المواصلات لحسم ملف القدس وشطب حل الدولتين
محمد محسن وتد-القدس
يسابق الاحتلال الإسرائيلي الزمن لحسم الصراع مع الفلسطينيين، فإلى جانب المراوغة في المفاوضات للعقد الثالث على التوالي، يواصل مشاريعه الاستيطانية وسياسة التضييق وتشديد الحصار على الفلسطينيين لخلق وقائع تحول دون حل الدولتين.
السيادة والسيطرة
يرى مخطط المدن والمحاضر في معهد إسرائيل للتقنية (التخنيون) يوسف جبارين أن إسرائيل حسمت قضية القدس وحولتها إلى قلب المشروع الصهيوني في فلسطين التاريخية، من خلال شبكة مواصلات وطرق تشكل حلقة وصل للمدينة مع كافة المناطق، "وبذلك تحسم جغرافيا فلسطين كوحدة إسرائيلية واحدة دون أي ذكر للشعب الفلسطيني".
ويوضح جبارين في حديثه للجزيرة نت أن شبكة القطار التي تصل القدس ستربطها ببيسان والجليل شمالا، ولأول مرة سيدخل القطار أراضي 1967 باتجاه الأغوار والحدود مع الأردن، ليس فقط لربط المشاريع الاستيطانية، وإنما لإنجاز القرار التاريخي بربط الضفة الغربية عضويًّا مع إسرائيل.
ما يحذر منه المهندس الفلسطيني هو تفكيك فكرة دولة فلسطين "بأن تتحول القدس إلى محور المواصلات الرئيسي والجوهري في فلسطين التاريخية، من خلال أضخم مشروع سكة حديد وشبكة أنفاق وجسور معلقة وطرقات التفافية".
وتابع أن المشروع يمر بتخوم أحياء شعفاط وبيت حنينا والبلدات السكنية الفلسطينية في القدس وبالتالي عزلها ومحاصرتها، مشيرا إلى أن تلك الشبكة ستتحول إلى شبكة واحدة من المواصلات في فلسطين التاريخية بغرض السيادة المطلقة على الجغرافيا وضم الكتل الاستيطانية والسيطرة على أكبر مساحة من الأرض، فضلا عن تحقيق تفوق عسكري وسيطرة أمنية.
أمر عسكري
وبالعودة قليلا إلى الماضي فقد تم اعتماد شبكة الطرقات ومشاريع المواصلات الموصلة إلى القدس بموجب الأمر العسكري رقم50 للطرقات الصادر عام 1983، وهو ما يتم الآن حسب مدير دائرة الخرائط ونظم المعلومات في مركز الدراسات العربية الدكتور خليل تفكجي.
أما هدف إصرار المؤسسات الإسرائيلية على تنفيذ هذا المخطط وفرض الحقائق على الأرض فهو -حسب تقدير تفكجي- منع أي مقترح لأي تسوية سياسية، وفي النهاية تصفية القضية الفلسطينية ومنع إقامة حتى حكم ذاتي للفلسطينيين، مع ثبيت فكرة "أرض إسرائيل الكبرى" كدولة واحدة من البحر (المتوسط) إلى النهر (نهر الأردن) واعتبار العرب مجرد مجموعات".
وقال إن شبكة الطرقات ومشروع المواصلات الاستعماري المنطلق من القدس يهدفان إلى شطب مصطلح دولة فلسطين من القاموس، "فالتصميم والتخطيط للطرقات بمثابة أخطبوط لتكوين شبكة إسرائيلية من الطرقات توظف أيضا لأهداف أمنية وعسكرية، عدا عن كونها رافعة اقتصادية وشريان مواصلات دوليا".