فلسطينيون يعتصمون رفضا لنقل السفارة الأميركية للقدس

فلسطين-نابلس- اعتصام ضد نقل السفارة الأمريكية للقدس
ندد الفلسطينيون في اعتصامات بمدن الضفة بما سموه الخذلان الأميركي للشعب الفلسطيني (الجزيرة نت)
عاطف دغلس-نابلس

تزامنا مع توجه الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب لتولي رئاسته الجديدة للولايات المتحدة، خرج آلاف الفلسطينيين في مدن مختلفة بالضفة الغربية بعد ظهر اليوم رفضا لنيته نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى مدينة القدس.

وبعبارات "ترمب ترمب يا قذارة.. أوعك تنقل هالسفارة" و"يا ترمب ويا مهووس أرض القدس أوعى تدوس"؛ هتف المتظاهرون بمدن رام الله والخليل ونابلس محذرين ترمب من المضي في مشروعه ومتهمين إياه "بالهوس" حين صرح بنيته.

وتعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال حملته الانتخابية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.

خذلان طويل
وشاركت قيادات سياسية ووطنية فلسطينية في فعاليات اليوم، وأكدت في خطاباتها رفض أي خطوة أميركية أو غيرها تفقد الفلسطينيين أملهم في القدس عاصمة أبدية لدولتهم، كما نددت كذلك بالخذلان الأميركي للشعب الفلسطيني المتواصل على مدى سنوات طويلة، والانحياز بشكل كامل لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

متظاهرون فلسطينيون دعوا ترمب للبقاء بعيدا عن القدس وعدم نقل السفارة الأميركية لها (الجزيرة نت)
متظاهرون فلسطينيون دعوا ترمب للبقاء بعيدا عن القدس وعدم نقل السفارة الأميركية لها (الجزيرة نت)

وأكد المتظاهرون، الذين حملوا العلم الفلسطيني، ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني وإعادة الوحدة لمجابهة كل التحديات التي تفرض نفسها على الشعب الفلسطيني وتهدده من الداخل والخارج، ودعوا لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية بما يخدم الجميع ويجعلهم على قلب رجل واحد لمواجهة أي عدوان سافر، وعلقت كذلك لافتات تؤكد رفض الفلسطينيين ولافتات أخرى علقت عليها صور ترمب.

وقال عضو القيادة السياسية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين زاهر الششتري إنهم يبعثون رسالتين مهمتين: أولاهما التركيز على الوحدة الفلسطينية بوصفها الخيار الأمثل لمواجهة المخططات الصهيونية، وإلغاء اتفاق أوسلو وكل الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال.

وقال الششتري للجزيرة نت على هامش فعالية الاحتجاج بمدينة نابلس، إن نقل السفارة يعني تخلي الولايات المتحدة عن حيادها وعن "خيارات التسوية" التي راهن عليها البعض.

وأضاف أن حالة الخذلان التي تعيشها القيادة الفلسطينية من أميركا وغيرها ليست وليدة دعوات ترمب لنقل السفارة فقط، بل مضت عليها سنوات والبعض من القيادة الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير يراهن على ما يسمى مسيرة التسوية "بالمفاوضات العبثية" مع الاحتلال.

من جهته، قال رئيس اللجنة الإعلامية لمفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح منير الجاغوب خلال اعتصام وسط مدينة رام الله إن أي خطوة بنقل السفارة للقدس ستتخذ خطوات عملية لدى الفلسطينيين منها: سحب الاعتراف بإسرائيل والدخول في "اشتباك سياسي وجماهيري فلسطيني مع الاحتلال"، وقال إنهم يتحدثون عن إجراءات وليست تهديدات.

ترمب تعهد في حملته الانتخابية بنقل سفارة بلاده إلى القدس (الجزيرة نت)
ترمب تعهد في حملته الانتخابية بنقل سفارة بلاده إلى القدس (الجزيرة نت)

الخاصرة الأضعف
وأضاف متحدثا للجزيرة نت أن القرار الدولي 181 قسم فلسطين إلى دولة فلسطينية ٤٥٪‏ من أرض فلسطين وإسرائيلية ٥٥٪‏ من أرض فلسطين، وجعل مدينتي القدس وبيت لحم تحت وصاية دولية؛ "بالتالي فإن نقل السفارة الأميركية للقدس تنكر لكل المواثيق الدولية ويساعد إسرائيل على ضم كل القدس لها شرقية وغربية، وبالتالي القضاء على مستقبل السلام في المنطقة والدخول مجددا في موجة من ردات الفعل الفلسطينية والعربية والإسلاميةً التي على إسرائيل والولايات المتحدة تحمل عقباتها".

ووفق المحلل السياسي الدكتور عمر جعارة فإن الفلسطينيين خذلوا أنفسهم بتوقيعهم اتفاق أوسلو وتأجيلنا موضوع القدس، مضيفا "الإسرائيلي قال أولا القدس ونحن قلنا ذلك بعده".

وقال إنه لا معنى لنقل السفارة إلا المزيد من ضعف المنظومة العربية، "وفلسطين هي الخاصرة الأضعف في هذه المنظومة وأضحت مستباحة منذ أن وقعت أوسلو".

المصدر : الجزيرة