"الانتقالي الجنوبي".. تمرد على الشرعية بدعم إماراتي

عيدروس الزبيدي/رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي
رئيس المجلس هو عيدروس الزبيدي الذي يحظى وقادته بدعم إماراتي واسع (الجزيرة)

المجلس الانتقالي الجنوبي مجلس أسسه محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي، يدعو لإقامة دولة ذات سيادة في الجنوب، ويحظى بدعم إماراتي على شتى المستويات، في وقت أعلن الرئيس عبد ربه منصور هادي رفضه للمجلس، وتأكيده أنه مخالف لكل المرجعيات القانونية المحلية والأممية.

التأسيس
أعلن عن تشكيل هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي يوم 11 مايو/أيار 2017، أسبوعا بعد ترويج أخبار تفيد بأن الحراك الجنوبي كلف زعماء المجلس بتشكيل قيادة سياسية لتمثيل الجنوب وإدارته.

يترأس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، وهو سياسي وناشط في الحراك الجنوبي اليمني، تولى منصب محافظ عدن يوم 7 ديسمبر/كانون الأول 2015، لكن الرئيس عبد ربه منصور هادي أقاله يوم 27 أبريل/نيسان 2017 وعيّنه سفيرا في وزارة الخارجية.

وتضم قيادة المجلس 26 شخصا بينهم الشيخ هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المقرب من السلطات الإماراتية، وأعلن البيان التأسيسي للهيئة أنها مستمرة في دعم التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين وقوات علي عبد الله صالح.

كما شدد البيان على أن المجلس متشبث بالشراكة مع المجتمع الدولي في الحرب على "الإرهاب"، ولم ينس تقديم الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة لدورها "في تهيئة المنظومة الأمنية والعسكرية لمكافحة الإرهاب، وتثبيت الأمن والاستقرار في محافظات الجنوب كافة".

انقلاب
وبينما أكد محللون يمنيون أن تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي انقلاب يعزز الانقلاب الذي قام به الحوثيون في صنعاء، وأن تمرد الزبيدي هدفه خلط الأوراق واستهداف قرارات عبد ربه منصور هادي الذي أعفى الزبيدي وبن بريك، يوضح أعضاء المجلس أن تشكيله لم يكن "إعلانا للانفصال"، وأنه ضد المد الإيراني في المنطقة، ومع شرعية الرئيس هادي.

غير أن البيان الرسمي للمجلس الذي صدر يوم 21 مايو/أيار 2017  تحدث بوضوح عن الاستقلال وإرساء الفدرالية وأسس الدولة الكاملة السيادة، فشدد على أن "شعبنا الصامد قد اختار طريقه ومصيره، وعلى العالم الوقوف إلى جانبه بكل وضوح وشفافية، ومساعدته في تحقيق استقلاله وطناً ودولة وهوية، وإرساء ركائز دولته الفدرالية الجنوبية".

الإمارات
علاقة المجلس بدولة الإمارات كانت واضحة منذ البداية، إذ تبنت الزبيدي ودعمته، ونائبه هادي بن بريك من الشخصيات المقربة من سلطات أبو ظبي بشكل شخصي.

وقد دفعت الإمارات عددا من محافظي منطقة جنوب اليمن للانضمام إلى عضوية المجلس الذي يرأسه، في وقت فضل بعضهم السفر إلى السعودية بموازاة مع عقد المجلس اليمني الجنوبي اجتماعا له بالمكلا.

وبعد الإعلان عن تشكيل المجلس، خرج الزبيدي ونائبه بن بريك إلى السعودية حيث قضيا أسبوعا هناك، ثم ما لبثا أن توجها إلى أبو ظبي حيث قضيا -بحسب تقارير إعلاميةـ أسابيع، تخللتها زيارة غير معلنة للزبيدي للقاهرة. ونشرت لاحقا صور للزبيدي وبن بريك مع مسؤولين إماراتيين في مقدمتهم محمد بن زايد.

وفي 18 يونيو/حزيران 2017 نقلت وسائل إعلامية يمنية محلية أن بن بريك تعهد بالإعلان عن تصور شكل "دولة الجنوب" خلال أكتوبر/تشرين الأول 2017 كحد أقصى.

الرئاسة ترفض
وعقب تشكيل المجلس، أعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي رفضه الكامل للتشكيل الجديد، موضحا أنه تنظيم ضد القانون.

وذكر بيان الرئاسة أن "الاجتماع يرفض رفضا قاطعا ما سمي بتشكيل مجلس انتقالي جنوبي يقوم بإدارة وتمثيل الجنوب، مؤكدين أن تلك التصرفات والأعمال تتنافى كليا مع المرجعيات الثلاث المتفق عليها محليا وإقليميا ودوليا والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن الدولي 2216 والقرارات ذات الصّلة".

وقال إن ما قام به عيدروس ورفاقه "تبقى أعمالاً لا أساس لها ولن تكون محل قبول مطلقا وهي إنما تستهدف مصلحة البلد ومستقبله ونسيجه الاجتماعي ومعركته الفاصلة مع المليشيات الانقلابية للحوثي وصالح، ولا تخدم إلا الانقلابيين ومن يقف خلفهم، بل تضع هذه الأعمال القضية الجنوبية العادلة موضعاً لا يليق بها".

وشدد البيان على وحدة البلاد وهو الهدف الذي قامت لأجله عمليات التحالف العربي، معبرا عن رفضه التام لخطوة تأسيس المجلس، واصفة تأسيسه والأهداف التي أعلنها مخالفة للمرجعيات الثلاث المذكورة.

أما رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر فقد حذر من حدوث جولة جديدة مما وصفه بالصراع الغبي يجري التحضير لها في جنوب اليمن، وحذر أيضا من أن مسلحي مليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع صالح موجودون على بعد 150 كيلومترا من عدن. 

وأطلق بن دغر تحذيرا صريحا بشأن تصاعد الخلافات بين المجلس الجنوبي المدعوم من الإمارات، وبين الرئيس عبد ربه منصور هادي، وقال "كلما حاولتم إضعاف الشرعية في عدن، أو النيل من الرئيس المنتخب، مهدتم الطريق لعودة الحوثيين وصالح منتصرين"، على حد تعبيره.

اشتباكات
في 28 يناير/كانون الثاني 2018 اندلعت اشتباكات ضارية في عدن بين قوات حماية الرئاسة التابعة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وقوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي، أسفرت عن قتل عشرة مسلحين على الأقل.

واندلعت شرارة الاشتباكات في مديريتي كريتر وخورمكسر بمحافظة عدن بعد منع قوات الحماية الرئاسية أنصار المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات من إقامة اعتصام في ساحة العروض.

وجاء ذلك مع انتهاء مهلة أسبوع حددها المجلس الانتقالي الساعي إلى فصل جنوب اليمن لإسقاط الحكومة اليمنية الشرعية.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية