اللجنة الرباعية الدولية

NEW YORK, NY - SEPTEMBER 27: Members of the Middle East Quartet (from left: Catherine Ashton, U.S. Secretary of State John Kerry, U.N. Secretary-General Ban Ki-moon, Russian Foreign Minister Sergei Lavrov, and former British Prime Minister Tony Blair) pose for the media before a meeting at the United Nations on September 27, 2013 in New York City. The Quartet on the Middle East was created to mediate the peace process in the Israeli-Palestinian conflict. The Quartet are the United Nations, the United States, the European Union, and Russia.

لجنة دولية تتكون من روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، جعلت على عاتقها مهمة حل المشاكل العالقة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وهي المهمة التي فشلت فيها بسبب عوامل رئيسية من بينها غض الطرف عن تعنت الجانب الإسرائيلي، وإقصاء حركة حماس.

النشأة والتأسيس
أنشئت اللجنة في مدريد عام 2002 باقتراح من رئيس الوزراء الإسباني خوسيه ماريا أثنار نتيجة تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بعد نحو عامين من اندلاع انتفاضة الأقصى.

أخذت اللجنة -التي يطلق عليها أيضا رباعي الوساطة لعملية السلام في الشرق الأوسط- هذا الاسم من عدد الدول والمؤسسات المشاركة فيها، وفيها عن الولايات المتحدة وزير خارجيتها، وعن الاتحاد الأوروبي الممثل الأعلى للاتحاد للعلاقات الخارجية والسياسة الدفاعية، وعن روسيا وزير خارجيتها، وعن الأمم المتحدة أمينها العام.

واجهت اللجنة منذ تشكيلها عقبات كبيرة، أهمها أنها حاولت التوفيق بين المواقف المتباينة نسبيا لمكوناتها (وعلى الأخص الولايات المتحدة وروسيا) من اتفاق أوسلو وتطبيقاته على الأرض، والتي فشلت في إنجاز تسوية سياسية منذ 1993، فضلا عن سياسات التعامل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي فرضت نفسها في المعادلة الفلسطينية.

خريطة الطريق
بعد انتهاء الحرب على العراق، تهيأت فرصة جديدة للتسوية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فأطلقت اللجنة ما عرف بخطة "خريطة الطريق" في 30 أبريل/نيسان 2003، وذلك استنادا إلى رؤية الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش التي أوضحها في كلمة ألقاها في 24 يونيو/حزيران 2002.

ونصت الخطة على إقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة بنهاية 2003، وبعد الالتزام باتفاق لوقف إطلاق النيران، يقوم الفلسطينيون بملاحقة المقاومة ومنع ما يطلق عليه الإرهاب وذلك بالتعاون مع إسرائيل. أما إسرائيل فتنسحب من المدن الفلسطينية، وتجمد بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة.

وتهدف الخطة إلى قيام دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل بنهاية عام 2005.

وقبلت السلطة الفلسطينية الخطة، كما قبلتها إسرائيل التي وضعت 14 تعديلا عليها. ومع ذلك، فإن الخطة بمجملها لم تجد طريقا للتنفيذ بسبب استمرار إسرائيل في تنفيذ مشاريعها الاستيطانية.

استقالات للممثلين
وفي إطار مساعيها للعمل على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عينت الرباعية في أبريل/نيسان 2005 رئيس البنك الدولي السابق جيمس وولفنسون للمساعدة في الانسحاب الإسرائيلي من غزة. وفي مايو/أيار 2006 قدم استقالته وانتقد بشدة قرار الدول الغربية قطع كل المعونات عدا المساعدات الإنسانية عن الحكومة الفلسطينية بقيادة حماس، التي فازت في الانتخابات التشريعية مطلع عام 2006.

وقال وولفنسون إن الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية لن يمكنها سد الفراغ إذا انهارت مؤسسات السلطة الفلسطينية تحت وطأة الضغوط الغربية.

ومرت اللجنة بأزمة أشد عمقا، بعد أن قدم مبعوث اللجنة الدبلوماسي البيروفي ألفارو دي سوتو في يونيو/حزيران 2007 استقالته من مهمته، قائلا إن موقف إسرائيل قائم في الأساس على الرفض تجاه الفلسطينيين، وإن اللجنة الرباعية اكتفت بالتفرج على ما يجري.

وفي تقريره السري المدوي الذي سرب لصحيفة الغارديان البريطانية، قال دي سوتو -الذي عُين في 6 مايو/أيار 2005 منسقا خاصا لعملية السلام في الشرق الأوسط- إن المقاطعة التي فرضها المجتمع الدولي على الفلسطينيين بعيد فوز حماس في الانتخابات التشريعية "افتقدت في أحسن الأحوال بعد النظر"، وكانت لها عواقب وخيمة على الشعب الفلسطيني.

وما لبثت اللجنة أن عينت رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير مبعوثا جديدا للجنة، وذلك بعد وقت قصير من تقديمه استقالته إلى ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية من منصب رئيس الوزراء ومن مجلس العموم البريطاني.

وفي مارس/آذار 2015 أعلن بلير عن نيته تقديم استقالته من اللجنة.

المصدر : الجزيرة