شركة فالكون.. إمبراطورية أمنية تمددت نحو الإعلام

شعار شركة فالكون الأمنية -مأخوذة من الصحفة الرسمية للشركة بموقع فيسبوك

شركة فالكون، خاصة، توصف بأنها الشركة الأمنية الأكثر حضورا ونفوذا في مصر، وتعزز حضورها بشكل كبير بعد انقلاب على رئيس البلاد محمد مرسي قاده وزير دفاعه (الرئيس الحالي) عبد الفتاح السيسي عام 2013، حتى أصبحت تستحوذ على القسط الأكبر من حصة الشركات الخاصة بالسوق الأمنية في البلاد، كما توسع نشاطها ليطال مجالات غير أمنية.

التأسيس
تأسست فالكون كـ شركة مساهمة مصرية تابعة للبنك التجاري الدولي في أبريل/نيسان 2006، رغم أنها عرفت قبل ذلك كشركة صغيرة عاملة في مجال تقديم الحراسات الخاصة البسيطة.

ولم تكن النشأة بعيدة عن دوائر السلطة والأمن في مصر، وخاصة في ظل حصول "فالكون" على صلاحيات أوسع مما يتم منحه لشركات الأمن التقليدية، والتي جعلت مهامها في تماس كبير مع مهام الجهات الأمنية الرفيعة في البلد.

الإدارة
يرأس مجلس إدارة الشركة اللواء خالد شريف الوكيل السابق لجهاز المخابرات الحربية، ورئيس قطاع الأمن الأسبق في اتحاد الإذاعة والتلفزيون.

مهمات وأدوار
حين أطلقت "فالكون" عام 2006 بدأت بثلاث خدمات أساسية: الأمنية، نقل الأموال، الأنظمة الفنية والأمنية. ولكنها اليوم أصبحت تمتلك ما يقرب من 14 فرعا بشتى المحافظات، وتضم آلاف العاملين الذين يتم تدريبهم على أعلى المستويات، وتستحوذ على 65% من حصة السوق الأمنية، وفق تقارير صحفية.

وقد باتت الأكثر شهرة وحضورا في مضمار الحراسات الأمنية، وشهد أداؤها ونفوذها تصاعدا متسارعا بعد انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013 الذي أطاح بالرئيس المدني المنتخب محمد مرسي.
ومن بين أبرز الأدوار التي تولتها تأمين حملة المرشح الرئاسي بانتخابات 2012 اللواء أحمد شفيق، وحملة (الرئيس الحالي) السيسي بانتخابات 2014.

كما عهد إليها بتأمين نحو تسع جامعات في مقدمتها جامعتا القاهرة وعين شمس، إضافة إلى العشرات من الشخصيات العامة من دبلوماسيين وكبار رجال الدولة، وبعض مكاتب الأمم المتحدة والسفارات الدولية بالقاهرة.

ومع التمدد والتوسع الذي شهدته في السنوات الأخيرة، أصبحت تغطي حاليا محافظات مصر من خلال 14 فرعا، ويزيد عدد موظفيها على 22 ألفا بينهم لواءات شرطة وجيش سابقون، ومن أبرز مهامها تأمين الجامعات والشخصيات العامة والمكاتب الأممية والسفارات الأجنبية والمباريات الدولية.

ونشرت وسائل إعلام مصرية مؤخرا تقارير تؤكد شراء "فالكون" شبكةَ قنوات "الحياة" التي كانت مملوكة لرجل الأعمال ورئيس حزب الوفد السيد البدوي، وفضائية العاصمة من البرلماني سعيد حساسين، بعد تعثرهما ماليا.

وكذلك أعلنت وزارة الكهرباء تعاقدها مع "فالكون" للقيام بأدوار لصالحها مقابل مليار جنيه سنويا (5.6 ملايين دولار).

وقد أبدت منظمة "مراسلون بلا حدود" تخوفها من دخول هذه الشركة الأمنية إلى الحقل الإعلامي. وقالت في تقرير إنها تشعر بالقلق إزاء سيطرة جهاز المخابرات على مؤسسات إعلامية.

وربط التقرير استحواذ "فالكون" على قناة "الحياة" بضغوط تعرض لها البدوي لمعارضة نواب حزبه تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير لـ السعودية.

وبالإضافة للتوغل الكبير بمختلف أجهزة ومؤسسات الدولة، تفيد تقارير إعلامية استنادا لتصريحات مقربين من "فالكون" أنها تنفرد وحدها دون غيرها بامتلاك رخصة البنادق الخرطوش التي تستخدم في قتل المتظاهرين وتفريق التجمعات، وحق نشر قوات تدخل سريع كخدمة أمنية خاصة، وهو ما فرض -وفق هذه التقارير- بعض التساؤلات عمن يقف وراء "فالكون" ويقدم لها كل تلك التسهيلات والعقود والامتيازات التي لا تتوفر لأي شركة أخرى مماثلة في مصر.

الجوائز
ووفق موقع البنك التجاري الدولي بمصر الذي تتبع له "فالكون" فقد حصلت على العديد من الجوائز العالمية، منها جائزة نايت الممنوحة من اليونسكو (عام 2013) وشهادة الأيزو 9002/2008 (عام 2012).

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية