صناعة المخطوط العربي الإسلامي

إعداد/ قسم البحوث والدراسات
نشر مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي ضمن نشاطاته الثقافية، كتابا بعنوان "صناعة المخطوط العربي الإسلامي.. من الترميم إلى التجليد". ويقع الكتاب الذي قدم له السيد جمعة الماجد في 528 صفحة من الحجم المتوسط.

ثلاث جهات مشاركة
والكتاب عبارة عن أعمال ندوة كان مركز جمعة الماجد قد نظمها بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم "الإيسيسكو" وجامعة الإمارات. والندوة المذكورة هي الدورة الثانية لصناعة المخطوط العربي الإسلامي بدءا من الترميم إلى التجليد إلى الفهرسة إلى التحقيق، وكانت قد انعقدت في الفترة من 2 إلى 14 أكتوبر/تشرين الأول 1999.


undefined-اسم الكتاب: صناعة المخطوط العربي الإسلامي من الترميم إلى التجليد
–المؤلف: ندوة
-عدد الصفحات: 528
-الطبعة: الأولى
الناشر: مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي،

وتهدف الدورة إلى الاستفادة من تقنيات صناعة المخطوط المستجدة وإعطاء المشاركين مهارات في هذا الميدان، مما يسمح بالاعتناء بالتراث العربي الإسلامي في مجال المخطوطات. وقد جمعت الندوة 40 مشاركا من 15 دولة عربية وإسلامية، كما ألقى فيها عدد من المتخصصين في مجال المخطوطات العربية بحوثا بلغت 25 بحثا جمعها هذا الكتاب.

مجالات الندوة
وتتمحور البحوث حول صناعة المخطوطات والوثائق وخاصة في مجالات:

  • الفهرسة
  • التحقيق
  • التخزين
  • الترميم
  • تاريخ الخط العربي
  • الحفظ والصيانة
  • التصوير الرقمي
  • الإتاحة الإلكترونية
  • الزخرفة
  • التجليد
  • تقويم المخطوط

البحوث المقدمة
من بين محتويات هذا الكتاب: بحثان للدكتور قاسم السامرائي أحدهما بعنوان "الأرقام العربية في المشرق عربية النجار وفي الغرب الأوروبي سنسكريتية هندية الدثار" والثاني بعنوان "علم الاكتناه والتزوير في الوثائق العربية".

وقد ناقش د. السامرائي في البحث الأول نسبة الأرقام التي تستعمل في الغرب الأوروبي إلى العرب، وذهب الباحث إلى تفنيد الرأي القائل إنها أرقام عربية. وناقش السامرائي نقاشا لا يخلو من حدة الأستاذ عبد اللطيف جاسم كانو وهو صاحب كتاب بعنوان "الأرقام العربية نبع الحضارة الإنسانية"، وفي كتابه يذهب جاسم كانو إلى إثبات الأصل العربي للأرقام المستعملة في الغرب. ويرى السامرائي أن الأرقام المستعملة في المشرق العربي هي الأرقام العربية. وأن لها أصولا فينيقية آرامية نبطية عربية. وأن ما يستعمله الأوروبيون ومن لف لفهم إنما هو أرقام هندية سنسكريتية برهمية.

أما مقال السامرائي الثاني فيعالج علم الاكتناه والتزوير في الوثائق والمخطوطات. وقد استعرض الباحث نماذج من الوثائق والمخطوطات المزورة. وساق بعض الملح والنوادر والطرائف الأدبية في هذا السياق. ولم يهمل الباحث التزوير في العصر الحاضر الذي دخل دور النشر وفشا بين الناس وفي البلدان وشمل الكتب والخرائط واللوحات والوثائق والمخطوطات.

وقد عرج الباحث على السبل التي يستعملها علماء اكتناه التزوير ويعرفون بها كيف سرت هذه الظاهرة الخطيرة إلى الوثيقة أو المخطوط. وهي طرق ومنهجيات تحول عند تطبيقها دون استفحال هذه الظاهرة الخطيرة.


تدل المخطوطات العربية الموجوة بالمعهد الأساسي لأفريقيا السوداء بدكار عاصمة السنغال على مكانة اللغة العربية في بعض البلدان الأفريقية

ومن محاور هذا الكتاب كذلك بحث للدكتور خديم محمد أمباكي الباحث السنغالي وعنوان بحثه "مخطوطات المعهد الأساسي لأفريقيا السوداء"، والمعهد جزء من جامعة الشيخ أنتا جوب بدكار عاصمة السنغال. ويعطي البحث صورة عن المخطوطات العربية في أفريقيا وخاصة في السنغال الذي عرف اللغة العربية والدين الإسلامي منذ عهود مبكرة. وقد تحدث الباحث عن مكانة اللغة العربية في السنغال وعن ظروف المخطوطات العربية بها كما فصل في مقتنيات المعهد الأساسي لأفريقيا السوداء بدكار من المخطوطات معرفا ومصنفا وذاكرا ما تم إجراؤه من تقنيات تنظيمية لهذه المخطوطات.

أما الأستاذ د. حاتم صالح الضامن فله في هذا الكتاب بحثان أحدهما "مخطوطات نسبت إلى غير أصحابها" أشار فيه إلى بعض الكتب المتداولة بين الناس والتي حققت مرارا وطبعت على مر السنين وهي منسوبة إلى غير أصحابها، فمن ذلك مخطوطة نسبت خطأ إلى مقاتل بن سليمان المتوفى سنة 150 هجرية، وأخرى نسبت إلى الثعالبي. أما بحث د. الضامن الثاني فهو بعنوان "المنهج الأمثل في تحقيق المخطوطات" وقد عالج فيه سمات المدرسة العراقية في تحقيق التراث ومن سماتها:



  • تمتاز المدرسة العراقية في مجال تحقيق المخطوطات بسمات علمية وفنية خاصة تميزها عن غيرها

    اتباع التسلسل الزمني في ذكر مصادر التخريج.

  • الاكتفاء في التخريج من الدواوين الشعرية المطبوعة أو المجموعة.
  • الإشارة إلى الخلاف في الرواية إن وجد.
  • الرجوع إلى المراجع القديمة المتخصصة في التراجم.
  • العودة إلى الكتب المتخصصة.
  • تخريج القول من كتب أصحابها إن كانت مطبوعة.
  • عدم إثقال الحواشي بما لا فائدة منه.
  • ضبط النص وإخراجه إخراجا سليما.
  • الاعتماد على الطبعات المحققة تحقيقا علميا.
  • الأمانة العلمية.
  • احترام النص.

وشارك الأستاذ أحمد حسن فرحات ببحث عنوانه "تحقيق المخطوطات في الرسائل الجامعية" بين فيه أهمية الرسالة الجامعية في مجال التحقيق ونبه إلى شروط اختيار المخطوط الذي ينبغي أن يقام بتحقيقه وكيف ترتب النسخ الخطية وكيف توثق النقول وما هي الأمانة العلمية وكيف نقرأ مخطوطا وعرف بالتصحيف والتحريف والخطأ اللغوي والنحوي وخطأ القراءة وهي مزالق كثيرا ما وقع فيها المحقق المبتدئ.
وقدم د. عز الدين بن زغيبة بحثا بعنوان "تحقيق المخطوطات وكيفية التعامل مع المصطلحات" مبينا فيه جملة من المصطلحات والضوابط والشروط والحاجة إلى معرفتها عند تحقيق المخطوطات.

وكان بحث السيد إياد خالد الطباع بعنوان "دلائل تقدير عمر المخطوط ومكان نسخه" معرفا بأنواع الخط العربي وتاريخه وذاكرا مشاهير الخطاطين، ومعرجا على بعض الحيثيات التي تعين على تحديد تاريخ المخطوط مثل:

  • الحواشي
  • الهوامش
  • السماعات
  • القراءات القرآنية

كما ركز الباحث على التجليد وصناعة الورق والحبر والمداد…

وبحث الدكتور عز الدين إبراهيم تناول "الدراسات المتعلقة برسائل النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملوك عصره "مبينا اهتمام المؤرخين والمحدثين بها وكذلك المستشرقين. وناقش الدكتور إبراهيم المشككين في هذه الرسائل مؤكدا أصالتها.

وينتهي الكتاب بعدد من الورقات الفنية ومنها:
الحفظ والإتاحة الإلكترونية من إعداد المهندس مفلح القضاة.
وست ورقات من إعداد السيد بسام الداغستاني وهي:

  1. الترميم الآلي باستخدام الألياف السيللوزية.
  2. المعالجات الكيميائية لأوراق المخطوطات.
  3. صناعة الورق الخاص بالترميم اليدوي.
  4. فن التعريق الرخامي.
  5. التجليد الإسلامي.
  6. ترميم الجلود.

ويعتبر هذا الكتاب مفيدا للمتخصصين في ميدان التراث المخطوط فقد جمع بين التعريف بالمخطوط وتاريخه وقيمته من جهة، كما زود القارئ كذلك بكثير من المفاهيم والطرق التقنية التي تفيد في صيانة وحفظ المخطوط. والكتاب يدخل في نطاق عمل علمي يسعى مركز جمعة الماجد بدبي إلى إرسائه وهو عمل يتركز حول التراث العربي الإسلامي.

وهكذا جاء الكتاب حلقة من حلقات عمل المركز الدؤوب في سبيل حفظ التراث وخاصة منه المخطوطات العربية.

المصدر : غير معروف