الأسرى المقدسيون في السجون الإسرائيلية

سلطات الاحتلال كثفت من اعتقال الأطفال وأبناء الشبيبة بالقدس والضفة
الاحتلال اعتقل قرابة 1700 مقدسي منذ سبتمبر/أيلول الماضي (الجزيرة)

أسيل جندي-القدس

 

يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي 509 أسرى من مدينة القدس، من بينهم عشرة أطفال تقل أعمارهم عن 14 عاما، يعتقلون في مراكز الأحداث في عكا وطمرة ويركا، بالأراضي المحتلة عام 1948.

ويخضع الأطفال بالسجون لقوانين صارمة أشبه بسجون البالغين، ويعد الطفل المقدسي محمد حوشية من البلدة القديمة بالقدس المحتلة أصغر طفل مقدسي بهذه المراكز، ويبلغ من العمر 12 عاما.

كما تقبع خلف القضبان عشر سيدات من القدس، ثلاث منهن متزوجات، بالإضافة لخمس قاصرات تقل أعمارهن عن 18 عاما، ويبلغ عدد القاصرين الذكور 118.

ويعتبر النائب بالمجلس التشريعي محمد أبو طير أكبر الأسرى المقدسيين سنا بالسجون الإسرائيلية ويبلغ من العمر 66 عاما، وقضى ما مجموعه 33 عاما خلف القضبان وصدر بحقه أمر بالإبعاد عن القدس منذ سنوات.

الأطول حكما
يُعد الأسير المقدسي وائل قاسم صاحب أطول حكم بالقدس، إذ يقضي حكما بالسجن لمدة 35 مؤبدا، بالإضافة لخمسين عاما، بما يعادل 3515 عاما، واتهمته سلطات الاحتلال بالمسؤولية عن عملية فدائية أدت لمقتل 35 إسرائيليا.

‪المقدسي وائل قاسم محكوم بالسجن المؤبد 35 مرة وهو الأعلى حكما بين الأسرى المقدسييين‬ (الجزيرة نت)
‪المقدسي وائل قاسم محكوم بالسجن المؤبد 35 مرة وهو الأعلى حكما بين الأسرى المقدسييين‬ (الجزيرة نت)

ويواجه 53 مقدسيا أحكاما بالسجن تزيد على 25 عاما، في حين تصل مدة محكومية بعضهم لمئات السنين، كما أمضى ثمانية أسرى مقدسيين أكثر من عشرين عاما داخل السجون حتى الآن.

ويتوزع الأسرى المقدسيون على معظم السجون، لكنهم يتركزون في سجون النقب ومجدو وجلبوع، في حين تقبع الإناث في سجني الدامون والشارون، وعدد من القاصرين يقبعون في سجن أوفك مع الجنائيين.

ويبلغ عدد الأسرى المقدسيين الذين يخضعون لـ الاعتقال الإداري 23 أسيرا، بينهم أربعة قاصرين. وشهدت محاكم الاحتلال في الآونة الأخيرة تصعيدا ملحوظا في الأحكام الصادرة بحق القاصرين المتهمين بإلقاء الحجارة، وذلك بتوصية من وزيرة العدل المتطرفة إيليت شاكيد.

وأقدمت سلطات الاحتلال منذ منتصف سبتمبر/أيلول الماضي على اعتقال 1705 مقدسيين منهم 87 سيدة، و22 فتاة و595 قاصرا 76 منهم دون سن الـ14، و35 مسنا اعتقل معظمهم خلال الأيام الماضية، وأصدر بحق عدد منهم أوامر إبعاد عن المسجد الأقصى لفترات متفاوتة، بالإضافة إلى 890 شابا.

وأفرج عن عدد كبير من هؤلاء المعتقلين بعد خضوعهم للتحقيق وصدور لوائح اتهام بحقهم، ومنهم من تم تحويله للحبس المنزلي، وأُبعد آخرون عن البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك.

وزادت نسبة اعتقال النساء والأطفال في القدس خلال العام الحالي، ولوحظ اتباع أساليب الترهيب أثناء الاعتقال حيث تم اختطاف الكثير من الأطفال على يد وحدة المستعربين، أو مداهمة المنازل بعد منتصف الليل وتخويفهم والاعتداء على ذويهم أثناء الاعتقال.

اعتقال محررين
وفي يونيو/ حزيران 2014، أعيد اعتقال سبعة مقدسيين ممن تحرروا في صفقة وفاء الأحرار أواخر عام 2011، وفرضت الأحكام السابقة بحقهم معظمها أحكام بالسجن المؤبد.

ويبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال حاليا سبعة آلاف أسير، بينهم سبعون أسيرة وأكثر من أربعمئة  طفل، وتحتجز سلطات الاحتلال الأسرى في 22 سجنا ومركز توقيف وتحقيق إلى جانب معتقلي عتصيون وحوارة التابعين لجيش الاحتلال.

وتقول منظمات حقوقية إن الأطفال يتعرّضون خلال فترة اعتقالهم لأساليب متنوعة من التعذيب والإهانة منذ لحظة الاعتقال، إضافة إلى رحلة تنقلهم بين السجون وإلى المحاكم عبر عربة البوسطة (حافلة أشبه بشاحنة) الحديدية والتي تستغرق أحيانا 14 ساعة يمنع خلالها الأسرى من قضاء حاجتهم وتُقدم لهم وجبة طعام واحدة.

ووفق حقوقيين، انتزعت من العديد من القاصرين اعترافات بالقوة والتهديد وحكموا غيابيا، بينما يقبع حاليا سبعون مقدسيا في الحبس المنزلي داخل القدس المحتلة وخارجها ومعظمهم من القاصرين.

المصدر : الجزيرة