مرابطو الأقصى.. اعتقال وتعذيب وأحكام قاسية

فلسطين - المرابط خليل العباسي في محكمة الاحتلال بالقدس
المرابط العباسي حكم عليه بالسجن 14 شهرا وغرامة مالية باهظة بتهمة الانتماء لتنظيم محظور (الجزيرة نت)
محمد أبو الفيلات-القدس 

"إذا كان حب المسجد الأقصى جريمة فنحن نفخر بذلك". كلمات المعتقل خليل العباسي خلال جلسة محاكمة انعقدت الخميس الماضي في محكمة الاحتلال المركزية بالقدس، فهو كما يقول نجله اعتاد المواظبة على الصلاة في المسجد الأقصى منذ سنوات طويلة، حتى قبل أن تصبح اقتحامات المستوطنين علنية وقانونية، وفق مفهوم الاحتلال.

ويقبع العباسي في سجن أيشل في منطقة بئر السبع (جنوب فلسطين المحتلة) وتحديدا في قسم 10، وهو محروم من الزيارة العائلية ضمن حملة العقوبات الإسرائيلية على المعتقلين المتهمين بالرباط في الأقصى. 

فبعد نحو ستة أشهر من الترقب لما سيكون عليه مصير المرابطين الذين اعتقلهم الاحتلال الإسرائيلي أواخر مارس/آذار الماضي، على خلفية انتمائهم لما أعلنه الاحتلال الإسرائيلي تنظيما محظورا (المرابطون والمرابطات)، أدين مؤخرا ثلاثة فلسطينيين بالرباط في المسجد الأقصى، لتتضح بذلك عقوبة الرباط.

فقد حكمت محكمة الاحتلال المركزية في القدس على كل من المقدسيين خليل العباسي ونجيب القواسمي، ومحمد جبارين من مدينة أم الفحم في الداخل الفلسطيني بالسجن الفعلي 14 شهرا، وغرامة مالية بقيمة أربعة آلاف دولار أميركي، بذريعة انتمائهم لما سمته "تنظيما محظورا"، ومحاولتهم إعاقة اقتحام المستوطنين المسجد الأقصى. 

تنظيم محظور
وجاء الحكم على الفلسطينيين الثلاثة استنادا إلى قرار وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان، الذي أصدره في سبتمبر/أيلول 2015 باعتبار المرابطين والمرابطات تنظيما محظورا. 

وفي حديث للجزيرة أكد فراس العباسي أن والده المعتقل خليل تعرض لأشد أنواع التحقيق دون مراعاة سنه، إذ كان يُحقق معه ساعات طويلة، تستمر من الصباح حتى فجر اليوم التالي، منددا بالحكم الصادر بحق والده.

وأشار إلى أن قوات مكافحة الإرهاب الإسرائيلية اعتقلت والده (59 عاما) من داخل المسجد الأقصى بتاريخ 23 مارس/آذار الماضي، واقتادته إلى زنازين سجن "بيتح تكفا". موضحا أن سلطات الاحتلال كانت تجري لوالده محاكم سرية دون تبليغ محاميه بها، كما حرمته المحكمة من الجلوس مع المحامي شهرا كاملا منذ اعتقاله. 

من جهته، أوضح دفاع المعتقلين بتهمة الرباط أنها المرة الأولى التي تقوم فيها محكمة الاحتلال بإدانة المرابطين فعليا، حيث وجهت لهم تهما إضافية علاوة على انتمائهم "لمنظمة محظورة" كنشاطهم بتلك "المنظمة"، والتكبير في محاولة إزعاج المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى، والقيام بأنشطة مناهضة لاقتحام المستوطنين، إضافة إلى تواجدهم الدائم في المسجد. 

‪الرباط في الأقصى بات تهمة عقوبتها لدى الاحتلال السجن أكثر من عام‬ (الجزيرة نت)
‪الرباط في الأقصى بات تهمة عقوبتها لدى الاحتلال السجن أكثر من عام‬ (الجزيرة نت)

قيد المحاكمة
وقال محامي مؤسسة قدسنا الحقوقية، الموكلة بالدفاع عن الفلسطينيين الثلاثة، خالد زبارقة للجزيرة نت سلطات الاحتلال أعدت لوائح اتهام بحق سبعة فلسطينيين آخرين بتهم مرتبطة بانتمائهم "لتنظيم محظور"، مشيرا إلى أنهم أبعدوا عن المسجد الأقصى وبلدة القدس القديمة لحين إصدار قرار قضائي بحقهم، إذ ستجري محاكمتهم في السادس من الشهر الجاري. 

وتتخذ قضية إدانة المسلمين بالرباط في المسجد الأقصى أبعادا عديدة كما يوضع زبارقة للجزيرة نت؛ "فهي تعدٍ من الاحتلال على حرية الدين والعبادة التي تشرعها كافة القوانين الدولية من جهة، ومحاولة لنزع السيادة الإسلامية والعربية عن المسجد الأقصى من جهة ثانية.

وقال إن هذه القضية تحمل في طياتها نشر الرعب بين صفوف الفلسطينيين حتى يتجنبوا الصلاة في المسجد الأقصى، ويصبح فريسة سهلة أمام المستوطنين.

المصدر : الجزيرة