دعوة إسرائيلية لعزل المزيد من الأحياء المقدسية

A view of Jerusalem's Old City with its distinctive golden Dome of the Rock, one of the holiest sites in the Islamic world on the Hareem el-Sharif (The Noble Sanctuary), known to Jews as the Temple Mount, 15 January 2017, looking from the Mount of Olives in East Jerusalem. The al-Aqsa Mosque is left of the Dome, the Jewish Quarter behind that, and the Moslem Quarter to right and center. Representatives from around 70 countries and international organisations are meetin
مسؤولون ببلدية الاحتلال في القدس يؤيدون عزل الأحياء العربية عن المدينة (الأوروبية)

الجزيرة نت-القدس

مع تزايد حدة التوتر والعمليات الفلسطينية في القدس، أخذت الأصوات الإسرائيلية المنادية بعزل الأحياء المقدسية تتزايد، وكان آخر ما طرح دعوة من كاتب إسرائيلي كبير لإخراج الأحياء العربية -وخاصة حي جبل المكبر- من المدينة.

وطالب شالوم يورشاليمي الحكومة الإسرائيلية بإعلان خطة سياسية تقضي بنقل الأحياء العربية في القدس إلى السلطة الفلسطينية، بعد أن أثبتت الأوضاع القائمة في المدينة أن الإجراءات السياسية والميدانية الإسرائيلية لضم هذه الأحياء فشلت بصورة كبيرة، في ظل ما وصفها بالظروف الكارثية والخطيرة التي تعانيها المدينة.

وأشار المحرر السياسي لموقع "أن آر جي" العبري في دعوته التي نشرها الموقع مؤخرا -وقال إن مسؤولين ببلدية الاحتلال بالقدس يؤيدونها- إلى تدهور الأوضاع الأمنية عقب تزايد العمليات الفلسطينية، وتراجع الخدمات المعيشية المقدمة للعرب الفلسطينيين في الأحياء العربية.

انتقام للعمليات
وذكر يورشاليمي -وهو من سكان القدس، وخريج الجامعة العبرية في العلوم السياسية- أن من الأحياء المطلوب أن تسلمها إسرائيل للسلطة الفلسطينية، تلك التي خرج منها منفذو الهجمات الفلسطينية وتحولت إلى ما سماها "أماكن معادية لليهود".

يورشاليمي أطلق على خطته اسم
يورشاليمي أطلق على خطته اسم "جبل المكبر أولا" للتخلص من بلدة يقطنها أكثر من ثلاثين ألف مقدسي (الجزيرة نت)

وهنا ينقل عن نائب رئيس بلدية القدس مائير ترجمان، قوله إنه "لم يعد ممكنا العيش الموحد فيها بين الفلسطينيين واليهود"، وإن رئيس البلدية نفسه نير بركات يعلم ذلك جيدا، ويعتقد بعدم وجوب التمسك بجميع أحياء القدس العربية، لكن الخشية من سيطرة حماس على هذه المناطق تحول دون المضي في الخطة.

وأوضح يورشاليمي أن من أسباب إعلان خطته بتسليم بعض الأحياء العربية المقدسية للسلطة الفلسطينية، زيادة الفجوات القائمة بين شرقي القدس (المحتلة عام 1967) وغربيها (المحتل عام 1948)، واصفا الانتقال من غرب القدس إلى الأحياء العربية بأنه يشبه العودة من القرن الحادي والعشرين إلى القرن الثامن العشر.

ورأى الكاتب في الظروف المعيشية السيئة لأحياء القدس العربية من نقص الخدمات، وتمييزها السلبي عن التجمعات الاستيطانية اليهودية فيها، مؤشرا على توجه إسرائيلي رسمي بالتضييق على سكانها الفلسطينيين.

وأوضح أن ما يؤكد فشل خيار ضم القدس والحاجة الماسة لعزل هذه الأحياء عن المدينة الأم، أن الهدوء الذي تمرّ به هذه الأحياء بين هجوم وآخر أو توقف المواجهات بين العرب واليهود، مرده إلى خشية الفلسطينيين من العقوبات التي تفرضها إسرائيل، كسحب الهويات، ودفع مستحقات التأمين الوطني.

وتابع الكاتب أن إسرائيل مزقت التواصل الفلسطيني بين سكان هذه الأحياء المقدسية وبين الضفة الغربية، كما أن المقدسيين يرون في الإجراءات الإسرائيلية داخل المسجد الأقصى محاولة يهودية للسيطرة على المسجد الأقصى، قاصدا بذلك تزايد الاقتحامات الإسرائيلية للحرم القدسي، سواء الرسمية الحكومية من الوزراء ونواب الكنيست، أو المستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة.

ووجه الكاتب انتقاده لما وصفها بالسذاجة الإسرائيلية التي دفعت صناع القرار لإقامة جدار فاصل بين حي جبل المكبر وحي الشيخ سعد، لأنه -وفق تقديره- أسفر عن معاناة المقدسيين في كلا الحيين.

‪بلدة جبل المكبر مستهدفة بحجة أنها صدّرت أبرز منفذي عمليات الدعس وإطلاق النار على قوات الاحتلال في القدس‬ (الجزيرة-أرشيف)
‪بلدة جبل المكبر مستهدفة بحجة أنها صدّرت أبرز منفذي عمليات الدعس وإطلاق النار على قوات الاحتلال في القدس‬ (الجزيرة-أرشيف)

جبل المكبر أولا
وفضل يورشاليمي إقامة الجدار بين الأحياء العربية -مثل جبل المكبر- ونظيرتها اليهودية لأنه سيمنع العمليات والطعن وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة، مما يتطلب إعادة هذه الأحياء العربية في القدس للسلطة الفلسطينية لتتولى المسؤولية عنها، أو بمعنى أدق إضافتها إلى المناطق "ب"، حيث السيطرة الإدارية والمدنية للسلطة، والسيطرة الأمنية والعسكرية لإسرائيل، وفق تعبيره.

وأشار إلى أن من مسوغات ما وصفها بالخطة الجديدة أن جبل المكبر يعيش فيه 32 ألف فلسطيني، وبإمكان إسرائيل تسليمه وباقي أحياء القدس العربية للسلطة الفلسطينية، وهي خطوة يرى أنها ستحظى بتأييد المجتمع الدولي، وتحسن صورة إسرائيل المتراجعة في العالم.

واقترح الكاتب تسمية دعوته بـ"جبل المكبر أولا"، زاعما أنها كفيلة بإعفاء إسرائيل من المسؤولية عن مئة ألف فلسطيني من سكان القدس ممن سيعزلهم الجدار عن المدينة ويلحقهم بالسلطة الفلسطينية.

المصدر : الجزيرة