برصاص الاحتلال.. الخطيب فقد عينه ومحمود أصبح كفيفا

صورة الطفل المصاب عمار الخطيب- أصيب برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط في بلدة حزما بالقدس
عمار الخطيب ينتظر تركيب عين زجاجية بدل اليمنى التي فقدها بسبب رصاصة معدنية مغلفة بالمطاط
ينتظر الطفل المقدسي عمار الخطيب (17 عاما) تركيب عين "زجاجية" له بدل عينه اليمنى التي فقدها بسبب رصاصة معدنية مغلفة بالمطاط أطلقها عليه جندي إسرائيلي يوم الـ 28 من يوليو/تموز الماضي.

وروى الخطيب للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال -وفق بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- ما حدث معه ذلك اليوم والذي غير مجرى حياته للأبد، قائلا إنه أصيب عندما خرج من منزل أسرته ببلدة حزما شرق القدس بعد المغرب لشراء حاجيات للمنزل.

ووفق الحركة العالمية فإن الخطيب ليس أول طفل يفقد إحدى عينيه بسبب رصاص الاحتلال "المطاطي" أو "الإسفنجي"، مؤكدة أنها وثقت عدة حالات لأطفال أصيبوا بشكل مباشر في وجوههم، ستة منهم على الأقل فقدوا إحدى أعينهم جراء الإصابة.

وقد ساعد عدد من المسعفين الذين وجدوا بالمكان الخطيب، ونقلوه لمركز طبي بالبلدة لكن بعد نقله إلى مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله تبين أن عينه تضررت بشكل كامل، فجرى تحويله إلى قسم العيون في مستشفى النجاح بمدينة نابلس، لتعذر تحويله إلى مستشفى العيون في القدس بسبب عدم نجاح عملية التنسيق، وهناك جرى خلالها استئصال عينه اليمنى بسبب الضرر الذي لحق بها، وفق الحركة العالمية.

وقال الخطيب "ما تعرضت له كان مؤلما جدا، وعندما أتذكر ما حصل معي أشعر بالحزن على عيني التي فقدتها، فحياتي اليومية قبل الإصابة اختلفت الآن، ولن أستطيع ممارسة هواياتي كما السابق".

وتؤكد الحركة أن إطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط أو "الإسفنجي" صوب الرأس بشكل متعمد "يعد جريمة" بكل المقاييس، حيث حكم الجندي مطلق النار على الضحية بالإعاقة مدى الحياة.

وأوضحت أن الإصابة بالوجه التي تؤدي لانفجار العين هي من نوعيات الإصابة التي لا يمكن علاجها مما يتطلب تدخلا جراحيا لوقف النزف وعمل جراحات تجميلية بالمستقبل، وكذلك تأهيل المصابين نفسيا واجتماعيا ومهنيا حتى يستطيعوا مواصلة حياتهم، خاصة أن معظمهم لن يتمكن من العودة لحياته الأولى قبل الإصابة.

وذكرت الحملة أن المصاب الذي فقد إحدى عينيه يحتاج لتركيب عين "زجاجية" حتى تتحسن أوضاعه النفسية والجمالية، خاصة الأطفال لأنهم في حالة نمو متواصل وفقدان العين يقلل من نمو محجرها، موضحة أنه بعد مرور عدة سنوات يصبح هناك اختلاف في حجم المحجرين بشكل ملحوظ، مما يحدث تشويها لمظهر الشخص المصاب.

ومن الحالات التي وثقتها الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال سابقا -في هذا السياق- حالة صالح محمود الذي يبلغ من العمر الآن 14 عاما، من قرية العيساوية بالقدس المحتلة، الذي أصيب يوم الـ 13 من نوفمبر/تشرين الثاني 2014، برصاصة "إسفنجية" بوجهه من مسافة قريبة أدت لتفجر عينه اليمنى والتسبب بكسور في عظام الوجه".

وتابعت الحملة أن العين اليسرى تضررت بنسبة 85% وقتها، واليوم فقد صالح النظر كليا في عينه اليسرى، ليحكم عليه الاحتلال بالعيش كفيفا إلى الأبد.

ونقلت عن والده قوله لشبكة تلفزيونية إن صالح أصبح يقضي معظم وقته بالبيت، وهو الآن يتعلم مهارات جديدة للتكيف مع وضعه الجديد، مشيرا إلى أن ابنه مكث في غيبوبة لما يقارب 26 يوما، وأجرى حوالي ثماني عمليات، وقال "العين الأولى فُقدت فورا والثانية ضعفت رغم العمليات، وللأسف لم يكن هناك أي مجال".

وأكد الأب أنه اضطر إلى أخذ قرض من البنك لزراعة عين "زجاجية" لولده، وأن هذه العين يجب أن تتغير كل خمس سنوات تقريبا، مشيرا إلى أن المحاكم الإسرائيلية من يوم الإصابة وحتى اليوم وهي تماطل وتقول إن التحقيق لم ينته بعد.

المصدر : الجزيرة