480 أسيرا مقدسيا في السجون الإسرائيلية

2-باب السلسلة القدس المحتلة، قوات الاحتلال تعتقل شابا في باب السلسلة
الاحتلال الإسرائيلي اعتقل أكثر من 3400 فلسطيني من القدس منذ عام ونصف (الجزيرة)

أسيل جندي-القدس

يحل يوم الأسير هذا العام بينما الاحتلال الإسرائيلي يعتقل في سجونه 481 فلسطينيا وفلسطينية من القدس المحتلة، من بينهم 74 قاصرا، يُحتجز ستة منهم تقل أعمارهم عن أربعة عشر عاما بمراكز الأحداث الإسرائيلية، كما يخضع حاليا نحو عشرين مقدسيا للتحقيق بمركز تحقيق المسكوبية غربي القدس.

ومنذ اندلاع الهبة الشعبية الأخيرة مطلع أكتوبر/تشرين الأول عام 2015، استهدف الاحتلال كافة شرائح المجتمع المقدسي لا سيما الأطفال الذين يُختطفون بعد منتصف الليل من منازلهم أو من مدارسهم على يد المستعربين والقوات الإسرائيلية الخاصة.

لم تقتصر الانتهاكات بحق أطفال القدس على الاعتقال بل تعدت ذلك إلى التنكيل بهم أثناء التحقيق وإصدار أحكام جائرة بحقهم، حسب رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب، الذي يرى أن السلطة التشريعية الإسرائيلية تعد جزءا من النظام العنصري الظالم الذي يخدم مصلحة الاحتلال، بإعطائها الضوء الأخضر للقضاة بالحكم على الأطفال بالسجن الفعلي لمدة طويلة قد تتجاوز عشرة أعوام بتهمة رشق الحجارة أو حيازة سكين.

حملة الاحتلال في القدس اشتدت مع اندلاع هبة القدس في أكتوبر/تشرين الأول 2015 (الجزيرة)
حملة الاحتلال في القدس اشتدت مع اندلاع هبة القدس في أكتوبر/تشرين الأول 2015 (الجزيرة)

اختطاف وترهيب
يؤكد أبو عصب أن الاحتلال يهدف من وراء الملاحقة إلى خلق الرعب في قلوب الأطفال، وإيصال رسالة لذويهم بأنهم في حال تركوا أبناءهم يدافعون عن الوطن والمسجد الأقصى سيكون مصيرهم الزج بالسجون واستنزافهم اقتصاديا من خلال الغرامات.

احتلت القدس المرتبة الأولى بين المحافظات الفلسطينية بأعلى معدل اعتقال منذ اندلاع الهبة الأخيرة وحتى نهاية شهر مارس/آذار الماضي إذ اعتقل 3414 مقدسيا، 30% منهم قاصرون.

واستهدف الاحتلال خلال السنوات الماضية المرابطات في المسجد الأقصى اللاتي اعتدن على تلقي العلم في مصاطبه، وتعرضت هذه الفئة بالتحديد للملاحقة المتمثلة بالتفتيش والاحتجاز والاعتقال وإدراج أسمائهن على "القائمة السوداء" الممنوعة من دخول الأقصى، بالإضافة لعقابهن بحرمانهن من التأمين الصحي الأمر الذي أثر على عائلاتهن بشكل مباشر.

وانضم قبل أيام النائب في المجلس التشريعي -المبعد إلى الضفة الغربية– أحمد عطون لصفوف المعتقلين بالسجون، في حين يعتبر النائب المبعد محمد أبو طير من أكبر الأسرى المقدسيين سنا بالسجون الإسرائيلية ويبلغ من العمر 67 عاما، وقضى ما مجموعه 33 عاما خلف القضبان.

ويواجه عشرة مقدسيين على الأقل الاعتقال الإداري، كما مضى على اعتقال 14 آخرين بالسجون أكثر من عشرين عاما، وأعاد الاحتلال اعتقال سبعة من محرري صفقة وفاء الأحرار عام 2011 وأعيد لخمسة منهم الحكم بالسجن المؤبد.

يُعد الأسير المقدسي وائل قاسم صاحب أطول حكم بالقدس، إذ يقضي حكما بالسجن لمدة 35 مؤبدا، بالإضافة إلى خمسين عاما، بما يعادل 3515 عاما، واتهمته سلطات الاحتلال بالمسؤولية عن عملية فدائية أدت إلى مقتل 35 إسرائيليا.

الأسيرة الجريحة شروق دويات تنتظر حكما بالسجن قد يصل إلى 16 عاما (الجزيرة)
الأسيرة الجريحة شروق دويات تنتظر حكما بالسجن قد يصل إلى 16 عاما (الجزيرة)

أمهات وقاصرات
تقبع خلف القضبان 17 أسيرة مقدسية بينهن 7 أمهات وقاصرتان، وتعد شيرين عيساوي أقدم وأكبر الأسيرات المقدسيات، في حين تواجه الفتاة الجريحة شروق دويات من بلدة صورباهر أطول مدة حكم تصل إلى ستة عشر عاما قضت منها عاما ونصف العام واتهمت بمحاولة تنفيذ عملية طعن في البلدة القديمة بالقدس.

ويخضع حاليا 25 مقدسيا بين قاصر وبالغ للحبس المنزلي، كما أبعدت سلطات الاحتلال منذ مطلع الشهر الجاري أكثر من مئة مقدسي عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة كإجراء احترازي سنوي قبيل حلول عيد الفصح اليهودي.

ويأخذ ذوو أسرى القدس على عاتقهم زيارة أبنائهم على حسابهم الشخصي بعد إقدام المنظمة الدولية للصليب الأحمر في شهر يوليو/تموز الماضي على تقليص زيارات السجون لزيارة واحدة شهريا بدلا من زيارتين، وحتى الآن انطلق الأهالي ب 45 زيارة بادروا إليها بشكل تطوعي بمساعدة لجنة أهالي الأسرى المقدسيين.

ويتزامن حلول يوم الأسير هذا العام مع انطلاق إضراب مفتوح عن الطعام للأسرى داخل سجون الاحتلال، ويشارك معظم أسرى القدس بهذا الإضراب الذي دعت إليه الحركة الأسيرة.

المصدر : الجزيرة