من يتعهّد زيتون الأقصى في موسم قطاف ثماره؟

القدس-المسجد الأقصى-تعدو لجنة زكاة القدس طلاب المدارس للمشاركة في قطاف الزيتون-تصوير جمان أبوعرفة--16-10-2017-الجزيرة نت
لجنة زكاة القدس تتولى هذا العام قطف ثمار نحو ستمئة شجرة زيتون بالمسجد الأقصى (الجزيرة)
جمان أبو عرفة-القدس
من بين ملايين أشجار الزيتون في فلسطين، تتفرد أكثر من ستمئة شجرة بموقع مُقدّس في المسجد الأقصى يزيدها قداسة. وتغوص جذور بعض هذه الأشجار إلى آلاف السنين، وبعضها قبل احتلال المسجد وبعده، لكنها لم تسلم من عبث الاحتلال.

يشرف قسم الزراعة التابع لمديرية الأقصى المبارك على بساتين المسجد وأشجاره التي تحتل جزءا كبيرا من مساحته البالغة 144 دونما، وتغلب عليها المساحات المزروعة بأشجار الزيتون، إلى جانب أشجار الصنوبر والسرو.

كما يعمل في قسم الزراعة مزارعان اثنان يتوليان عمليات التشجير وحرث الأرض وسقاية الأشجار والعناية بها، وتقوم المديرية باستدعاء مزارعين إضافيين وقتَ الحاجة.

عطاء داخلي
تمنحُ دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس عطاء داخليا لقطف ثمار زيتون المسجد الأقصى، وقد تولت العطاءَ في السنوات العشر الأخيرة لجنة زكاة القدس.

يهدف إشراك الطلاب بقطف ثمار الزيتون إلى ربطهم بالمسجد الأقصى
يهدف إشراك الطلاب بقطف ثمار الزيتون إلى ربطهم بالمسجد الأقصى

ويؤكد مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني للجزيرة نت أن الاحتلال منع العام الماضي إدخال مئتي فسيلة زيتون من باب الأسباط، وقام بمصادرتها إلى غير رجعة.

ويُبيّن أن لجنة الزكاة توكل عامليها بمهمة القطف، بالإضافة إلى بعض العائلات الفقيرة التي تأخذ أجرا لقاء مساهمتها بهذه المهمة، كما تتواصل اللجنة مع مدارس القدس التابعة لمديرية التربية والتعليم الفلسطينية وتؤمن لطلابها حافلات تقلهم إلى المسجد الشريف للمشاركة في قطاف الزيتون.

مدرسة الفرقان الإسلامية بالقدس تشارك للسنة الرابعة على التوالي في قطف ثمار زيتون المسجد الأقصى -شأنها شأن العديد من المدارس- حيث قامت الأسبوع الماضي بإرسال طالباتها من المرحلة الإعدادية.

وتقول منى جولاني المعلمة بمدرسة الفرقان إن الطالبات توجهن من الصباح إلى مكتبة المسجد الأقصى لمشاهدة فيلم توعوي عن قطاف ثمار الزيتون وآلياته، ليبدأن بعدها القطاف قرب باب الرحمة شرق المسجد الذي تمتلئ البساتين حوله بأشجار الزيتون.

وتؤكد المعلمة للجزيرة نت أن هذا النشاط يهدف لربط الطالبات بالمسجد المبارك وتشجيعهن على خدمته وإعماره.

وبينما يقوم بعض المصلين بقطف ثمار الزيتون بشكل فردي والاستفادة منه طلبا لبركته وفرادته، توزع لجنة زكاة القدس زيتونَ الأقصى وزيته على العائلات الفقيرة في القدس والضفة الغربية، أو تقوم ببيعه وتحويل ثمنه لهذه العائلات، كما تقوم أيضا بشراء الزيت والزيتون من بعض المزارعين الفلسطينيين وتعطيه لهم بعد انتهاء توزيع زيتون الأقصى.

مدارس القدس تشارك في حملات توعية لقطف ثمار الزيتون بالمسجد الأقصى 
مدارس القدس تشارك في حملات توعية لقطف ثمار الزيتون بالمسجد الأقصى 

تدخل الاحتلال
وتراجع إنتاج أشجار زيتون الأقصى موسم القطاف بشكل نسبي، ويبيّن الشيخ الكسواني للجزيرة نت أن سلطات الاحتلال تقف وراء التراجع هذا، حيث تقتلع شرطة الاحتلال أي شجرة تُزرع داخل المسجد بدون موافقته ويهددون المزارع الذي يزرعها، في الوقت الذي يمنعون فيه إدخال الفسائل الجديدة والأسمدة والمبيدات اللازمة لرعاية الشجرة وزيادة إنتاجها.

ويضيف شيخ الأقصى أن الشرطة تراقب عن كثب أعمال المزارعين، وفي حال قام أحدهم بحرث الأرض أو زراعتها يجد شرطة الاحتلال بالمرصاد.

وتطال القيود والعراقيل لجان إعمار المسجد الأقصى أيضا حيث يُمنع موظفوها من إدخال المواد اللازمة والقيام بعملهم داخل المسجد المبارك، ويتعرضون للتهديد والاعتقال.

ويختم الشيخ الكسواني بأن الاحتلال يتدخل في كل شيء على أبواب المسجد وداخله "وحرصه على عدم قيامنا بحرث أرض الأقصى والاهتمام بأشجاره يحمل دلالات مشبوهة، في ظل استمرار الحفريات أسفله التي تمس بشكل مباشر بجذور الأشجار".

المصدر : الجزيرة