"صنع في القدس" تصاميم تراثية تجوب العالم

القدس.فلسطين.نتالي طحان مصممة أزياء مقدسية.هبة أصلان.الجزيرة نت
نتالي ركزت بالمجموعة الثانية من تصاميمها هذا العام على نقشات التطريز الخاصة بعدد من المدن الفلسطينية (الجزيرة)
هبة أصلان-القدس
تجوب تصاميم الشابة المقدسية نتالي طحان العالم حاملة وسم "صنع في القدس" لتعرف العالم وبأسلوب عصري بنقشات الأثواب الفلسطينية التقليدية التي طبعتها على الأقمشة، ضمن مشروع ريادي خاص يتخذ من المدينة المقدسة المحتلة مقرا له.

أطلقت نتالي مطلع العام الجاري المجموعة الثانية من تصاميمها، أسمتها "الطبعة الفلسطينية" ركزت فيها على نقشات التطريز الخاصة بمدن القدس والخليل ويافا ورام الله وغزة، وهي النقشات التي تمثل للمصممة اللغة التي تعرف بـ فلسطين ومدنها وقراها.

فلسطينيا فإن لكل مدينة أثوابها التقليدية الخاصة بها، وتتنافس نساء المدن حتى يومنا هذا بإظهار جمال أثوابهن ونقشاتها، فالثوب ليس مجرد قطعة قماش تغطي البدن، وإنما مطرزات تمثل بطاقة تعريف بالسيدة التي ترتديه، وسبب التباهي والفخر.

لغة النسوة
تقول المصممة الشابة "خلال دراستي أيقنت أن التطريز لغة حقيقية تعبر عن النسوة، فالثوب يمكن أن يشي لنا بالحالة الاجتماعية للسيدة، متزوجة، مطلقة أو أرملة، ومن أي مدينة وأحيانا إلى أي عائلة تنتمي، وهذا يتم من خلال النقشات والألوان".

.. ووظفت الحاسوب لخدمة التراث الفلسطيني وفتحت لمشروعها أسواقا خارجية
.. ووظفت الحاسوب لخدمة التراث الفلسطيني وفتحت لمشروعها أسواقا خارجية

في مشغلها الصغير داخل منزلها بحي راس العامود بالمدينة المحتلة، تعرفنا نتالي بنقشات بلاط الأقصى وسور القدس وشجرة الحب وهي نقشات خاصة بالقدس، ونقشات سروة يافا وقرص نجوم الخاصة بمدينة يافا شمال فلسطين.

الناظر إلى تصاميم نتالي يظنها قطع قماش مطرزة يدويا، لكن الشابة العشرينية أضفت لمساتها العصرية عندما حولت خيوط التطريز التي تحتاج ساعات من العمل المضني إلى قطع فنية طبعت نقاشاتها بدقة متناهية على أقمشة الساتان والحرير.

تمر عملية إنتاج تصاميم نتالي بمراحل عدة صعبة تبدأ بجمع النقشات ورسمها بدقة عالية على جهاز الحاسوب من خلال برامج خاصة، فأي نقشة زائدة أو ناقصة كفيلة بتحويل الثوب الذي يخص مدينة القدس مثلاً لثوب خاص بيافا أو غزة والعكس صحيح.

باستثناء الطباعة على القماش، فإن جميع مراحل الإنتاج تتم يدويا، وصولا إلى وضع وسم "صنع في القدس" على التصاميم التي تجوب عدة دول عربية قبل أن تصبح جاهزة للعرض عبر متجرها الإلكتروني، في عملية تستغرق من الوقت والجهد الكثير.

.. وحرصت على التفريق بين أنماط التطريز لمختلف المحافظات الفلسطينية
.. وحرصت على التفريق بين أنماط التطريز لمختلف المحافظات الفلسطينية

"يطبع القماش في دبي ويجلب إلى القدس عبر الأردن، يجهز وتوضع عليه اللمسات الأخيرة قبل أن يعاد شحن القطع إلى دولة قطر التي تعتبر مركزا للبيع للزبائن في الوطن العربي والعالم" تقول المصممة.

وبالرغم من أن تكاليف الشحن باهظة جدا وفق نتالي لكنها تحرص على أن تكون القدس حاضرة في تصاميمها ليس اسما فقط وإنما كمركز لعملية الإنتاج.

تجديد مطلوب
ترى هيام روحانا الباحثة في التراث الفلسطيني ومصممة الحلي أن التجديد الذي تقوم به نتالي وقريناتها من الشابات الفلسطينيات مطلوب ومهم، وفيه مساهمة في وصول التراث الفلسطيني للعالم ومواجهة محاولات طمسه من قبل الاحتلال.

طموح نتالي يتمثل بتوسيع خط إنتاجها وفتح صالة عرض لتصاميمها في إحدى صالات العرض العالمية 
طموح نتالي يتمثل بتوسيع خط إنتاجها وفتح صالة عرض لتصاميمها في إحدى صالات العرض العالمية 

ووفق هيام فإن ظروف الحياة الحالية أجبرتهن على أن يكن عمليات أكثر في جميع التفاصيل، وموضحة أن اقتناء السيدات لتصاميم نتالي الجاهزة للارتداء يلبي هذه التغيرات "فالتصاميم هي نسخ مستحدثة من الأصل وليست تغيير الأصل".

وتؤكد الباحثة والمصممة المقدسية أن محاولات التجديد وتلبية جميع الأذواق يجب ألا تكون على حساب الذوق والتغيير في الأصل، خاصة تطريز الماكينات الذي ترى أنه شوه كثيرا من التطريز كفن تقليدي.

طموح نتالي خريجة كلية لندن للأزياء يتمثل بتوسيع خط إنتاجها وفتح صالة عرض لتصاميمها في إحدى صالات العرض العالمية، فهي ترى أن التراث وقدرات الشباب الفلسطيني يستحقان أن يأخذا مكانهما ويقدران عالميا.

المصدر : الجزيرة