبل أن تتحول إلى أمانة. واستمرت الأمانة في عملها حتى سقوط ما تبقى من القدس تحت الاحتلال في حرب عام 1967.

حل الأمانة
وفي أعقاب ذلك أصدر جيش الاحتلال أمرا بحل أمانة القدس وضم أملاكها ومحتوياتها إلى بلدية الاحتلال الإسرائيلي، وتحويل موظفيها إلى مستخدمين مؤقتين لديها. كما قرر إبعاد أمينها روحي الخطيب بموجب قرار من وزير الجيش الإسرائيلي آنذاك موشيه ديان.

وتفيد المصادر أن الخطيب استمر في إجراء اتصالاته مع العالم من موطن إبعاده لنصرة القدس، حتى سمح له الاحتلال بالعودة إليها عام 1993، أي قبل عام واحد من وفاته.

وسمّت منظمة التحرير الفلسطينية بعد ذلك رفيقه زكي الغول -ابن بلدة سلوان- "أمينا للقدس" في منصب معنوي، ولا يزال يقيم في العاصمة الأردنية عمان، وهو واحد من أعضاء قليلين على قيد الحياة ممن شاركوا في تأسيس أمانة القدس قبل الاحتلال، إلى جانب روحي الخطيب والطبيب صبحي غوشة.

ويمثل الغول مدينة القدس في اجتماع البلديات العربية وبلديات جنوب أفريقيا وأميركا، وكذلك في المؤتمرات العربية والإقليمية، ومؤتمرات المدن التراثية العالمية.

المصدر : الجزيرة