المسيحيون في فلسطين والقدس

7- بيت لحم-فلسطين-24ديسمبر/كانون أول 2014 المسيحيون قلقون من تناقص عددهم في ظل الاحتلال والوضع العربي (تصوير: عوض الرجوب -الجزيرة نت)

توزيع المسيحيين
تحديات
هجرة إلى الخارج

تضرب جذور المسيحيين العرب عميقا في أرض فلسطين، فالقدس تشع دوما بالحياة وتغذيها، واستقبلت على مر العصور إخوة وأخوات في الإيمان كحجاج مقيمين وعابرين، دعتهم للتعرف على المصادر المغذية لإيمانهم.

الغالبية العظمى للمسيحيين الفلسطينيين والتي تقدر أعدادهم في العالم بستمئة ألف، ذو جذور محلية يتكلمون اللغة العربية ولديهم تاريخ عريق يصلهم بالكنيسة الأم.

القدس رمز للتعايش بين الجميع، وهي إرث مشترك للمسلمين والمسيحيين معا. ومسيحيو القدس، مثلهم مثل مسيحيي بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور ورام الله وغيرها، يتعرضون لمحنة حقيقية هي الهجرة المتفاقمة، التي تتجاوز بكثير معدلات الهجرة السائدة في المجتمع الفلسطيني

يوجد أكثر من 70% منهم خارج الوطن، بينما بقي خمسون ألف مسيحي فلسطيني في الوطن موزعين بين الضفة الغربية التي يقطنها 47 ألفا منهم، والباقي في قطاع غزة. أي أن المسيحيين في فلسطين لا تتجاوز نسبتهم 1.25% من الفلسطينيين الذين يقدر عددهم بأربعة ملايين نسمة عام 2009 في الأراضي الفلسطينية.

توزيع المسيحيين
الروم الأرثوذكس 51%، اللاتين (الكاثوليك) 33%، الروم الكاثوليك 6%، البروتستانت 5%، السريان والأرمن الأرثوذكس 3% لكل منهما، الأقباط والأحباش والموارنة وغيرهم من المسيحيين 2%.

ويصل عدد المسيحيين العرب داخل الخط الأخضر إلى 117 ألفا، ينتمي نحو 66 ألفا منهم لكنائس الروم الكاثوليك وللكاثوليك بشكل عام، و45 ألفا ينتمون للروم الأرثوذكس، بينما ينتمي نحو ستة آلاف للبروتستانت.

القدس رمز للتعايش بين الجميع، وهي إرث مشترك للمسلمين والمسيحيين معا. ومسيحيو القدس، مثلهم مثل مسيحيي بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور ورام الله وغيرها، يتعرضون لمحنة حقيقية هي الهجرة المتفاقمة، التي تتجاوز بكثير معدلات الهجرة السائدة في المجتمع الفلسطيني.

وعلى سبيل المثال، كان عدد المسيحيين في القدس، وفق إحصاء 1922 نحو 14700، والمسلمون 13400 نسمة، بينما بلغوا في إحصاء عام 1945 نحو 29350 نسمة، والمسلمون 30600 نسمة.
وهبط عدد المسيحيين في القدس عام 1947 إلى 27 ألفا، بسبب الأوضاع الحربية التي نشأت في فلسطين عشية صدور قرار التقسيم عام 1947.

وكان يجب أن يصير عدد هؤلاء إلى مائة ألف على الأقل عام 2000، لكن عددهم الفعلي لم يتجاوز 12 ألفا في تلك السنة، وهم اليوم قرابة عشرة آلاف فقط.

وفوق ذلك، فقد خسر 50% من مسيحيي القدس منازلهم في القدس الغربية عام 1948. ثم صادرت إسرائيل 30% من الأراضي التي يملكها مسيحيون بعد الاحتلال عام 1967، وجميع هذه العوامل تضافرت لتجعل من المسيحيين مجتمعا متناقصا باستمرار.

تحديات
يواجه المسيحيون العرب تحديات عدة هي في المحصلة النهائية تحديات تواجه المجتمع العربي ككل؛ ومع ذلك فإن هناك تحديات تتخذ أهمية خاصة، وبالتحديد تلك التي تتعلق بالهجرة وبالأعداد المتناقصة للمسيحيين الفلسطينيين والعرب في الأرض المقدسة.

تصل تقديرات المسيحيين العرب الموجودين في الخارج إلى ثلاثة ملايين، أي ما بين 31% و 22.6% من تقديرات أعداد المسيحيين العرب في العالم العربي اليوم، وتشير هذه الأرقام والمعطيات لوجود تيار هجرة قوي لدي المسيحيين العرب في الشرق العربي

وتؤدي الهجرة من البلد لتناقص الأعداد وتغيير في ديناميكية العلاقات داخل الكنيسة الواحدة، وفي علاقاتها مع الكنائس الأخرى، ومع المجتمع الأكبر ككل.

ولكن تناقص أعداد المسيحيين لا يعود فقط للهجرة وإنما أيضا لعملية التحول الديمغرافي والتي تتميز بنسب ولادة متدنية عند المسيحيين العرب بشكل عام مقارنة ببقية السكان ككل.

وتصل تقديرات المسيحيين العرب الموجودين في الخارج إلى ثلاثة ملايين، أي ما بين 31% و 22.6% من تقديرات أعداد المسيحيين العرب في العالم العربي اليوم، وتشير هذه الأرقام والمعطيات لوجود تيار هجرة قوي عند المسيحيين العرب في الشرق العربي.

من الكنائس التي تتضرر أكثر من غيرها بفعل عامل الهجرة، توجد الكنائس الآشورية والأرمنية والسريانية والمارونية والروم الكاثوليكية بما يتجاوز 50% من أعضائها العرب خارج أرض الوطن الأم.

أما الكلدانيون فإن الأوضاع المضطربة في العراق قد أدت بهم للنزوح سواء لخارج البلد أو داخله حيث يوجد بعض الاستقرار وبعض من الطمأنينة.

هجرة إلى الخارج
وقد أشار مكتب الإحصاء الأميركي عام 2000 إلى أن ثلاثة أرباع العرب المقيمين في الولايات المتحدة (مليون ومائتي ألف وفق سجلات المكتب) هم من المسيحيين العرب.

ولا ينظر الكثير من النشطاء العرب في الولايات المتحدة إلى تلك الأرقام بعين الرضى، إذ يقدرون بأن العدد الحقيقي هو ضعف أو ثلاثة أضعاف هذا الرقم.

بالتالي فإن أخطر ما تعرض له مسيحيو فلسطين، ولا سيما بعد الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967، هو التهويد ومصادرة الأراضي.

فعلى سبيل المثال، صادرت السلطات الإسرائيلية 11 ألف فدان من الأراضي المشجرة بالزيتون في بيت جالا لبناء مستوطنة (غيلو) وصادرت آلاف الدونمات من الأراضي العائدة للمسيحيين لشق طريق سريع يربط المستوطنات اليهودية الواقعة جنوب بيت لحم والقدس.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.