صحافة المواطن والمسؤولية الاجتماعية

التصميم - الكاتب: مبارك بن سعيد آل زعير - عنوان المقال: صحافة المواطن والمسؤولية الاجتماعية

 

أهمية صحافة المواطن
إحصائيات دالة
خصائص الشباب
المسؤولية الاجتماعية
الإعلام الجديد والمجتمع

نشأ مصطلح صحافة المواطن في إطار ما عرف بالإعلام الجديد كظاهرة معقدة ومركبة تولدت نتيجة لتداخل موجات متتالية من الظروف والعوامل المتعلقة بالتطور التكنولوجي الهائل في مجال الاتصال، ذلك التطور الذي أدى إلى ظهور العديد من الأشكال المستحدثة من نظم الاتصال الإلكتروني، وأخرى متعلقة بتأثر الجمهور بعيوب إمكانات الإعلام التقليدي ومحدوديتها.

ولم تكتف الوسيلة الإعلامية الجديدة بالسماح لكل من المرسل والمستقبل بتبادل أدوار العملية الاتصالية، ولكنها أحدثت ثورة نوعية في المحتوى الاتصالي المتنوع من نصوص إلى صور وملفات صوتية ولقطات الفيديو التي انتشرت خلال العامين الماضيين بشكل يستوجب الوقوف أمام الموقف الاتصالي لتدبر أبعاده ودراسة تأثيراته.

فقد انتشرت المواقع التي تتيح للمستخدمين تحميل ملفات فيديو شخصية وعامة بضوابط معينة ليراها الجميع في أنحاء المعمورة، وتحول المستخدم إلى منتج إعلامي بفضل التقنيات الاتصالية الجديدة مثل كاميرات الهاتف النقال وغيرها، حيث ينتج ويبث ما يريد على الإنترنت.

"
تتميز ظاهرة الإعلام الجديد بقدر عالٍ من التفاعلية، وما بعد التفاعلية، ففي السابق كانت مساهمة جمهور الإنترنت محصورة في دائرة رجع الصدى، لكن العلاقة تحررت بعد ظهور المدونات ومواقع التواصل الاجتماعي 
"

ويشير الإعلامي المصري هشام جعفر إلى أن الإعلام الجديد يتصف بالديناميكية والتغير المستمر، مما يؤكد أن مستقبل تلك الظاهرة يدفع للتقارب بين وسائل الاتصال.

فوسائل الإعلام أصبحت تتقارب وتتكامل دون أن تنفي إحداها الأخرى، وهذا التقارب يحدث مع ارتفاع درجة توفر المعلومات، وتيسير بثها والحصول عليها، وارتفاع درجة التنافسية بين الوسائل الإعلامية المهنية وغير المهنية في ما يتعلق بالتعاطي مع الحدث والمصداقية.

كما تتميز ظاهرة الإعلام الجديد بقدر عالٍ من التفاعلية، وما بعد التفاعلية، ففي السابق كانت مساهمة جمهور الإنترنت محصورة في دائرة رجع الصدى للمحتوى الذي يتم بثه أو نشره من خلال المواقع الإعلامية الإلكترونية، التي تعبر عنها أشكال تفاعلية مثل "ارسل تعليقا"، و"تواصل معنا"، و"سجل الزائرين"، على سبيل المثال.

وانتقلت بعد ذلك العلاقة إلى التحرر نسبيا مع وجود المنتديات والمجموعات البريدية، ولكن لم تتح للجمهور حرية الممارسة الإعلامية المطلقة، إلا بعد ظهور المدونات وما تبعها بعد ذلك من ظهور مواقع الشبكات الاجتماعية، ومواقع الفيديو التشاركية، والموسوعات الحرة مثل (ويكيبيديا)، وهذه المواقع تمثل عناصر الانتقال إلى مرحلة ما بعد التفاعلية.

وتجسد هذه المرحلة انقلاباً لنموذج الاتصال التقليدي، بما يسمح للفرد العادي بإيصال رسالته إلى من يريد، في الوقت الذي يريد بطريقة متعددة الاتجاهات، وليس من أعلى إلى أسفل، وفق النموذج الاتصالي القديم.

أهمية صحافة المواطن
إن واقع صحافة المواطن وأنماط الإعلام الجديد يمثل انتفاضة واضحة من جانب المستخدمين والجمهور معاً بشأن المحتوى المنتج، فلم يعد الاهتمام مقتصراً على المحتوى المؤسسي، ولكن تجاوز ذلك إلى المحتوى المنتج من قبل المواطنين أو المهتمين بالمدونات، وهذا خير دليل على بروز ذلك الاتجاه، حيث برزت أهمية عدد من المدونات لما تقدمه من محتوى قد لا يكون موجوداً عند غيره من وسائل الإعلام الأخرى.

"
ساهم التطور النوعي الذي أحدثه الإعلام الجديد في إنشاء مجتمعات عدة، وإن كان يغلب عليها الطابع الافتراضي، إلا أنها تؤدي الوظائف والأدوار التي تقوم بها المجتمعات الفعلية
"

وقد تهيأ لصحافة المواطن واقع جديد، وعوامل عديدة أدت لنشأتها ونشاطها وتوسيع آفاقها، منها سهولة الوصول إلى المعلومات ونشرها في الوقت نفسه، وتحفيز الأفراد لأن يكونوا أكثر فاعلية للحصول على المعلومات.

وساهم هذا التطور النوعي في إنشاء مجتمعات عدة، وإن كان يغلب عليها الطابع الافتراضي، إلا أنها تؤدي الوظائف والأدوار التي تقوم بها المجتمعات الفعلية، وذلك بالإضافة إلى أنه ومن خلال هذه المجتمعات يتم تشارك الاهتمامات والاحتياجات بين الأفراد عبر أدوات الإعلام الاجتماعي.

وقد جاءت شبكة الإنترنت الجديدة لتسمح بالتبادل الثقافي في مختلف المجالات بسهولة ويسر، لذلك تعد تلك الشبكة هي النموذج الأمثل الذي يجسد العولمة بكل ما تحمله من معنى.

إحصائيات دالة
وإلى جانب العوامل والمؤثرات التقنية وتطور تكنولوجيا الاتصالات المتنوعة، أضحت التغيرات السلوكية والفكرية، التي مثلت سمات حديثة للفئات العمرية في مرحلة الشباب، ذات أثر ظاهر في توسع حجم الارتباط بتكنولوجيا الاتصالات المختلفة، وهي كما يبدو متغيرات متداخلة.

وقد أشار تقرير الشبكة العربية لحقوق الإنسان 2009 إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي وصل إلى 58 مليون مستخدم معظمهم من الشباب، وأن عدد الهواتف المحمولة في العالم العربي يبلغ نحو 176 مليونا، وعدد خطوط الهاتف الأرضي بالعالم العربي نحو 34 مليون خط.

كما ذكر التقرير نفسه أن عدد مستخدمي الإنترنت في مصر يبلغ نحو 15 مليونا، وهي أكبر دولة في الوطن العربي من حيث عدد مستخدمي الإنترنت، وأن الجزائر بها أكبر عدد لمقاهي الإنترنت حيث بلغ 16 ألف مقهى ونادٍ للإنترنت.

"
أشار تقرير الشبكة العربية لحقوق الإنسان لعام 2009 إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي وصل إلى 58 مليون مستخدم معظمهم من الشباب،
وتمثل الإناث 34% من المدونين العرب
"

وأضاف التقرير أن عدد المدونات العربية وصل إلى نحو 600 ألف مدونة عربية، الناشط منها 150 ألفا تقريبا، وذلك بنسبة 25% تقريباً من إجمالي المدونات العربية.

وأوضح التقرير ذاته أن الشريحة العمرية الأكثر استخداماً للمدونات هي الفئة العمرية بين 25-35 عاماً بنسبة 45%، ويمثل المدونون العرب فوق الـ35 عاماً نسبة الـ9%.

وتمثل الإناث 34% من المدونين العرب، وتوجد أكبر نسبة للإناث مقارنة بالذكور المدونين في مصر والسعودية من الفئة العمرية من 18 إلى 24 عاماً، حيث تمثل الإناث في مصر 47%، وتليها نسبة المدونين من الإناث في السعودية التي تصل إلى 46%.

واللافت للنظر هو تفوق المدونين من الإناث على نظرائهن من الجنس الآخر في مصر والسعودية في الشريحة العمرية من سن 18 إلى 24 عاماً، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ثقافة الوعي التي أوجدتها تلك الوسائل لهذه الفئة العمرية التي وجدت متنفساً صالحاً للتعبير عن الرأي والتحدث بحرية، والمناقشة في مختلف المجالات دون تقيد بحدود جغرافية ودون خوف من رقابة.

وأشار التقرير إلى أن عدد مستخدمي فيسبوك يبلغ في العالم العربي نحو 12 مليونا، أغلبهم من الشباب، وأكثر الدول استخداما لموقع فيسبوك هي مصر، وهو ما أعطى تأثيرا في حياتها السياسية، خاصة بعد أحداث 6 أبريل والإضراب الشهير في عام 2008، تليها لبنان ثم الجزائر، علما أن مصر هي أكثر الدول العربية استخداماً لموقع يوتيوب، كما ذكر التقرير أن المغرب هو أفضل الدول التي بها تجارب لتجمعات المدونين ونشطاء الإنترنت.

خصائص الشباب
فنحن هنا بصدد الحديث عن النشطاء أو الفاعلين مع أدوات الإنترنت الجديدة، وإذا أخذنا المدونين نماذج لهؤلاء النشطاء فيمكن توضيح أن أهم ما يميزهم هو الحرص على التعبير عن أنفسهم بحرية تامة، وبالطريقة التي تحلو لكل واحد منهم، وقضاء أغلب أوقاتهم أمام أجهزتهم المتصلة بالإنترنت، التي غالبا ما تكون في منازلهم، لسهولة الاتصال دون وقت محدد أو نظام معين يحد من استعمالهم للإنترنت.

"
غالباً ما يلجأ الشباب إلى التثقف والتعرف بشكل مستمر على مجريات الأمور في الساحة المحلية والعالمية، لمواكبة كافة التطورات والتعبير عن آرائهم فيها
"

وذلك إلى جانب أنهم غالباً ما يكونون معارضين أو ساخطين على الأوضاع السياسية أو الاجتماعية الموجودة في الواقع، لذا فإنهم يجدون في أدوات الإنترنت الجديدة متنفساً لهم للتعبير عن تلك الآراء المعارضة.

كما أنهم باتوا أكثر حرصا على التمكن من مهارة التعامل مع الإنترنت بصفة عامة وأدوات الإنترنت الجديدة لإيصال رسالتهم بشكل سريع وسهل.

وهم غالباً ما يلجؤون إلى التثقف والتعرف بشكل مستمر على مجريات الأمور في الساحة المحلية والعالمية، لمواكبة كافة التطورات والتعبير عن آرائهم فيها. علما أن الكثير منهم لا يرجو من نشاطه الكسب المادي، وإنما هدفه الأساسي هو عرض وجهة نظره والتعبير عنها، واستمالة الناس نحوها لتأييدها.

وهذه الفئة لا تجعل من المستوى التعليمي أو العملي أو الحالة الاجتماعية عائقا في سبيل التعبير عن آرائها وتوضيح مواقفها من القضايا المختلفة.

المسؤولية الاجتماعية
الفرص التي يتيحها الإعلام الجديد ترتبط ارتباطاً مباشراً بالمسؤولية الاجتماعية، فصحافة المواطن تعزز الترابط والتكامل مع أفراد المجتمع، بما يتيح فضاءً عاماً صالحاً لتبادل الحوار والتلاقي والتواصل، وتشكيل جسد عام دون اعتبار للفروق الاجتماعية التي تكون بينهم.

وهنا يعمل الإعلام الجديد عبر مجموعة من الأدوات كالمدونات والمنتديات والشبكات الاجتماعية باعتبارها منبراً لتوفير بيئة للنقاش والتفاعل وطرح الآراء وخاصة من جانب الشباب تجاه مختلف القضايا.

"
النمط الإعلامي الجديد حوَّل المستخدمين إلى منتجي رسائل إعلامية، وحقق لهم مفهوم الجمهور النشط بكافة أبعاده، وخطا بهم من مرحلة الجمهور إلى المرسل النشط للمضامين الإعلامية
"

وقد بدأت الصورة تتغير مع قدوم هذا الوافد الجديد، فصار هناك مجال للرأي والرأي الآخر، وبات الإنسان العربي يسأل نفسه بعد التعرض لهذه الوسائل: ماذا يقول الطرف الآخر؟ وتمتد يده بحثاً عن الوسيلة التي تمثل وجهة نظر الآخر، فيتعرض لها ويتبادل المناقشة مع أقرانه عن مختلف القضايا التي تهمه.

فهذا النمط الإعلامي الجديد حوَّل المستخدمين إلى منتجي رسائل إعلامية، وحقق لهم مفهوم الجمهور النشط بكافة أبعاده، وخطا بهم من مرحلة الجمهور النشط إلى المرسل النشط للمضامين الإعلامية، واستطاع إغراء كثير من مستخدمي الإنترنت على مختلف توجهاتهم ومستوياتهم الثقافية، وتمكن من تحويلهم من مستخدمين عاديين يتلقون المعلومة إلى صانعين لها وبلغة وجيزة ومؤثرة.

ويبدو أن أدوات الإنترنت الجديدة وخدماته شكلت معايير وقيماً جديدة، لم تكن مألوفة في هذا الواقع، فقد وفرت فرصة عظيمة للشباب للتحرر من الإعلام الداخلي أو الموجه، وكذلك ملاحقة المعلومات في أي وقت وبكل سهولةٍ ويسر.

ويمثل موقع "الجزيرة توك" مشروعاً رائداً في مجال صحافة المواطن، حيث يهتم بتغطية الأخبار والقضايا التي لا يمكن للمشاهد أن يراها في وسائل الإعلام، وذلك بالتركيز على تصوير الحدث من الزوايا التي تهملها الصحافة، وذلك لإكمال دور بقية وسائل الإعلام، وتمكين المتلقي من تشكيل صورة كاملة حول ما حدث.

ويعتمد "الجزيرة توك" على الصورة وعلى لقطات الفيديو، لما للصورة من قيمة كبرى في التعبير عن الحدث، ويجمع بين التدوين الهاوي الذي يقوم به أي شخص، وبين الاحتراف الصحافي من خلال الالتزام بقواعد العمل المهني من موضوعية ومصداقية وتحرٍ حول الأخبار قبل تنزيلها على الموقع.

ويؤكد المجلس الأعلى للاتصال وتكنولوجيا المعلومات أنه يتدفق نحو 90 ألف زائر يوميا على الموقع، مما لفت انتباه المجتمع الإلكتروني العالمي إلى أن اختارته قناة دوتشفيله الألمانية الشهيرة كأفضل موقع عربي وثاني موقع عالمي، تقديراً لأفكار الموقع الإبداعية ولكونه الرائد في المنطقة.

الإعلام الجديد والمجتمع
ويرى بعض الناس أن هذه الحالة الإعلامية الجديدة لها آثار اجتماعية كبيرة، حيث تحدث متغيرات في قوى الإنتاج عبر الثورة الإلكترونية، مما قد يتناقض مع قيم المجتمع، إلى جانب انتشار البطالة وإهمال البعد الاجتماعي والإنساني، واستيعاب النفوذ الاجتماعي بزيادة تفككه، وإيجاد عادات وأعراف اجتماعية جديدة، وتقليص الخدمة الاجتماعية وإضعاف مسؤولية الدولة وإيجاد التوتر الاجتماعي والغربة واللامبالاة لدى الأفراد.

إضافة إلى أنها تساعد وتؤدي إلى صياغة ثقافة عالمية لها قيمها ومعاييرها، هي ثقافة السوق وتجاوز الثقافة النخبوية وسلب الخصوصية وقطع الصلة بين الأجيال الجديدة بماضيها وتراثها، والتأكيد على الجانب الفردي والنجاح الفردي، وتهميش الثقافة الوطنية واحتكار الصناعة الثقافية.

"
ثورة الاتصال تحقق الانفتاح الذي يؤدي إلى اكتشاف نقاط الضعف والخلل في بنية العلاقات المتبادلة بين الشعوب والأمم والحضارات والثقافات المختلفة
"

فانفصال أدوات الإنترنت الجديدة عن أي قيم أو ضوابط مجتمعية، أصبح عنصر جذب للشباب الساعي إلى الحضور المجتمعي بشكل معين، وتكوين طباع وصفات مختلفة، فهذه الأدوات أتاحت للشباب الظهور بالشخصية المجتمعية التي يريدها ويصورها خياله، حتى إن كانت في مجتمع افتراضي فهو يتعامل على هذا الأساس، لأن هذا المجتمع يوفر له كافة أشكال التفاعل وأوجه الحرية التي يفتقدها في حياته الواقعية.

ومن جانب آخر، فإن هذه الأدوات قد يكون لها دور كبير في تعزيز مكانة الفرد في واقعه المجتمعي الفعلي، فهي تقرب المسافات وتيسر الاتصال والتواصل والتفاعل في أي وقت.

وهناك دراسات تناولت عزلة الفرد داخل العالم الافتراضي، والتفاعل اليومي داخل الشبكات الاجتماعية، فعلى الرغم من أن الفرد يصبح كائنا عالميًّا في تواصله الافتراضي، فإنه يصبح منعزلاً عن الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه ويحيط به، فضلا عما يمكن أن تسببه بعض مواقع التعارف الإباحية أو مواقع الإرهاب وما إلى ذلك من مواقع، مما يؤثر في عقلية وفكر الشباب ونظرته إلى قضاياه ومجتمعه.

أما الإيجابي، فلقد ساهمت هذه الظاهرة في إيجاد أطياف أخرى، وفرص مهمة لمعرفة الحقائق عن قرب، والتعرف على حياة الشعوب، وساهمت في تنمية وعي الأفراد والمجتمعات، وأطلعتهم على عوالم لم يكن من الممكن الاطلاع عليها لولا هذا الإعلام الجديد، وهذه الثورة التكنولوجية المعاصرة.

ورغم التخوف الذي يبديه البعض من الباحثين من تأثيرات ثورة الاتصال، فإن هناك من يدافع ويؤيد ذلك الاتجاه، حيث يرون أن آثار ثورة الاتصال تفيد في الانفتاح الذي يؤدي إلى اكتشاف نقاط الضعف والخلل في بنية العلاقات المتبادلة بين الشعوب والأمم والحضارات والثقافات المختلفة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.