محاولات لتغيير صورة الدروز بين المقدسيين

ندوة تعريفية بالدروز الرافضين للتجنيد في القدس فلسطين تصوير محمد أبو الفيلات1
ناشطون دروز أكدوا أن تشويه صورتهم بدأ قبل النكبة بترويج روايات كاذبة (الجزيرة نت)

محمد أبو الفيلات-القدس

شارك عشرات المقدسيين مساء أمس الاثنين في ندوة ثقافية بادرت بها مجموعة من الشباب سعيا منها إلى تسليط الضوء على الدروز الفلسطينيين، بهدف تغيير النظرة السائدة عنهم في المجتمع المقدسي والفلسطيني بشكل عام.

ووفق منظمي الندوة فإن المقدسيين لا يعرفون الدروز إلا من خلال رؤيتهم كجنود في جيش الاحتلال يقومون بمنعهم من دخول المسجد الأقصى، أو من خلال إيقافهم وتفتيشهم على الحواجز، وعليه كان عقد الندوة في مقر الجالية الأفريقية بالبلدة القديمة من القدس لتعريف المجتمع المقدسي بالدروز ومن يقرون بفلسطينيتهم ويرفضون التجنيد الإجباري في جيش الاحتلال. 

واستضافت الندوة مندوبين من حملة "ارفض.. شعبك بيحميك" والتي أطلقها دروز رافضون للخدمة العسكرية عام 2014؛ وتهدف لتوعية الدروز بخطورة الخدمة العسكرية، وضرورة مناهضتها.

وعمل الاحتلال الإسرائيلي قبل النكبة على فصل الدروز عن مجتمعهم الفلسطيني من خلال نشر ثلاث روايات كاذبة فندها الناشط بالحملة خالد فراج. وأوضح أن من بين الأكاذيب "وجود رابط دم بين اليهود والدروز منذ عهد النبي موسى عليه السلام" ودحضها بقوله إن الدروز ظهروا في زمن الدولة الفاطمية.

فراج قال إن الدروز لم يطلبوا أن يكونوا جزءا من المجتمع الإسرائيلي 
فراج قال إن الدروز لم يطلبوا أن يكونوا جزءا من المجتمع الإسرائيلي 

فصل متعمد
وأضاف أن الكذبة الثانية هي ترويج الاحتلال بأن الدروز يحالفون القوي ويناصرونه، موضحا أن هذا غير صحيح. واستشهد بالثورة السورية الكبرى ضد الانتداب الفرنسي، حيث كان قائد ومحرك الثورة هو الدرزي سلطان باشا الأطرش "فلم يحالف الدروز القوي بل ثاروا ضده". 

أما الكذبة الثالثة -يتابع فراج- فتتمثل في الادعاء بأن الدروز هم من طلبوا أن يكونوا جزءا من المجتمع الإسرائيلي عن طريق مشايخهم، لكن الحقيقة أن ثلاثة آلاف من مشايخ الدروز اعترضوا على الخدمة العسكرية ورفضوها رفضا قاطعا حين فرضت عام 1956. 

وبين أن إسرائيل تحاول دائما فصل الدروز عن عروبتهم وفلسطينيتهم، فقامت في الستينيات بفصل المحاكم الشرعية لفصل الدروز الذين كانوا يحتكمون في المحاكم الشرعية الإسلامية، وخصصت لهم منهاجا تعليميا خاصا يقوم على أسرلة عقول الطلاب. 

وذكر فراج أن إسرائيل تسوق بأن 83% من الدروز يؤدون الخدمة العسكرية، لكنه يؤكد أن نسبة الذين يؤدونها لا تتجاوز 48%، ولا يصل عددهم إلى ألف جندي.

من جهتها قالت الناشطة بحملة "ارفض.. شعبك بيحميك" ميسان حمدان إن الحملة تعمل في محورين: تشكيل عنوان للشباب الدروز الذين يرفضون التجنيد، وكسر الصورة النمطية السيئة المأخوذة عن الدروز. مشددة "ليس كل الدروز يخدمون بالجيش، والذين يخدمون في الجيش هم أيضا ضحايا للاحتلال ويجب توعيتهم". 

ميسان حمدان: حملة
ميسان حمدان: حملة "ارفض.. شعبك بيحميك" عنوان للشباب الدروز الذين يرفضون التجنيد

عقوبة الرفض
وأوضحت ميسان حمدان أن حراك "ارفض.. شعبك بيحميك" يتكون من عدة فرق منها الفريق المؤسس والذي يكون دوره التخطيط واتخاذ القرار، وفريق إعلامي يهدف لتوعية الدروز داخل فلسطين وخارجها بالحراك، وفريق دعم الرافض والذي يقوم بمرافقة الرافضين والوقوف بجانبهم. 

أما الرافض للتجنيد الإجباري رأفت حرب فعرض خلال الندوة تجربته مع رفض التجنيد، وقال: أنا نشأت في أسرة خضعت للتجنيد الإجباري فإخوتي الذين يكبرونني جميعهم خدموا في الجيش، وعندما قررت عصيان الخدمة العسكرية لم يكن هذا الوقع سهلا عليّ ولا على عائلتي.

وبين أن كل رافض يتعرض للسجن عقابا له على رفضه للتجنيد ومحاولة للضغط عليه حتى يحيد عن عصيانه، وأنه سجن لمدة أسبوع في أحد السجون العسكرية ولم يخرج من السجن إلا عندما قام بالتمثيل أنه مجنون ولا يصلح للخدمة العسكرية، موضحا أن رافضي التجنيد يسجنون لمدة مفتوحة وغير محددة قد تصل إلى سنوات.

ووفق معطيات حملة رفض الخدمة فإنها نجحت خلال عامين فقط في رفع نسبة رافضي التجنيد حتى وصلت إلى الربع، بحيث رفض مئة التجنيد من أصل أربعمئة درزي تجب عليهم الخدمة.

المصدر : الجزيرة