تاريخ أفريقيا السوداء

عرض/ إبراهيم غرايبة
هذا الكتاب محاولة أفريقية لعرض تاريخ أفريقيا واستيعابه في كتاب واحد يصلح للدراسة الجامعية ومرجعا للمثقفين والمتابعين من غير الأفارقة، ويحاول الخروج من الهيمنة المنهجية الأوروبية التي تتجاهل أفريقيا وشعوبها ولا ترى تاريخها يبدأ إلا بلحظة معرفة أوروبا واتصالها بالقارة السوداء.


undefined-اسم الكتاب: تاريخ أفريقيا السوداء
–المؤلف: جوزيف كي زيربو، ترجمة: عقيل الشيخ حسين
-عدد الصفحات: 544
-الطبعة: الأولى 2001
الناشر: الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع، مصراتة (ليبيا)

وربما تكون المصادر العربية هي أهم وأول ما قدم معلومات عن أفريقيا وتاريخها، ومن العلماء والرحالة العرب الذين كتبوا عن أفريقيا: ابن فضل الله العمري، وابن حوقل، والمسعودي، وأبو عبيد البكري، وابن خلدون، والحسن (ليون) الأفريقي، ومحمود كعت السعدي، والإدريسي، وبعضهم بالطبع ليس عربيا ولكنه كتب بالعربية ضمن الثقافة العربية، وتمتد الكتابات العربية بين القرنين العاشر والسادس عشر الميلاديين، ويوجد مئات المصادر الأفريقية يعود أقدمها إلى ستمائة عام مضت.


المصادر العربية هي أهم وأول ما قدم معلومات عن أفريقيا وتاريخها، ومن العلماء والرحالة العرب الذين كتبوا عن أفريقيا: ابن فضل الله العمري، وابن حوقل، والمسعودي، وأبو عبيد البكري، وابن خلدون، والحسن (ليون) الأفريقي، ومحمود كعت السعدي

العصور القديمة
لا تختلف أفريقيا عما سواها من الأقاليم والقارات في الاستيطان والنمو البشري والحضري، فقد بدأت التجمعات السكانية فيها بالصيد والرعي ثم الزراعة لتبدأ الحضارة، وكانت مصر القديمة في الألف الرابع قبل الميلاد أهم حضارة أفريقية وإنسانية عرفيت في العصور القديمة، وكان ذلك في العصر الزراعي الذي أفرز حضارات ودولا عريقة ومهمة كالأشوريين والبابليين.

وقد نشأت الحضارة المصرية في حوض نهر النيل وعلى امتداده من قلب أفريقيا وحتى سواحل البحر المتوسط، وكان أهم مركز لها في النوبة شمال السودان وجنوب مصر، ثم تعرضت أفريقيا لموجة اجتياح من الحضارات والدول السائدة بدأت بالآشوريين ثم الفينيقيين ثم الفرس ثم اليونان ثم الرومان، وعرفت أقريقيا منتجات وتقنيات حضارية جديدة وأدخلت إليه الجمال والخيل، وانتقل العرب إلى أفريقيا منذ مرحلة مبكرة في التاريخ عن طريق مضيق باب المندب جنوب الجزيرة العربية، وكان العبور العربي في موجات قبلية أو تحركات تجارية سلمية بطيئة ومتدرجة، وكانت هذه القبائل تستقر في القرن الأفريقي والسواحل الشرقية لأفريقيا(إثيوبيا وأرتريا والصومال وجيبوتي وكينيا وزنجبار).

وثمة إشارات وروايات عن دول وحضارات نشأت في شمال أفريقيا ورحلات بحرية حول أفريقيا قام بها الفينيقيون قبل الميلاد بخمسمائة سنة وكانت لهم دول ومراكز في أفريقيا أهمها قرطاجة (تونس)، وكانت القرون التى أعقبت ميلاد المسيح قرونا غامضة في التاريخ الأفريقي.

وأنشأ الليبيون والأمازيغ (البربر) تجمعات تجارية تسيطر على الطرق والاتصالات بين السواحل وما وراءها وبين داخل القارة الأفريقية، وكان هؤلاء على معرفة وصلة بالصحراء الأفريقية والبحيرات الكبرى وبلاد النيجر والسنغال، ويحتكرون الأسرار والمعلومات حول الطرق والموارد والمناجم في تلك البلاد.

وعندما احتل الرومان شواطئ المتوسط الأفريقية كان يواجههم الطوارق ويحولون بينهم وبين التوغل في أفريقيا، ونشأت في أعماق أفريقيا مستعمرات يهودية من الفارين من الاضطهاد الروماني ومن رعايا دولة سبأ الممتدة في إثيوبيا والتي انتشرت فيها اليهودية، وكان لليهود تجمعات تجارية وحرفية في الواحات الصحراوية والمدن والمراكز التجارية في السنغال وموريتانيا وكثير منهم ذاب في السكان وتخلى عن يهوديته.


لعب الدين والفن والسحر دورا عميقا في صياغة حياة الأفريقي، وعرف الأفارقة الموسيقى والآلات الموسيقية المختلفة، وانتشرت بينهم بالإضافة إلى الوثنية والأرواحية الأديان السماوية الثلاث وهي اليهودية والمسيحية والإسلام

وشهد القرن الأول الميلادي حملات رومانية توغلت في أفريقيا، مثل حلمة القائد الروماني سبتيموس فلاكوس التي انطلقت من فزان (ليبيا) عام 70م وتوغلت في داخل أفريقيا لمدة ثلاثة أشهر، وحملة القائد يوليوس مارتوس عام 86م والتي اجتاحت إثيوبيا وتوغلت في الجنوب، ولكن يبدو واضحا أن الحضور الروماني الحقيقي ظل قريبا من السواحل وكان توغلهم في أفريقيا محدودا ومؤقتا لا يتجاوز حملات ودوريات لا تلبث أن تعود إلى مراكز رومانية محددة وقريبة من البحار.

ونشأت في إثيوبيا امبراطورية قديمة تضرب أصولها في أعماق التاريخ وكانت لها علاقات تجارية ودبلوماسية واسعة مع مصر الفرعونية، وتقول الأساطير الإثيوبية إن إحدى ملكات إثيوبيا وتدعى ماكيدا تعرفت على النبي الملك سليمان بعد علاقات تجارية بين المملكتين لنقل الذهب الأحمر الذي استخدم لبناء الهيكل، ثم تزوجت الملكة من سليمان وأنجبت مالينك، وهي قصة تنطبق على بلقيس ملكة سبأ، وربما كانت الحبشة جزءا من مملكتها، وربما تعود جذور اليهودية في إثيوبيا إلى تلك الفترة، وإلى هؤلاء اليهود ينتسب الفلاشا يهود الحبشة، وأما تسمية الحبشة فقد أطلقها العرب على بلاد إثيوبيا نسبة إلى قبائل الحبشة العربية التي هاجرت إلى هناك، ومن المعلوم أن الممالك العربية اليمنية كانت على صلة بإثيوبيا والقرن والساحل الأفريقي منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد.

ودخلت المسيحية إلى إثيوبيا على يد راهب سوري يدعى فرومونتيوس، وانتشر المذهبان المسيحيان الأريوسي والنسطوري في إثيوبيا ثم هيمنت المسيحية القبطية، وكان كالب ملك إثيوبيا عام 530 يهوديا وقد أرسل جيشا بقيادة إبراهام لنجدة ملك حمير اليهودي، ولكن إبراهام كان مسيحيا وتمرد على ملكه وأقام مملكة مسيحية في نجران وبنى كنيسة هناك وأراد أن يهدم الكعبة ليحج الناس إلى كنيسة نجران.

وأما وسط أفريقيا وجنوبها فقد كانت الغابات الكثيفة حاجزا مغلقا تمنع من اكتشافه واستيطانه، ولكن الآثار المكتشفة تدل على قيام دول وتجمعات حضارية وزراعية ومستوطنات للرعي والصيد، وأن الناس هناك كانوا يستخرجون الحديد والنحاس ويصهرونهما ويصنعون منهما أدوات وآلات مختلفة، وكانت قبائل السوتو تملك وتدير مناجم للذهب والنحاس في مكان المناجم الحالية التي مازالت قائمة في وسط وجنوب أفريقيا، ونشأت في أحوض الأنهار مثل نهر الكونغو ونهر النيجر دول ومستوطنات زراعية وتجارية.

العصر الإسلامي
فتح العرب المسلمون شمال أفريقيا انطلاقا من مصر عام 642م وأسسوا مدينة القيروان، ووصلت الجيوش العربية بقيادة عقبة بن نافع إلى شواطئ الأطلسي، ومن أشهر الموجات العربية الاستيطانية في أفريقيا هي موجة قبائل بني هلال وبني سليم الذين كانوا من عوامل انتشار الإسلام بين القبائل والشعوب الأفريقية.

وبتطور العلوم في الحضارة العربية الإسلامية كانت أفريقيا موضوعا لعلوم الجغرافيا والرحلات والخرائط والملاحة وأنشأ العرب أول قاعدة معرفية ومصادر مدونة عن أفريقيا.

وبدأت منذ القرن العاشر الميلادي تقوم تجمعات سياسية وقبلية بهدف السيطرة على مناجم الذهب والطرق التجارية، ومن أهم هذه التجمعات صنهاجة في السنغال وموريتانيا، ومملكة تكرور على ضفاف نهر السنغال.

وتعتبر غانا أولى الامبراطوريات السوداء التي عرفتها الدراسات التاريخية، وقد كتب عنها ابن حوقل والبكري، وقد سافر ابن حوقل إلى غانا عام 970م وقال عن ملك غانا إنه أغنى الناس قاطبة بما يملكه من الذهب، وكان مؤسسو هذه الامبراطورية من قبائل السونيكي.

ونشأ في واحة أوداغوست في غانا -بموريتانيا الحالية- مركز تجاري وزراعي إسلامي مزدهر للبيع والشراء وتنظيم وتزويد القوافل التجارية، وكانت أسواقها نشطة على الدوام، وكانت فيها مبان جميلة وبيوت فخمة.

الازدهار أو الحقبة الكبرى
تعتبر الفترة بين نهاية القرن الثاني عشر ونهاية القرن السادس عشر فترة ازدهار سياسي واقتصادي وثقافي في أفريقيا ويمكن تسميتها الحقبة الكبرى لأفريقيا السوداء، ونشأت في هذه الفترة في جميع أنحاء أفريقيا دول وامبراطوريات قوية وغنية.. ومن الدول المهمة في هذ الفترة امبراطورية مالي أو بلاد الماندينغ، ومن أهم حكامها مانسا أولي (1255 – 1270م) وهي دولة إسلامية مازالت آثارها قائمة حتى اليوم وقد بقيت تحكم مناطق واسعة من أفريقيا حتى عام 1480 عندما ورثتها دولة البيول بقيادة تينغلا.

وبرغم أنها كانت دولة إسلامية فإنها كانت أيضا زنجية الثقافة والعادات، ومما يذكره عنها ابن فضل الله العمري الذي زارها والتقى علماءها أنه لقي قادة وفقهاء مسلمين يجمعون بين أكثر من أربع نساء، وكان الناس فيها يتداولون السحر.

وكان لهذه الدولة الواسعة نظام سياسي مرن يعتمد الحكم اللامركزي ويحترم التنوع القومي والقبلي فكانت تضم الطوارق والجلط والمالينك والبامبارا والسونكي البونو والتوكولور والديالينكي، وتمتعت كما روى عنها ابن بطوطة بالعدل والأمن والاستقرار.

وامتدت امبراطورية الغاو التي ورثت الماندينغ إلى السودان على يد قبائل السونكي التي استقلت عن مالي على يد سليمان دامان، وأنشأت مراكز تجارية جديدة مزدهرة ومنظمة مثل تمبوكتو التي عرف فيها الكثير من العلماء والفقهاء، وكانت تجارة الكتب فيها تدر أرباحا طائلة، ونشأت فيها جامعات حقيقية تحظى برعاية واحترام الأمراء، وخصص لها وفقيات واسعة وحظيت بامتيازات واسعة، ومن أشهر علماء هذه الدولة أحمد بابا التمبكتي الذي عرف له اثنا عشر كتابا من بينها معجمه المشهور عن علماء المذهب المالكي.

و"الهاوسا" من أهم دول السودان وقامت بين النيجر وتشاد على ملتقى طرق التجارة التي تربط أفريقيا بمصر وليبيا، وقد حكم في هذه الدولة تسع ملكات، وكان إسناد الملك إلى النساء شائعا ومتبعا في أفريقيا، ومن أشهرهن الملكة داوراما، وأنشأت هذه الدولة مدنا عامرة مثل كانو وداوورا وجبير وكانسينا وزاريا وبيرام ورانو وكوروفا وكيبي.

وقامت في هذ الفترة ممالك بينين والبورنو ويووربا من مجموعات الطوارق والإيبو وكانت بيوتها واسعة ونظيفة كما وصفها الرحالة الأوروبيون واكتشفت فيها روائع فنية من البرونز والخزف.

وكان اقتصاد هذه الدول قائما على تنظيم القوافل والطرق التجارية، وذكر ابن خلدون أن القافلة الواحدة كانت تضم اثني عشر ألف جمل تعبر الصحراء في أربعين يوما بين مصر وأفريقيا، وتتفرع من هذه الطرق طرق كثيرة متشابكة تربط الموانئ والمراكز التجارية ببعضها، وتقوم عليها مراكز ومحطات للاستراحة والتزود والتبادل والحراسة.

ونشأت مملكة كبرى في الكونغو تعرف عليها المكتشفون البرتغال بقيادة دييغو كاو عام 1482 ونشأت علاقة بين الكونغو والبرتغال جعلت ملك الكونغو يعتنق المسيحية، وكانت المجتمعات الأفريقية متنوعة تتدرج من العشائر البدوية أو مجموعات الصيد والرعي المنعزلة، وبعضها ذات نسب أبوي وبعضهات ذات نسب أمومي، وتتجمع العشائر في قبائل وشعوب وكيانات يحكمها شيوخ ومجالس شورى من الكبار والأعيان، وتدير الأراضي وتستغلها وتوزعها على الناس وتعمل على نحو جماعي وتعاوني.

ونشأت مجتمعات أكثر تعقيدا زراعية وتجارية وحرفية، وتتمتع المرأة الأفريقية بنفوذ وحرية واسعة تشمل العلاقات الجنسية ، وكان مألوفا أن تكون ملكة أو زعيمة، وتحظى باحترم الأبناء وتقديسهم.

ولعب الدين والفن والسحر دورا عميقا في صياغة حياة الأفريقي، وعرف الأفارقة الموسيقى والآلات الموسيقية المختلفة، وانتشرت بينهم بالإضافة إلى الوثنية والأرواحية الأديان السماوية الثلاث وهي اليهودية والمسيحية والإسلام.


وكانت المجتمعات الأفريقية متنوعة تتدرج من العشائر البدوية أو مجموعات الصيد والرعي المنعزلة، وبعضها ذات نسب أبوي وبعضهات ذات نسب أمومي، وتتجمع العشائر في قبائل وشعوب وكيانات يحكمها شيوخ ومجالس شورى من الكبار والأعيان، وتدير الأراضي وتستغلها وتوزعها على الناس وتعمل على نحو جماعي وتعاوني

الاستعمار الأوروبي
بدأت الاتصالات الأوروبية بأفريقيا عن طريق الرحلات الاستكشافية وتجارة العبيد التي كانت مزدهرة بين القرنين الخامس عشر والتاسع عشر، وقد بيع في هذه الفترة مائة مليون أفريقي مات عدد كبير منهم في أثناء النقل أو بسبب المرض والمقاومة والتمرد.

وقد أدت عمليات خطف الأفارقة وأسرهم لأجل استرقاقهم إلى هجرات جماعية بحثا عن ملاذ آمن بعيد عن الحملات الغربية، وقد أدى هذا إلى تدمير الأنظمة الاقتصادية القائمة على الزراعة والتجارة والتي تحتاج إلى مجتمعات مستقرة ومنظمة، وكان اختيار العبيد من الشباب من الجنسين سبب نزف وخلل كبير في الموارد البشرية والتركيبة السكانية، وكان عدد العبيد يفوق البيض في المستعمرات الجديدة في أمريكا أحيانا بأحد عشر ضعفا، وظلت القوة الزنجية العاملة مصدر الرخاء والنمو في القارة الأمريكية حتى القرن التاسع عشر.

وقد اندمج بعض الزنوج في تجمعات السكان في القارة الجديدة وبعضهم أقام كيانات خاصة كجمهورية هاييتي التي أنشأها الزنوج عام 1804، وقاد الجنرال الزنجي أنطونيو ماسيو عام 1868 حرب الاستقلال الكوبية عن إسبانيا، ولكن السود مازالوا حتى اليوم يعانون من الاضطهاد والتهميش والعنصرية حتى بعد إلغاء الرق بأكثر من مئة وخمسين سنة.

وعاد عدد كبير من الزنوج إلى أفريقيا منذ بدأت موجات إلغاء الرق وانخرط بعضهم بالتجارة عبر المحيط الأطلسي بين أفريقيا والقارة الأمريكية وبخاصة في البرازيل.. وسعت بريطانيا في إعادة توطين الزنوج في أفريقيا فأنشأت مدينة فري تاون (المدينة الحرة) للعائدين وأقامت لهم مدرسة تحولت إلى جامعة هي الأولي في سيراليون، وقامت مستعمرة ثم دولة ليبيريا على أساس الجماعات الاستيطانية الجديدة، ولكن عمليات التوطني العكسية أنشأت نزاعات وحروبا مازالت قائمة حتى اليوم في أفريقيا.

وبدأت الدول الأوروبية تنشئ مستعمرات لها في جميع أنحاء أفريقيا وبخاصة السواحل ومناطق استخراج الذهب والمعادن، وبدأت الممالك الأفريقية التقليدية بالانهيار لتحل مكانها خريطة أفريقية جديدة قائمة على النخب والجماعات السياسية والاجتماعية المرتبطة بالاستعمار، كما عمت القارة موجة حركات مقاومة لأجل الاستقلال والتحرر، واستقلت معظم دول أفريقيا على النحو الذي نعرفة اليوم.

جنوب أفريقيا.. حالة فريدة
ولكن جنوب أفريقيا شهدت حالة استعمار فريدة وخاصة، فقد بدأت هولندا في بداية القرن السادس عشرحركة استعمار في جنوب شرق آسيا, واحتلت رأس الرجاء الصالح لتكون محطة تأمين وتزويد للمراكب بين هولندا وإندونيسيا، وتحولت المحطة إلى مدينة أوروبية، ثم توسع الاستيطان شمالا للعمل في الزراعة وتربية الماشية وتأمين احتياجات الجيش والسفن.


بدأت الاتصالات الأوروبية بأفريقيا عن طريق الرحلات الاستكشافية وتجارة العبيد التي كانت مزدهرة بين القرنين الخامس عشر والتاسع عشر، وقد بيع في هذه الفترة مائة مليون أفريقي مات عدد كبير منهم في أثناء النقل أو بسبب المرض والمقاومة والتمرد

كان المستوطنون الجدد من البروتستانت الهاربين من الاضطهاد الكاثوليكي ولأن معظمهم كانوا من الرجال فقد تزوجوا من الهوتنتو الأفارقة الذين استوطنوا المنطقة منذ زمن بعيد وكانوا يعملون في الرعي وكان يشاركهم المنطقة شعب البوشيمان الذين يعملون في الصيد، ثم جاءت جماعات بروتستانتية فرنسية في بداية القرن الثامن عشر كانت من التجار والحرفيين والمهنيين والبورجوازيين الذين كونوا تجمعا ثقافيا واجتماعيا، وتكون جيل أفريقاني جديد هو مزيج من الأووربيين والأفارقة سمي "البوير".. واصطدم البوير في توسعهم شمالا وشرقا بشعب جديد منظم ومحارب وليس تابعا كالهوتو، وهذا الشعب هو البانتو وتنتمي إليه قبائل الزولو المشهورة، ودارت معارك شرسة بين البوير المسلحين بالبنادق والزولو برماحهم وسهامهم.
ثم احتلت بريطانيا الكاب في أوائل القرن التاسع عشر وأصبح البريطانيون قوة كبيرة صاعدة في العالم ومنه أفريقيا بالطبع، ودار نزاع طويل بين البوير والبريطانيين، وتكونت في نهاية القرن التاسع عشر أربع دول في جنوب أفريقيا توحدت عام 1910 تحت التاج البريطاني بعد نزاع طويل ومعقد.

وكانت دولة فريدة من نوعها تسيطر فيها أقلية طارئة على ثروات البلاد وأراضيها وتتمتع بالحقوق السياسية والاقتصادية، ويحظر على السكان الأصليين معظم حقوق المواطنة، واستمر هذا الوضع حتى عام 1993 عندما أقرت مساواة قانونية بين جميع السكان وجرت انتخابات عامة أدت إلى اختيار نلسون مانديلا رئيسا لجنوب أفريقيا هو أول أفريقي يحكم بلاده.

المصدر : غير معروف